لماذا تقف أوروبا إلى جانب أميركا في المواجهة مع روسيا؟

  • 11/2/2022
  • 19:49
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ثمة سؤال يتردد على نطاق واسع، في شأن الأسباب التي تدفع أوروبا للوقوف إلى جانب أميركا في حربها ضد روسيا على الأراضي الأوكرانية، رغم الخسائر الفادحة التي أصابت سكان «القارة العجوز». في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، شاهد العالم المقاومة التي أبدتها ألمانيا تحت حكم المستشارة انجيلا ميركل، لمنع واشنطن من قفل خط الغاز الروسي «نورد ستريم -2». ويستحضر الآن، كيف طالبت فرنسا بإنهاء استمرارية حلف شمال الأطلسي (الناتو). فكيف انقلبت الأمور رأساً على عقب مع مجيء الرئيس جو بايدن؟ وما هي الخلفية الحقيقية لهذا التبدل الجذري في الموقف الأوروبي المتعارض مع مصلحة اقتصاد القارة؟ هناك أسباب كثيرة دفعت أوروبا للاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة في حربها المدمرة مع روسيا، والتي تصيب صميم القارة الأوروبية. فالمواجهة بين موسكو وواشنطن كان لا بد منها منذ أن خرج «الدب الروسي» من سباته العميق، الذي امتد منذ عام 1991 إلى عام 2015، حين قرّر الرئيس فلاديمير بوتين الدفاع عن النافذة البحرية الوحيدة لروسيا على المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط، أي عن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس السورية. يومها إعتبرت موسكو «أن المسلحين السوريين المدعومين من أكثر من 80 دولة يعتزمون إخراج روسيا بعد قلب النظام في دمشق أثناء الحرب التي بدأت عام 2011 وامتدت لسنوات». وهذا ما دفع روسيا وإيران إلى دمج أهدافهما والتعاون على منع تقسيم بلاد الشام، في الطريق إلى قيام «شرق أوسط جديد» بعدما مهدت له الإدارات الأميركية، التي أرادت الدفع بسورية إلى مستوى «الدولة الفاشلة». وهذه الصحوة الروسية أفسدت على واشنطن خطتها بعد أن كانت موسكو متعاونة مع الغرب طيلة عقود مضت. ورغم دفاع موسكو عن قاعدتها في طرطوس، فإنها لم تتردد إبان محطات مختلفة في التفاوض مع أميركا حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وقفت طهران سداً منيعاً أمام أي تعاون روسي - أميركي على حساب مصيره. ولم يتمكن ترامب بعد وصوله إلى سدة الرئاسة، وهو الذي كان يتمتع بعلاقة جيدة مع بوتين، من إيقاف الدعم العسكري الأميركي ودعم حلف «الناتو» لكييف، الذي امتد منذ المحاولة الفاشلة لقلب الحكم في أوكرانيا عام 2004 إلى المحاولة الناجحة عام 2014، إلا ان ترامب كان يرفض دائماً المواجهة العسكرية. ترامب نفسه مارس ضغوطاً قصوى على ألمانيا وفرنسا، اللتين اتحدتا في وجهه بما يخص دفعهما للابتعاد عن موسكو، ورفضتا الرضوخ لخفض العلاقة في مجال الطاقة بين روسيا وأوروبا التي تحتاج الغاز الروسي الرخيص. لكن ضغوط الرئيس السابق لم ترتق يوماً إلى مستوى المواجهة مع بوتين في أوكرانيا. ولذلك لم تقع الحرب الأميركية - الروسية على الأراضي الأوكرانية. وأدى مجيء بايدن إلى السلطة إلى ترتيب سلم الأولويات لإدارته بدفع الشرق الأوسط إلى