أطلقت الحكومة المصرية اليوم (الأربعاء) أول سوق إفريقية طوعية لإصدار وتداول شهادات الكربون، وذلك خلال فعاليات قمة المناخ (كوب 27) في مدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر. وأعرب رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، خلال جلسة إطلاق السوق الإفريقية الطوعية لشهادات الكربون عن سعادته بإطلاق هذه السوق، وأشاد بالدور الذي قامت به الهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة في مصر في ترجمة سريعة لشعار قمة المناخ هذا العام وهو "الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ". وأضاف مدبولي أن إطلاق هذه السوق يؤكد قدرات الدولة المصرية في المشاركة بفاعلية نحو دفع جهود تحقيق الهدف الدولي وهو الحياد الكربوني ويأتي اتساقا مع الاستراتيجية المصرية لتغير المناخ 2050، التي تستهدف تعزيز البنية التحتية لتمويل المناخ. وتعتبر السوق الإفريقية لشهادات الكربون "منصة لمساعدة الكيانات الاقتصادية العاملة في مختلف الأنشطة الإنتاجية في مصر وإفريقيا على الانخراط في أنشطة خفض الانبعاثات الكربونية والاستفادة من استصدار وبيع شهادات بموجب الخفض لصالح شركات أخرى ترغب في معاوضة انبعاثاتها الكربونية التي يصعب تخفيضها". وتساعد أسواق الكربون الطوعية الشركات في استعادة جزء من إنفاقها الاستثماري الموجه لخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن ممارسة أنشطتها وإعادة استثمار هذه الموارد في تحقيق الهدف الأكبر وهو الحياد الكربوني. ومن المقرر أن تعمل كافة الجهات ذات الصلة كالبورصة المصرية والهيئة العامة للرقابة المالية على تطوير أطر ونماذج العمل والهياكل التنظيمية اللازمة لتفعيل السوق الجديدة عبر تبنى سلسلة القيمة التي تتضمن رفع مستويات وعي ومعرفة الشركات بالسوق الجديدة والخدمات المقدمة من خلالها وكيفية الوصول اليها والاستفادة منها في خفض الانبعاثات الكربونية، خاصة بعد قرار اعتبار شهادات الكربون ورقة مالية قابلة للقيد والتداول لتتواكب مع مستهدفات اتفاقية باريس للمناخ. وقالت وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد إن المنصة الجديدة تتسق مع رؤية مصر لتحقيق مستهدفات الاقتصاد الأخضر ودعم استراتيجية التنمية المستدامة. وأشارت إلى أن الحكومة ستعمل على تقديم كافة الضمانات والحوافز المطلوبة لدعم الخطط ونماذج العمل التي تدفع نحو تحقيق التنمية المستدامة خاصة التي توفر حلول لمعالجة كافة الاثار الناجمة عن التغيرات المناخية. بينما أكدت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد أن مصر جاهزة لدعم إفريقيا في التحول نحو تنفيذ تعهدات العمل المناخي من خلال المنصة الطوعية للكربون. وأوضحت أن سوق تداول شهادات الكربون "أحد آليات التمويل المبتكرة"، وهو ما يفتح المجال أمام الدول الإفريقية حيث تساهم عمليات تداول شهادات الكربون في حصولها على مقابل مادي يسمح لها بتنفيذ مشروعات للتصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية.■
مشاركة :