إيران تستعين بخيّالة الشرطة لإخماد الاحتجاجات.. والقضاء يهدد بأحكام قاسية بحق المتظاهرين

  • 11/9/2022
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العواصم‭ - ‬الوكالات‭: ‬استعانت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بخيّالة‭ ‬الشرطة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬أسابيع‭ ‬إثر‭ ‬وفاة‭ ‬مهسا‭ ‬أميني‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬محتجزة‭ ‬لدى‭ ‬شرطة‭ ‬الأخلاق،‭ ‬بحسب‭ ‬تسجيلات‭ ‬مصوّرة‭ ‬انتشرت‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭. ‬ وتهزّ‭ ‬حركة‭ ‬احتجاجية‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭ ‬توفيت‭ ‬أميني‭ (‬22‭ ‬عاما‭) ‬في‭ ‬16‭ ‬سبتمبر،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬توقيفها‭. ‬ وقادت‭ ‬النساء‭ ‬التظاهرات‭ ‬إذ‭ ‬خلعن‭ ‬وحرقن‭ ‬حجابهن‭ ‬بينما‭ ‬رددن‭ ‬شعارات‭ ‬مناهضة‭ ‬للنظام‭ ‬وواجهن‭ ‬القوى‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬رغم‭ ‬حملة‭ ‬القمع‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بالعشرات‭. ‬ وفي‭ ‬خطوة‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬نشرت‭ ‬السلطات‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬أحصنة‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬طهران‭ ‬لإخماد‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬وفق‭ ‬تسجيل‭ ‬نشر‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتحققت‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬صحته‭. ‬ وشوهدت‭ ‬وحدة‭ ‬خاصة‭ ‬ضمن‭ ‬دورية‭ ‬تقف‭ ‬أمام‭ ‬صف‭ ‬من‭ ‬الأعلام‭ ‬الوطنية‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬صادقية‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬طهران‭. ‬ وتضم‭ ‬قوة‭ ‬خيالة‭ ‬الشرطة‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ«أسواران‮»‬‭ ‬خيولا‭ ‬تركمانية‭ ‬وعربية‭. ‬ وسبق‭ ‬أن‭ ‬شوهدت‭ ‬وحدة‭ ‬الفرسان‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬خلال‭ ‬مراسم‭ ‬استعراضية،‭ ‬لكن‭ ‬نشرها‭ ‬أثناء‭ ‬تظاهرات‭ ‬يعدّ‭ ‬أمرا‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭. ‬ واتبعت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬تكتيكات‭ ‬عدة‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬يعتبرها‭ ‬المسؤولون‭ ‬‮«‬أعمال‭ ‬شغب‮»‬‭. ‬ وأطلقت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬النار‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬المحتجين‭ ‬مستخدمة‭ ‬الذخيرة‭ ‬الحية‭ ‬والخرطوش‭ ‬والغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬وحتى‭ ‬كرات‭ ‬الطلاء‭. ‬كما‭ ‬فرضت‭ ‬الحكومة‭ ‬قيودا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬شملت‭ ‬منع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إنستجرام‮»‬‭ ‬و«واتسآب‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬نفّذت‭ ‬حملة‭ ‬اعتقالات‭ ‬واسعة‭. ‬ وقالت‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬أمس‭ ‬إن‭ ‬المحاكم‭ ‬ستتعامل‭ ‬بحزم‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬اضطرابات‭ ‬أو‭ ‬يرتكب‭ ‬جرائم‭ ‬خلال‭ ‬موجة‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬تعتزم‭ ‬إصدار‭ ‬أحكام‭ ‬قاسية‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬الذين‭ ‬ستتم‭ ‬إدانتهم‭.‬ وقال‭ ‬مسعود‭ ‬ستايشي‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬الإيرانية‭: ‬‮«‬الآن‭ ‬يطالب‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬حتى‭ ‬المحتجين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يدعمون‭ ‬الشغب‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬بالتعامل‭ ‬بأسلوب‭ ‬حازم‭ ‬ورادع‭ ‬وقانوني‭ ‬مع‭ ‬القلة‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬الاضطرابات‮»‬‭.‬ وحث‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬الايراني‭ ‬المتشددون‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬على‭ ‬‮«‬التعامل‭ ‬بحسم‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الجناة‭. ‬وتساءل‭ ‬ستايشي‭: ‬‮«‬الى‭ ‬متى‭ ‬يمكننا‭ ‬تحمل‭ ‬هذا‭..‬‮»‬‭.‬ وتم‭ ‬توجيه‭ ‬اتهامات‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬طهران‭ ‬وحده‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬بما‭ ‬تصفه‭ ‬الحكومة‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬شغب‮»‬‭.‬ وأوضح‭ ‬ستايشي‭ ‬أن‭ ‬صحفيتين‭ ‬إيرانيتين‭ ‬تواجهان‭ ‬اتهامات‭ ‬بالتآمر‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والدعاية‭ ‬ضد‭ ‬الدولة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنهما‭ ‬محتجزتان‭ ‬بموجب‭ ‬مذكرة‭ ‬توقيف‭ ‬مؤقتة‭ ‬وأن‭ ‬قضيتهما‭ ‬توشك‭ ‬على‭ ‬الانتهاء،‭ ‬من‭ ‬بينهما‭ ‬الصحفية‭ ‬نيلوفر‭ ‬حميدي‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬شرق‭ ‬الداعمة‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بشأن‭ ‬أميني‭ ‬عندما‭ ‬نشرت‭ ‬صورة‭ ‬لوالديها‭ ‬وهما‭ ‬يتعانقان‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مستشفيات‭ ‬طهران‭.