أدنى مستوى من اهتماماته ووضع أوكرانيا في قمة أهدافه. وكان أثناء فترة مهمته الرسمية كنائب للرئيس باراك أوباما، على علاقة مباشرة بالملف الأوكراني، يسافر إلى كييف ويتابع أدق التطورات. وهناك رغب بايدن في مواجهة بوتين لضرب عصفورين (روسيا والصين) بحجر واحد وبعث رسالة قاسية لأي دولة تتحدى الأحادية الأميركية، بعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ان الصين هي المنافس الوحيد التي تستطيع إعادة ترتيب النظام العالمي (الذي هندسته أميركا). فدفع إلى تسريع التعاون العسكري مع أوكرانيا وتسليح الجيش وإشراكه بمناورات عدة مع الناتو وتدريب عناصره على أسلحة غربية بعدما أظهرت أوكرانيا نياتها في السير خلف الغرب والابتعاد كلياً عن روسيا، وهذا ما حصل. أما النقطة الأهم فهي سوء تقدير حجم المعركة ونتائجها من الطرف الأميركي (والروسي طبعاً). فواشنطن كانت تعلم ان بوتين لن يصمت عن تطور العلاقة الأميركية - الأوكرانية، هو الذي أنذر عام 2007 في مؤتمر ميونيخ الأمني، أنه لن يسكت عن توسع «الناتو»، فرد الحلف عبر محاولة فاشلة لضم أوكرانيا وجورجيا إليه عام 2008 ولكنه نجح في استقطاب دولتين (البانيا وكرواتيا) عام 2009 لاستفزاز روسيا أكثر. وعندما شعر بوتين بأنه أصبح جاهزاً للدفاع عن أمن روسيا القومي عقب إنذاراته المتعددة التي أدارت واشنطن آذانها الطرشاء لها، بدأ بتجميع عشرات الآلاف من الجنود على الحدود الأوكرانية في ابريل عام 2021، أي قبل نحو عشرة أشهر من إعلان المعركة، ليظهر جديته في الذهاب إلى الحرب إذا فرضت عليه. ولم يبق لأميركا سوى احتمالين: الأول ألا يشن بوتين الحرب على أوكرانيا، وهذا يعني انضمامها إلى «الناتو» وحماية نفسها بالفقرة الخامسة من ميثاق الحلف التي تنص على التزام كل دول حلف شمال الأطلسي، الدفاع عن أعضائه إذا ما تعرّضت لهجوم. وكان ذلك من شأنه نشر أميركا قنابل نووية على أرض أوكرانيا، كما فعلت مع سائر دول الحلف الذي تنشر على أرض إعضائه 150 قنبلة نووية أميركية تحت سيطرة الجيش الأميركي وحده. أما الخيار الثاني فهو الحرب، وهنا اعتقد بايدن أنه سيربحها، كما قال لقادة دول الاتحاد الأوروبي. إذ نقل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو عضو في «الناتو» والاتحاد الأوروبي، ان الرئيس الأميركي أبلغ الأوروبيين، ان «الرئيس فلاديمير بوتين يجب ألا يبقى في السلطة. سننتصر على روسيا التي سترضخ وتخر على ركبتيها وسيتم ذلك خلال أشهر قليلة». «لم يحدث شيئاً مما توقعه الأميركيون. لو كان ترامب وميركل في السلطة لما وقعت الحرب. ومن يعتقد ان الحرب ستتوقف من خلال محادثات أوكرانية - روسية لا يعيش في هذا العالم»، وهو يشير - أي أوربان - إلى ضرورة جلوس أميركا وروسيا إلى طاولة المفاوضات وليس أوكرانيا. إذاً اعتقدت أميركا - وأبلغت ذلك لأوروبا - ان المعركة ستنتهي بإسقاط بوتين بسرعة وبانتصار الغرب، ولذلك لم تكن القارة العجوز تريد البقاء خارج «غنائم الحرب». أما النقطة الأخيرة، فهي ما قاله منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي اعتبر ان «أوروبا