ذلك الرجل الصامت في ضجيجه

  • 1/15/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

•• تراه فتدرك انك امام انسان يملك من الاريحية ومن الخلق الكريم ما يجعلك تنصت الى ما يقول.. ذلك القول المبني على تحري الدقة فيما يطرح من آراء.. فهو حريص على التدقيق فيما يطرح لا يترك للهوى او للرغبة الشخصية لديه سبيلا. اكتسب كل ذلك من ثقافة صنعته منذ الصغر من تلقيه أسس الاصغاء لمن يتحدث والامساك عن الدخول او التدخل فيما يسمع حتى ان ينتهي المتحدث مما يقوله وتلك من أس الادراك لديه.. زد على ذلك الجلد الذي يمتاز به في البحث في اضبارات التراث والتدقيق في ملامح الحيطان للمدن التي تكون في محل البحث لديه.. يأتي ذلك منه لكونه يعلم او هو يعرف ان “الاطلال” التي تمثلها الحيطان هي دليل شواهد على ما كانت عليه تلك المواقع من قوة وضعف.. وهو لا ينسى في غمرة عنايته بالاطلال ببعض الشخوص الذين كان لهم حضورهم في تلك الاماكن محل البحث.. كل ذلك يأتي منه وهو أحد المحبين “للمغامرة” في اكتشاف المواقع ذات الحضور العالمي في قطبي العالم كل ذلك يدل على صبر لديه في الوصول الى معرفة دقائق الاشياء وهذا الصبر اكتسبه من وقوفه في دكان ابيه وهو يرى فرد كميات من الاقمشة للمشتري الذي ينصرف دون ان يبتاع شيئاً مما عرض أمامه وتلك ميزة ثقافة البيع والشراء فيعطيك قوة الاحتمال بل تزودك بمعلومة بان الآخر على حق وهذا الآخر هو “الزبون” كل هذا رسخ في باطن عقله حيث غرس في داخله كل هذا لينعكس في تعامله فيما بعد وتلك مفردة قد لا تلفت نظر الكثيرين اليها.. ••• لقد قص ذات يوم وبافتخار بانه عمل “حاملا” اثناء تواجده في امريكا للدراسة عمل ذلك ليس عن حاجة الى – المال – كطالب لكنه اراد ان يسمو على نفسه بان يجعلها تعرف قيمة العمل وعدم التعالي على من يمارس العمل وهو ما انطبع في اخلاقياته.. فاصبح مقدراً بكل عمل يقوم به انسان وتلك احدى شيم النفوس الكبيرة التي يتمتع بها. ••• هناك دلايل على ما يتمتع به الانسان من قدرة على الاستيعاب ومنها صرامة الاستماع – لديه مع قدر هائل من الهدوء النفسي وإعطاء المطروح امامه كل الاهتمام به وتلك ميزة أخرى لديه فانت لا تكاد تسمع له صوتا في أي مجتمع يكون أحد الحضور فيه.. أي ليس لديه شهوة الكلام التي يتمتع بها الكثيرون من راغبي الكلام في الفاضي والمليان.. لا يتحدث الا اذا طلب منه الحديث ويكون في اجابته اختصاراً لما يريده ويكون مكثفاً في معلوماته التي يطرحها في ذات السياق وتلك مهارة اكتسبها من تلقيه الكثير من الدروس في حياته العلمية او العملية في استيعاب شديد الدقة والحرفية فهو لديه ذاكرة لاقطة لما يمر عليها من تجارب الآخرين والاحتفاظ بها لنفسه في مشواره الطويل.. ذلك المشوار المليء بكل التجارب بأنواعها المختلفة.. تلك التجارب التي هي ترمومتر الحياة.. انه الدكتور عدنان عبدالبديع اليافي الصامت في ضجيجه.

مشاركة :