ولاية الخوخ تحسم مصير الكونغرس

  • 11/10/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

"معركة واحدة قادرة على حسم حرب" هذه العبارة تنطبق على جولة الإعادة في ولاية جورجيا الأمريكية، المقررة ديسمبر المقبل. فهذه الجولة يمكن أن تلعب دور البطولة في حسم السيطرة على مجلسي الكونغرس، إذا سارت الأمور كما تتوقع التحليلات المختلفة، ووقفت سيطرة الجمهوريين على المجلسين على مقعد واحد؛ جورجيا. وقبل ساعات، أكدت سلطات ولاية جورجيا جنوب شرقي الولايات المتحدة إجراء جولة إعادة على مقعد مجلس الشيوخ في ديسمبر المقبل، بين المرشح الديمقراطي رافائيل وارنوك، ونجم كرة القدم الأمريكية المدعوم من دونالد ترامب هيرشل ووكر. وهذه المعركة لم تعد مجرد سباق للفوز بمقعد في الغرفة العليا بالكونغرس، وإنما تجذب انتباها واهتماما كبيرين، لأنها يمكن أن تصبح معركة السيطرة على الكونغرس بالكامل، ومن ثم السيطرة على الأجندة التشريعية في البلاد خلال العامين المقبلين. تقدم جمهوري ففي مجلس النواب يتقدم الجمهوريون لتحقيق الأغلبية بالرغم من انكسار ما يعرف إعلاميا بـ"الموجة الحمراء" التي كانت متوقعة قبل يومين من الانتخابات، أمام استماتة الديمقراطيين في الدفاع عن مقاعدهم التشريعية. إلا أن هذا لم يمنع الحزب الأحمر (الجمهوري) من التقدم بشكل قد يسمح له بتحقيق الأغلبية في مجلس النواب نهاية الأسبوع، بعد فرز الأصوات في باقي الدوائر المتبقية. وحتى اللحظة، حصد الحزب بالفعل 208 مقاعد، ونجح في انتزاع 16 مقعدا بالكامل من حصة الديمقراطيين في تشكيلة المجلس السابقة، ولتحقيق الغالبية يجب حصوله على ١٠ مقاعد إضافية، ليصل إلى الرقم 218، وهي المقاعد المطلوبة في مجلس النواب لتحقيق الأغلبية بين إجمالي 435 مقعدا. في المقابل، توقف رصيد الديمقراطيين في مجلس النواب "الغرفة السفلى" عند 188 مقعدا، ونجح الحزب الأزرق في انتزاع ٤ مقاعد من حصة الجمهوريين في تشكيلة المجلس السابقة، لكنه من المتوقع أيضا حصد الديمقراطيين عددا من المقاعد الإضافية. الوضع في الشيوخ في الضفة الأخرى، تبدو الصورة محتدمة للسيطرة على مجلس الشيوخ، إذ تأكد حصد الجمهوريين ٤٩ مقعدا، مقابل ٤٨ مقعدا للديمقراطيين. وتقترب عملية الفرز من نهايتها في ولايتي أريزونا ونيفادا، وتقدم المرشح الجمهوري آدم لاكسالت أمام الديمقراطي كورتيز ماستو في نيفادا، وتقدم المرشح الديمقراطي في أريزونا مارك كيلي أمام الجمهوري بليك ماسترز. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه في الولايتين بعد فرز الباقي الضئيل من الأصوات، سينتزع الحزب الأحمر مقعد نيفادا، فيما ينتزع الحزب الأزرق مقعد أريزونا، ليصبح الوضع النهائي قبل معركة الإعادة بجورجيا، 50 مقعدا للحزب الجمهوري، و49 للحزب الديمقراطي. هذا الأمر سيجعل جورجيا أو ولاية الخوخ وإمبراطورية الجنوب تتحكم في حسم السيطرة على الكونغرس، ومصير المستقبل التشريعي للولايات المتحدة في العامين المقبلين. وإذا وصل الأمر إلى هذه المحطة، فإن فوز الجمهوريين بمعركة جورجيا في النهاية سيمنح الحزب الأغلبية في مجلس الشيوخ، ومن ثم السيطرة على الكونغرس وتعطيل الأجندة التشريعية للرئيس جو بايدن. فيما يجعل فوز الديمقراطيين بالمقعد في ديسمبر المقبل الوضع في الشيوخ تعادلا بـ50 مقعدا لكل حزب، لكن الديمقراطيين يتمتعون بميزة ترجيحية، إذ يرجح كفتهم في أي تصويت داخل المجلس صوت نائبة الرئيس كاميلا هاريس. في هذه الحالة، ينتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ، ومن ثم يتقاسمون السيطرة على الكونغرس مع الجمهوريين، ليتم تحصين أجندة بايدن التشريعية، فضلا عن عدم إعاقة سياساته سواء في الداخل والخارج. أم المعارك ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة إيموري في ولاية جورجيا الدكتور آلان أبرامويتز أن معركة جورجيا ربما ستصبح أهم معركة انتخابية في انتخابات 2022 بالكامل، لأنها من الممكن أن تحسم غالبية مجلس الشيوخ سواء للديمقراطيين أو الجمهوريين. وأوضح أن الولاية صُنفت خلال وقت سابق بأنها ستكون من بين الولايات الأكثر متابعة ومشاهدة خلال انتخابات التجديد النصفي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي سباقات قريبة للغاية بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وتابع أبرامويتز أن ولاية جورجيا تعد الولاية الأمريكية الوحيدة التي ينص قانونها الانتخابي على إجراء جولة إعادة بين الطرفين الأكثر حصدا للأصوات في حال عدم حصول أي طرف على 50% من الأصوات+ ١. وهذا القانون مطبقا منذ الستينيات، على أن تجرى جولة الإعادة في جورجيا بعد أربعة أسابيع، أي في السادس من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو ما جعل الولاية تكتسب أهمية إضافية في السباق الانتخابي، وفق أبرامويتز. سباق متقارب جدير بالذكر أن جورجيا تشهد تقلبا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، إذ فاز بها بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020، كأول ديمقراطي منذ بيل كلينتون في عام 1992، يفوز بأصوات الولاية. وهذه ليست أول مرة تحسم فيها جولة إعادة بجورجيا السيطرة على مجلس الشيوخ، إذ حدث نفس الأمر في الانتخابات التي جرت قبل عامين. وفي ذلك الوقت، تعلقت الأنظار بجورجيا، وبالتحديد بجولة إعادة لحسم السيطرة على مجلس الشيوخ أيضا، إذ تمكن الديمقراطيون من الفوز بجولة الإعادة، وأصبح جون أوسوف وورناك أول ديمقراطيين يفوزان بمقاعد مجلس الشيوخ في جورجيا منذ عام 2000. وبحسب أبرامويتز، فإن جورجيا تشهد العديد من التغيرات الديموغرافية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أثر على مزاجها العام، حيث تشهد موجات كبيرة من الهجرة سواء من داخل أمريكا أو من خارجها. كما أن الأصوات الشابة حاضرة وبقوة في آخر سباقات انتخابية، وفق أستاذ العلوم السياسية الذي قال "من الصعب أيضا التوقع من سيحسم معركة الإعادة في ديسمبر المقبل.. هذا سباق متقارب للغاية وحتى في استطلاعات الرأي يبدو الفارق أقل من 1٪". وكانت النتائج شبه النهائية لجورجيا عكست تقدما طفيفا للغاية للمرشح الديمقراطي وورناك على هيرشل ووكر بفارق نحو 17500 صوت تقريبا.

مشاركة :