مثل حديقة جميلة وباقي العالم عبارة عن غابة»... هذا يدل على أنه ما زال لدى القادة الأوروبيين نزعة الاستعمار، واعتقاد بعض قادتها ان العالم يتمحور حول أوروبا وبقية الدول تعيش خارج دائرة الحضارة والتقدم. هذه النزعة العنصرية مردها إلى تاريخ أوروبا الغني جراء هيمنتها على ثروات الشعوب والقارات لعقود طويلة، سلبت فيها موارد طبيعية لأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية. هذه العقلية تدفع أوروبا للانضمام إلى أميركا لتقاسم أرباح «سقوط روسيا» المتوقع، بحسب حساباتهما. فأتت النتيجة عكسية، وردت موسكو بشدة ما دفع القادة الأوروبيين للتوجه نحو الاستدانة لتخفيف وطأة الامتعاض الشعبي بسبب سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع التضخم، من دون أن تنتهي الأزمة الاقتصادية التي ما زالت في بدايتها. وثمة من يعتقد أنه حان وقت استيقاظ القارة الأوروبية وإدراك ان العالم المتحضر لا يقبع فقط داخل أسوارها، بل ان القارات الأخرى ذات الحضارات القديمة العريقة - التي أفقرتها حروب الغرب لعقود طويلة وقلبت أنظمة فيها في شكل مباشر من خلال الاحتلالات أو«الثورات الملونة» - قد استيقظت، وهي لا تقف مع أوروبا وأميركا ولا تعتبر أزمات الغرب مشكلة للعالم بأجمعه. وها هو العديد من الدول يرفض الإملاءات الغربية، ودول كبرى مثل الصين والهند وباكستان والبرازيل وإيران وأفريقيا ودول أخرى تمثل ثلثي سكان العالم ترفض السير خلف الغرب ورهانه الخاطئ في مسار الحرب التي يبدو أنها تبحر بما لا تشتهيه سفن الغرب. ثمة سؤال يتردد على نطاق واسع، في شأن الأسباب التي تدفع أوروبا للوقوف إلى جانب أميركا في حربها ضد روسيا على الأراضي الأوكرانية، رغم الخسائر الفادحة التي أصابت سكان «القارة العجوز».في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، شاهد العالم المقاومة التي أبدتها ألمانيا تحت حكم المستشارة انجيلا ميركل، لمنع واشنطن من قفل خط الغاز الروسي «نورد ستريم -2». رسائل سرية متبادَلة بين الغرب وإيران... وما علاقة «قلْب النظام» بالاتفاق النووي؟ منذ 15 ساعة إلى متى تستطيع أوروبا المحافظة على سياسة «أميركا أولاً»؟ منذ يومين ويستحضر الآن، كيف طالبت فرنسا بإنهاء استمرارية حلف شمال الأطلسي (الناتو).فكيف انقلبت الأمور رأساً على عقب مع مجيء الرئيس جو بايدن؟ وما هي الخلفية الحقيقية لهذا التبدل الجذري في الموقف الأوروبي المتعارض مع مصلحة اقتصاد القارة؟هناك أسباب كثيرة دفعت أوروبا للاصطفاف إلى جانب الولايات المتحدة في حربها المدمرة مع روسيا، والتي تصيب صميم القارة الأوروبية.فالمواجهة بين موسكو وواشنطن كان لا بد منها منذ أن خرج «الدب الروسي» من سباته العميق، الذي امتد منذ عام 1991 إلى عام 2015، حين قرّر الرئيس فلاديمير بوتين الدفاع عن النافذة البحرية الوحيدة لروسيا على المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط، أي عن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس السورية.