‬ أما‭ ‬الصحفية‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬الهه‭ ‬محمدي‭ ‬التي‭ ‬غطت‭ ‬جنازة‭ ‬أميني‭ ‬في‭ ‬مسقط‭ ‬رأسها‭ ‬مدينة‭ ‬سقز‭ ‬الكردية‭ ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬الاحتجاجات‭. ‬وطالب‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬صحفي‭ ‬ايراني‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬بالإفراج‭ ‬عنهما‭.‬ وذكرت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬ومقرها‭ ‬النرويج‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬قتلت‭ ‬186‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الأخيرة‭. ‬ وقتل‭ ‬118‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬منفصلة‭ ‬اندلعت‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬سبتمبر‭ ‬في‭ ‬سيستان‭-‬بلوشستان،‭ ‬وهي‭ ‬محافظة‭ ‬يقطنها‭ ‬السنة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تقع‭ ‬عند‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬الشرقية‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وباكستان‭. ‬ مع‭ ‬ذلك‭ ‬صب‭ ‬طلاب‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬العلوم‭ ‬والثقافة‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬جام‭ ‬غضبهم‭ ‬أمس‭ ‬على‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬والحكام‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭. ‬ونشر‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الاضطرابات‭ ‬ويضم‭ ‬330‭ ‬ألف‭ ‬متابع‭ ‬تغريدة‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬سيسقط‭ ‬ضحايا‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.. ‬فليسقط‭ ‬النظام‭ ‬بأكمله‮»‬‭.‬ ويشارك‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬والتي‭ ‬يلعب‭ ‬الطلاب‭ ‬والنساء‭ ‬دورا‭ ‬بارزا‭ ‬فيها‭. ‬كما‭ ‬أيد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬والفنانين‭ ‬الاحتجاجات‭.‬ وأمس‭ ‬انتقدت‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬الإيرانية‭ ‬مشاركة‭ ‬رياضيّة‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬خارجية‭ ‬للتزحلق‭ ‬بالعجلات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬الحجاب،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تمثّل‭ ‬إيران‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭. ‬ وأفادت‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬نيلوفر‭ ‬مرداني‭ ‬شاركت‭ ‬بلا‭ ‬إذن‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬للتزحلق‭ ‬بالعجلات‭ ‬على‭ ‬حلبة‭ ‬في‭ ‬تركيا‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوردت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬فارس‮»‬‭ ‬للأنباء‭. ‬ وأضافت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الرياضية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ترتدي‭ ‬الزي‭ ‬الخاضع‭ ‬لموافقة‭ ‬الوزارة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬‮«‬بشكل‭ ‬شخصي‮»‬‭. ‬وشددت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مرداني‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تعد‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬الرياضة‭ ‬منذ‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬وأن‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيراني‭ ‬لم‭ ‬يشارك‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭. ‬ وتوجت‭ ‬مرداني‭ ‬في‭ ‬فئتها‭ ‬خلال‭ ‬المسابقة‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬اسطنبول‭. ‬ووفق‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬محلية،‭ ‬رفعت‭ ‬الكأس‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬حجابا‭ ‬على‭ ‬رأسها،‭ ‬وارتدت‭ ‬قميصا‭ ‬قطنيا‭ ‬أسود‭ ‬اللون‭ ‬كتب‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬إيران‮»‬‭ ‬بالأبيض‭. ‬ وكانت‭ ‬المتسلّقة‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلناز‭ ‬ركابي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬آسيوية‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حجاب،‭ ‬بل‭ ‬اكتفت‭ ‬في‭ ‬المنافسات‭ ‬النهائية‭ ‬بوضع‭ ‬عصابة‭ ‬على‭ ‬الرأس،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬فسّرت‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تأييد‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬وفاة‭ ‬أميني‭. ‬ ولقيت‭ ‬ركابي‭ ‬استقبالا‭ ‬ترحيبيا‭ ‬لدى‭ ‬عودتها‭ ‬الى‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عشرات‭ ‬تجمعوا‭ ‬خارج‭ ‬مبنى‭ ‬المطار‭ ‬لتحيّتها‭. ‬

مشاركة :