تتسابق البنوك والمؤسسات المالية على جذب وتأهيل الشباب الإماراتي وإعدادهم لقيادة القطاع المصرفي والمالي في المستقبل عبر برامج متخصصة للتدريب وصقل المهارات وتطوير القدرات من أجل زيادة تنافسية الكوادر الإماراتية، بحسب خبراء وكوادر مواطنة عاملة بالقطاع المالي. وأكد هؤلاء لـ«الاتحاد»، أن البنوك والمؤسسات المالية الوطنية بدأت تتبع نهجاً جديداً لتوطين الكوادر الموطنة، لافتين بأن هذا النهج يقوم على زيادة الاهتمام برأس المال البشري والفكري ولا يقتصر على مفهوم تعيين الموارد البشرية المواطنة من دون تطوير قدراتها وزيادة تنافسيتهم. قالت منى المازمي، رئيس قسم التوطين في بنك دبي الإسلامي، إن التوطين شكل عنصراً أساسياً في نجاح البنك، وكان له تأثير إيجابي على النمو والتنمية الاقتصادية في دولة الإمارات، مؤكدة أن التوطين يشكل جزءاً جوهرياً في فلسفة البنك، ولذلك فهناك التزام تام بمواصلة دعم مساعي الحكومة في مجال التوطين، من خلال تعزيز الجهود لتنمية المواهب المحلية الشابة، وتمكينها من الازدهار وجعلهم قادة في بنك دبي الإسلامي والقطاع المصرفي ككل. وأشارت المازمي، إلى أن بنك دبي الإسلامي يعد من أهم اللاعبين في القطاع المصرفي في مجال تمكين الشباب الإماراتي وتوفير بيئة عمل تدعم التنوع والتعاون وتلائم المواطنين الإماراتيين، وذلك بإطلاقه العديد من المبادرات المهنية وبرامج التدريب والتطوير، منبهه أن استراتيجية البنك عززت مكانته «كجهة عمل مفضلة»، إذ تركز على جذب المواهب الإماراتية ودعمها وتدريبها في مختلف الجوانب الرئيسية للأعمال. وكشفت المازمي، عن تمكن بنك دبي الإسلامي من تحقيق تحولٍ كبيرٍ مبتعداً عن الطريقة الكمية التقليدية لتوظيف المواطنين الإماراتيين نحو نهج استراتيجي نوعي مستهدف يركز على التطوير المستقبلي للموظفين لشغل مناصب رئيسة. وقالت إن البنك يعمل على إيلاء الأهمية لمفهوم رأس المال البشري وليس للموارد البشرية، متجنباً الالتزام بنهج أوحد للجميع في مجال التنمية الشخصية، ما أدى إلى حصول العديد من المواطنين الإماراتيين على مناصب قيادية في البنك. وأكدت أن نسبة التوطين في البنك في عام 2021، بلغت ما يقارب 45%، كما حقق البنك معدلات توطين بنسبة 100% على مستوى مديري الفروع، وبما يمثل أفضل المستويات وفق المصرف المركزي الإماراتي. طموح المواهب من جهتها أكدت هند العطار، رئيس إدارة الثروات البشرية في البنك العربي المتحد، حرص البنك على مواصلة دعم جهود التوطين في دولة الإمارات من خلال العديد من المبادرات والبرامج وذلك تماشياً مع الاستراتيجية الحكومية في تمكين وتطوير مهارات أبناء الدولة. وقالت إن البنك أطلق برنامج «طموح» الذي يهدف إلى دعم وتطوير المواهب الوطنية، ليواصل بذلك التزامه بتمكين الشباب الإماراتي وإمدادهم بالمهارات المهنية والخبرات اللازمة لتعزيز فرصهم في القطاع المصرفي، منوهة أن برنامج «طموح» يقدم فرصاً للخريجين الجدد من المواطنين لمساعدتهم على تحقيق طموحاتهم والبدء في مسيرتهم المهنية وذلك عبر توفير ورش عمل ودورات مكثفة تستهدف صقل مهاراتهم العملية. وأوضحت العطار، أن برنامج «طموح» يعد برنامج التدريب والتطوير الرئيس لدى البنك العربي المتحد، وهو خطة تدريب وتطوير تمتد لمدة 12 شهراً، كما تغطي الوحدات التدريبية لبرنامج «طموح» مجموعة من الموضوعات بداية من المهارات البنكية الفنية وصولاً إلى تطوير القيادة، مشيرة إلى أن التدريب يتم عبر وسائل مختلفة من فصول تدريبية وتدريب خارجي وتعليم إلكتروني وتدريب على رأس العمل والإرشاد والتوجيه وغير ذلك. الكفاءة التنافسية وأفاد عبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، بأن البنك أطلق «برنامج بنك الإمارات دبي الوطني للمهارات الرقمية الوطنية»، الذي يستهدف صقل مهارات 300 شاب من المتدربين الإماراتيين وإعدادهم للمستقبل على مدار السنوات الأربع المقبلة، معرباً عن ثقته