يومها إعتبرت موسكو «أن المسلحين السوريين المدعومين من أكثر من 80 دولة يعتزمون إخراج روسيا بعد قلب النظام في دمشق أثناء الحرب التي بدأت عام 2011 وامتدت لسنوات».وهذا ما دفع روسيا وإيران إلى دمج أهدافهما والتعاون على منع تقسيم بلاد الشام، في الطريق إلى قيام «شرق أوسط جديد» بعدما مهدت له الإدارات الأميركية، التي أرادت الدفع بسورية إلى مستوى «الدولة الفاشلة».وهذه الصحوة الروسية أفسدت على واشنطن خطتها بعد أن كانت موسكو متعاونة مع الغرب طيلة عقود مضت.ورغم دفاع موسكو عن قاعدتها في طرطوس، فإنها لم تتردد إبان محطات مختلفة في التفاوض مع أميركا حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وقفت طهران سداً منيعاً أمام أي تعاون روسي - أميركي على حساب مصيره.ولم يتمكن ترامب بعد وصوله إلى سدة الرئاسة، وهو الذي كان يتمتع بعلاقة جيدة مع بوتين، من إيقاف الدعم العسكري الأميركي ودعم حلف «الناتو» لكييف، الذي امتد منذ المحاولة الفاشلة لقلب الحكم في أوكرانيا عام 2004 إلى المحاولة الناجحة عام 2014، إلا ان ترامب كان يرفض دائماً المواجهة العسكرية.ترامب نفسه مارس ضغوطاً قصوى على ألمانيا وفرنسا، اللتين اتحدتا في وجهه بما يخص دفعهما للابتعاد عن موسكو، ورفضتا الرضوخ لخفض العلاقة في مجال الطاقة بين روسيا وأوروبا التي تحتاج الغاز الروسي الرخيص.لكن ضغوط الرئيس السابق لم ترتق يوماً إلى مستوى المواجهة مع بوتين في أوكرانيا. ولذلك لم تقع الحرب الأميركية - الروسية على الأراضي الأوكرانية.وأدى مجيء بايدن إلى السلطة إلى ترتيب سلم الأولويات لإدارته بدفع الشرق الأوسط إلى أدنى مستوى من اهتماماته ووضع أوكرانيا في قمة أهدافه.وكان أثناء فترة مهمته الرسمية كنائب للرئيس باراك أوباما، على علاقة مباشرة بالملف الأوكراني، يسافر إلى كييف ويتابع أدق التطورات.وهناك رغب بايدن في مواجهة بوتين لضرب عصفورين (روسيا والصين) بحجر واحد وبعث رسالة قاسية لأي دولة تتحدى الأحادية الأميركية، بعدما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ان الصين هي المنافس الوحيد التي تستطيع إعادة ترتيب النظام العالمي (الذي هندسته أميركا).فدفع إلى تسريع التعاون العسكري مع أوكرانيا وتسليح الجيش وإشراكه بمناورات عدة مع الناتو وتدريب عناصره على أسلحة غربية بعدما أظهرت أوكرانيا نياتها في السير خلف الغرب والابتعاد كلياً عن روسيا، وهذا ما حصل.أما النقطة الأهم فهي سوء تقدير حجم المعركة ونتائجها من الطرف الأميركي (والروسي طبعاً).فواشنطن كانت تعلم ان بوتين لن يصمت عن تطور العلاقة الأميركية - الأوكرانية، هو الذي أنذر عام 2007 في مؤتمر ميونيخ الأمني، أنه لن يسكت عن توسع «الناتو»، فرد الحلف عبر محاولة فاشلة لضم أوكرانيا وجورجيا إليه عام 2008 ولكنه نجح في استقطاب دولتين (البانيا وكرواتيا) عام 2009 لاستفزاز روسيا أكثر.وعندما شعر بوتين بأنه أصبح جاهزاً للدفاع عن أمن روسيا القومي عقب إنذاراته المتعددة التي أدارت واشنطن آذانها الطرشاء لها، بدأ بتجميع عشرات الآلاف من الجنود على الحدود الأوكرانية في ابريل عام 2021، أي قبل نحو عشرة أشهر من إعلان المعركة، ليظهر جديته في الذهاب إلى الحرب إذا فرضت عليه.