يحدث التغير المناخي عندما تؤدي التغييرات في نظام مناخ الأرض إلى ظهور أنماط مناخية جديدة تظل قائمة لفترة طويلة من الزمن وهذه الفترة الزمنية قد تكون قصيرة فتصل إلى عدة عقود فقط أو قد تصل إلى ملايين السنين، ولهذا يجتمع قادة العالم في جمهورية مصر العربية لمناقشة المخاطر التي قد تتعرض لها الكرة الأرضية في حال إذا استمر الإنسان في تصدير غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ، والتي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي وغيرها من المشاكل التي تتسبب في تغير المناخ على مستوى العالم. وفي مقالنا هذا توضح لقراءنا الأعزاء تفاصيل مؤتمر "كوب 27" في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، والذي انطلق يوم الأحد الموافق 7 نوفمبر 2022، والتي تستضيفه مصر القمة نيابة عن قارة أفريقيا، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الجارى، حيث يشارك بالمؤتمر 110 من زعماء وقادة العالم، بالإضافة إلى رؤساء المنظمات العالمية المعنية بأمور المناخ والبيئة والتمويل، ويبلغ عدد المشاركين حوالي 30 ألف شخص. افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الاثنين الماضي فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر بحضور عدد كبير من الزعماء والقادة العرب والأوروبيين، وبخلاف ذلك خلال الأيام القادمة، سيحضر 197 دولة القمة من أجل مناقشة التغير المناخي وما يجب أن تتبناه دول العالم من استراتيجيات وسياسات مستدامة، لمواجهة المخاطر الناتجة عن التغيير المناخي، مثل زيادة الانبعاثات الكربونية، والاحتباس الحراري، وإيجاد طرق لمعالجتها بشكل عاجل. وتسعى الدول المشاركة إلى تخفيض معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة، من أجل تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية. وحضر عدد من رؤساء دول العالم ومنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار الألمانى أولاف شولتز، رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتشيز، رئيسة حكومة إيطاليا جورجيا ميلونى، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، ومن القادة العرب يتقدمهم الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ، الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والرئيس محمود عباس رئيس فلسطين. وخلال فعاليات المؤتمر أشاد الزعماء والقادة العرب والأوروبيين بجهود مصر والنجاح في تنظيم cop27. وأعربوا عن شكرهم لحسن الاستضافة والترحيب الذي حظوا بهم خلال وجودهم بمدينة السلام، مدينة شرم الشيخ. ونحب أن نوضح أن نظامنا المناخي متوازن بشكل جيد، والتغيرات الصغيرة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة. تتضمن بعض تأثيرات هذه التغييرات على نظامنا المناخي، من خطر على إمدادات المياه، وهجرة النزاعات والمناخ، وفيضان موضعي، وفيضانات المناطق الساحلية، انعدام الأمن الغذائي، وغيرها من الكوارث التي لا يتحملها بشر. وفي تقرير حديث، أظهر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) الفرق بين 1.5 درجة مئوية و 2 درجة مئوية من ظاهرة الاحتباس الحراري. ولكن ما لم نخفض الانبعاثات بسرعة، فمن المحتمل أن يتجاوز العالم درجتين مئويتين من الاحترار. بحلول نهاية هذا القرن، من المحتمل أن يصل الاحترار إلى 4 درجات مئوية، وربما أكثر. وعلى نحو خاص أولت مملكتنا الحبيبة اهتمامًا خاصًا بالتغيير المناخي، وخطت خطوات واضحة في هذا الصدد، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أعلن العام الماضي إطلاق مبادرة " السعودية الخضراء" وهي مبادرة تهدف إلى تقليل الانبعاث الكربوني وزيادة المساحات الخضراء. ويندرج تحت المبادرة عدة مبادرات فرعية أهمها "زراعة 10 مليار شجرة خلال العقود القادمة داخل أرض المملكة"، وفي هذا الصدد أعلن ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان العام الماضي عن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وحظى باهتمام ودعم رؤساء وقادة المنطقة. وخلال مؤتمر كوب 27 أعلن صاحب السمو انطلاق النسخة الثانية من المبادرة في مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 11 و 12 نوفمبر الجاري. ويعد اختيار مدينة مصرية لهذا الحدث دليل واضح على عمق العلاقات السعودية المصرية وقوة التنسيق بين الطرفين. وعلى هامش أعمال المؤتمر، بحث وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير مع وفد الغرفة التجارية الأمريكية عددًا من الموضوعات المتعلقة بالبيئة وذات الاهتمام المشترك. وفي نفس السياق كانت هناك مباحاث مشتركة بين الجبير ووزير النفط الكويتي بدر بن حامد الملا. وفي نهاية مقالنا أردنا أن نؤكد أن السعودية تعمل على قدمٍ وساق من أجل تنفيذ رؤية 2030، والتي يعد المناخ من أهم الموضوعات والعناصر التي تسعى الحكومة السعودية بقيادة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان إلى الإسهام فيها والوصول إلى حلول مع المجتمع الدولي.
مشاركة :