دعت المديرة الطبية الدولية لمنظمة "أطباء بلا حدود"، ماريا جيفارا، إلى اعتبار تغير المناخ "أزمة صحية حقيقية". وقالت جيفارا في تصريحات إن غالبية السكان في البلدان النامية في جنوب الكرة الأرضية يعانون بالفعل من عواقب الاحتباس الحراري، محذرة من أنه إذا لم يكن هناك تحرك فوري لمواجهة الأمر، فستزداد الأزمة سوءا للجميع. وذكرت جيفارا أن الصحة العالمية تعاني بشكل كبير من عواقب تغير المناخ مثل الفيضانات أو الأوبئة الحشرية، مضيفا أن هناك حاليا نموا هائلا في حالات الأمراض المنقولة عبر الحشرات أو الماء أو الطعام، وقالت: "بين عامي 2017 و 2021 على سبيل المثال، تم تسجيل أقل من 20 بؤرة تفشي كبيرة للكوليرا سنويا. في هذا العام هناك بالفعل 29 بؤرة على الأقل"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن جائحة كورونا غيرت الأولويات، حيث صار تنفيذ العديد من برامج التطعيم الأخرى يتم على نحو بطيء أو لا يتم على الإطلاق. وتتوقع جيفارا أيضا المزيد من الأوبئة، وتعزو ذلك إلى أن البشرية تتعدى أكثر فأكثر على موائل الحيوانات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن العديد من أنواع الحيوانات تبحث الآن عن موائل جديدة بسبب الاحتباس الحراري، وهو ما من شأنه أن يسهل انتقال الأمراض إلى البشر، وقالت: "حوالي 75% من الأمراض المعدية التي ظهرت في الثلاثين سنة الماضية يمكن إرجاعها إلى أمراض حيوانية المنشأ. إذا لم تتم معالجة تغير المناخ وإذا استمر تدهور الأراضي، فسنشهد بالتأكيد المزيد من الأوبئة".
مشاركة :