ولم يبق لأميركا سوى احتمالين: الأول ألا يشن بوتين الحرب على أوكرانيا، وهذا يعني انضمامها إلى «الناتو» وحماية نفسها بالفقرة الخامسة من ميثاق الحلف التي تنص على التزام كل دول حلف شمال الأطلسي، الدفاع عن أعضائه إذا ما تعرّضت لهجوم.وكان ذلك من شأنه نشر أميركا قنابل نووية على أرض أوكرانيا، كما فعلت مع سائر دول الحلف الذي تنشر على أرض إعضائه 150 قنبلة نووية أميركية تحت سيطرة الجيش الأميركي وحده.أما الخيار الثاني فهو الحرب، وهنا اعتقد بايدن أنه سيربحها، كما قال لقادة دول الاتحاد الأوروبي. إذ نقل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو عضو في «الناتو» والاتحاد الأوروبي، ان الرئيس الأميركي أبلغ الأوروبيين، ان «الرئيس فلاديمير بوتين يجب ألا يبقى في السلطة. سننتصر على روسيا التي سترضخ وتخر على ركبتيها وسيتم ذلك خلال أشهر قليلة».«لم يحدث شيئاً مما توقعه الأميركيون. لو كان ترامب وميركل في السلطة لما وقعت الحرب. ومن يعتقد ان الحرب ستتوقف من خلال محادثات أوكرانية - روسية لا يعيش في هذا العالم»، وهو يشير - أي أوربان - إلى ضرورة جلوس أميركا وروسيا إلى طاولة المفاوضات وليس أوكرانيا.إذاً اعتقدت أميركا - وأبلغت ذلك لأوروبا - ان المعركة ستنتهي بإسقاط بوتين بسرعة وبانتصار الغرب، ولذلك لم تكن القارة العجوز تريد البقاء خارج «غنائم الحرب».أما النقطة الأخيرة، فهي ما قاله منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي اعتبر ان «أوروبا مثل حديقة جميلة وباقي العالم عبارة عن غابة»... هذا يدل على أنه ما زال لدى القادة الأوروبيين نزعة الاستعمار، واعتقاد بعض قادتها ان العالم يتمحور حول أوروبا وبقية الدول تعيش خارج دائرة الحضارة والتقدم.هذه النزعة العنصرية مردها إلى تاريخ أوروبا الغني جراء هيمنتها على ثروات الشعوب والقارات لعقود طويلة، سلبت فيها موارد طبيعية لأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية.هذه العقلية تدفع أوروبا للانضمام إلى أميركا لتقاسم أرباح «سقوط روسيا» المتوقع، بحسب حساباتهما. فأتت النتيجة عكسية، وردت موسكو بشدة ما دفع القادة الأوروبيين للتوجه نحو الاستدانة لتخفيف وطأة الامتعاض الشعبي بسبب سوء الأوضاع المعيشية وارتفاع التضخم، من دون أن تنتهي الأزمة الاقتصادية التي ما زالت في بدايتها.وثمة من يعتقد أنه حان وقت استيقاظ القارة الأوروبية وإدراك ان العالم المتحضر لا يقبع فقط داخل أسوارها، بل ان القارات الأخرى ذات الحضارات القديمة العريقة - التي أفقرتها حروب الغرب لعقود طويلة وقلبت أنظمة فيها في شكل مباشر من خلال الاحتلالات أو«الثورات الملونة» - قد استيقظت، وهي لا تقف مع أوروبا وأميركا ولا تعتبر أزمات الغرب مشكلة للعالم بأجمعه.وها هو العديد من الدول يرفض الإملاءات الغربية، ودول كبرى مثل الصين والهند وباكستان والبرازيل وإيران وأفريقيا ودول أخرى تمثل ثلثي سكان العالم ترفض السير خلف الغرب ورهانه الخاطئ في مسار الحرب التي يبدو أنها تبحر بما لا تشتهيه سفن الغرب.

مشاركة :