في أن البرنامج سيشكل داعماً رئيساً لجهود البنك في تطوير القدرات الرقمية لدى الشباب الإماراتي باعتبارهم قادة مستقبل الدولة، وسيساهم في بناء اقتصاد مرن قادر على مواجهة التحديات في المستقبل. وأشار قاسم، إلى أن مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني أطلقت على مدار السنوات الماضية عدداً من برامج التدريب المخصصة للمواطنين في إطار التزامها بتطوير الكوادر الوطنية وكان أخرها إطلاق برنامج «رواد»، الذي يستهدف الخريجين الجدد بهدف تمكين ورفع الكفاءة التنافسية للكوادر الوطنية وإعدادهم للمناصب الإدارية العليا مستقبلاً، لافتاً إلى أن هذا البرنامج الأول يعتبر من ضمن العديد من المبادرات التي يتم تطبيقها في إطار الاستجابة للبرنامج الحكومي الاتحادي «نافس»، ويعد أكبر استثمار يقوم به البنك على الإطلاق في برنامج واحد لتنمية وصقل المواهب. أخبار ذات صلة الإمارات تحذّر من وقوع الأسلحة الكيميائية في أيدي الإرهابيين رئيس الدولة: أفكار نوعية مبتكرة لرفد جهود العمل البيئي الجماعي الميتافيرس والتوظيف واتبعت بنوك وطنية وسائل مبتكرة لتسهيل إجراء المقابلات وتوظيف المواهب الإماراتية ومنها البنك التجاري الدولي، حيث ذكر علي سلطان ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي، أن البنك أصبح أول بنك في العالم يقوم بتعيين الموظفين المرشحين وبشكل فوري من خلال منصة الميتافيرس، كاشفاً عن قيام البنك قبل أيام بإجراء عدة مقابلات عبر منصة الميتافيرس الخاصة به، ونتج عنها توظيف فوري لأحد المواهب الإماراتية. وأوضح العامري، أن تكنولوجيا الميتافيرس توجد أحدث الطرق للتواصل والتعاون مع المجتمع من خلال دمج العوالم المادية والرقمية، مشيراً إلى أن قيام البنك بالتوظيف الفوري للمرشحين المتقدمين عبر منصة الميتافيرس، يمثل ترجمة للرؤية الاستشرافية التي تبنتها الدولة بهدف ترسيخ مكانتها كوجهة رائدة إقليمياً وعالمياً في مجالات الابتكار. تعزيز البرامج أعلن بنك المشرق عن استحداث منصب رئيس الموارد البشرية ورأس المال الفكري، من أجل تعزيز برامج التوطين في مختلف أرجاء البنك، وتعزيز رأس المال البشري وزيادة قدرته على تقديم أفضل المنتجات والخدمات لعملائه. وقالت حمدة الشمالي، رئيس الموارد البشرية ورأس المال الفكري في «المشرق» إن البنك يهدف إلى بناء علامة تجارية منافسة، وتحقيق تأثير اجتماعي واقتصادي ملموس من خلال دعم تطلعات وأحلام واحتياجات الجميع. وأضافت أن «المشرق» يستهدف قيادة وتنمية الموارد البشرية وتطوير المواهب، ودعم برامج الثقافة وتعزيز المشاركة، إلى جانب تعزيز جهود التنوع والمساواة والشمول في البنك، وتسهيل اعتماد نهج القوى العاملة في كل مكان، ونماذج العمل المختلفة، وأتمتة تجربة الموظفين وبناء نظام سليم يقوم على نهج أكثر شمولاً للسلامة المؤسسية، مؤكدة الحرص على جذب أفضل الكوادر وأفضل الخبرات، وبناء ثقافة مكان العمل التي تحفز الموظفين وتشجعهم على تحدي اليوم وتعمل على تعزيز مشاركتهم. فرص للكفاءات أكد محمد بيطار، نائب الرئيس التنفيذي في «الأنصاري للصرافة»، التزام القطاع المالي بدعم مبادرات حكومة دولة الإمارات وبرامجها في مجال التوطين من خلال تمكين المواهب الوطنية، وتوفير فرص وظيفية نوعية للكفاءات الإماراتية، ولاسيما جيل الشباب، معلناً أن الشركة وظفت قبل أيام أكثر من 150 مواطناً إماراتياً في مركز الاتصال الجديد للمبيعات والخدمات، وذلك في إطار التزامها بسياسة التوطين ودعم وتمكين الكفاءات الوطنية ضمن القطاع الخاص. وأشار إلى أن حملة التوظيف الجديدة في الشركة تعكس الالتزام الراسخ بهذا التوجه، حيث تعتزم توظيف 500 موظف إماراتي مؤهل خلال العامين المقبلين، وفي إطار هذه الاستراتيجية سيتم أيضاً تدريب المواهب الوطنية وتزويدها بالأدوات والموارد التي تتيح لها تولي مناصب قيادية وذلك عبر الاستفادة من «أكاديمية الأنصاري للصرافة».
مشاركة :