أوضح أستاذ وإستشاري الأطفال وغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا : أن عدم إهتمام الحامل بصحتها ووزنها خلال فترة الحمل ينعكس سلبًا على مولودها بطريقة مباشرة ، إذ يجب عليها قبل الحمل وخلال فترة الحمل العناية الفائقة بوزنها بطريقة صحية تنعكس إيجابياتها على المولود ، وذلك من خلال الاهتمام بالأطعمة الصحية وتجنب المأكولات غير الصحية التي تزيد الوزن وتؤدي إلى تحول الميكروبات النافعة إلى ضارة عندها وعند جنينها. فمن السلوكيات الخاطئة عند معظم الحوامل هو الاعتماد على أطعمة غير صحية كالوجبات السريعة وغيرها التي تزيد الكيلوجرامات عند الحوامل طوال فترة الحمل ، فخلال فترة الحمل قد تستهلك السيدة أطعمة عديدة ولكنها غير صحية تسبب الضرر أكثر من النفع ، لذا يجب خلال هذه الفترة تناول الطعام الصحي الذي يفيد الطرفين ( الأم والجنين). ونصح “الأغا” جميع الأمهات بعد الولادة بعدم تجاهل الرضاعة الطبيعية التي تعزز الميكروبات النافعة عند الأجنة مدى الحياة وليس فقط في فترة الرضاعة ، فمن أسوأ السلوكيات غير الصحية هو حرمان الأجنة من الرضاعة الطبيعية وتغذيتهم صناعياً وهو ما ينعكس بالضرر على صحة الأم وجنينها. وتابع : خلق الله عز وجل الميكروبات النافعة لكي تتكاثر في جميع أجهزة جسم الإنسان، وأكثر وجودها في الأمعاء الدقيقة بنحو تريليون ميكروب، ونسبة وجودها في الجهاز الهضمي 29%، يليه الفم 26%، ثم الجلد 21%، والشعب الهوائية 14%، والجهاز التناسلي 9%، وعندما تتحول الميكروبات النافعة إلى ضارة بسبب عوامل عديدة، منها بيئية أو جينية، ينتج عنها العديد من الأمراض المزمنة، واستشهد هنا بما قاله طبيب العرب الحارث بن كلدة في حكمته الشهيرة “المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء”، ومقولة الطبيب الشهير أفلاطون: “كل الأمراض التي تصيب الإنسان منشؤها الأمعاء، مما يشير إلى دور الميكروبات الحيوية الدقيقة داخل الأمعاء في الحماية من أو ظهور ونشأة الأمراض. وقال إن بعض العوامل التي تؤثر على تغيير الميكروبات الحيوية النافعة إلى ضارة هي:الرياضة: لها دور كبير في المحافظة على الميكروبات النافعة وعدم تحولها إلى ميكروبات ضارة. الغذاء الصحي الغني بالألياف: له دور في حماية الإنسان من الأمراض؛ لأنه يعزز من الميكروبات الحيوية النافعة ويقلل من الميكروبات الضارة، بعكس الأكل الغني بالسعرات الحرارية والدهون. البيئة المحيطة بالطفل: إذ إن البيئة الصحية تختلف عن البيئة الملوثة الرضاعة الطبيعية: أثبتت الدراسات أنّ لها دوراً كبيراً في تعزيز الميكروبات النافعة والتقليل من الميكروبات الضارة، ليس فقط خلال فترة الرضاعة، وإنما على مدار الحياة مستقبلا. المضادات الحيوية: استخدامها يحول الميكروبات النافعة إلى ضارة ويواصل البروفيسور “الأغا” : أظهرت الدراسات الحديثة أن جسم الإنسان والميكروبات المعوية لديها تفاعلات مفيدة مع الميكروبات الضارة، بمعنى أن الجهاز الهضمي للإنسان يحتوي على الميكروبات النافعة والميكروبات الضارة، فإذا زادت نسبة الضارة ظهرت الأمراض المزمنة، ومنها السمنة، السكري، سواء كان النمط الأول أو الثاني، متلازمة الأيض، أمراض المناعة الذاتية، الأمراض النفسية والسلوكية وغيرها من العديد من الأمراض الذي يُعتقد أن مَنشَأها من الجهاز الهضمي. وخلص البروفيسور الأغا إلى القول: ينبغي أن ندرك أن الوقاية مقدمة على كل شيء، وهي السبيل نحو تفادي وقوع الأمراض، ومن الأهمية بمكان أن نعرف أن أهم طرق الوقاية هي: أهمية اعتناء الأم قبل حملها بوزنها وبالنظام الغذائي قبل وخلال فترة الحمل، فهو يلعب دورا مهما كما أثبتت الدراسات في المحافظة على الميكروبات النافعة لجنينها. الولادة الطبيعية وليست القيصرية (إلا إذا استدعى الأمر طبياً) الرضاعة الطبيعية وخصوصاً خلال الـ6-12 شهراً الأولى أو كما ذكر في القرآن حولين كاملين، ولكن ننبه أن من الشهر السادس تبدأ الأم إعطاء الطفل الخضروات والفواكه الغنية بالألياف. زيادة كمية الألياف في وجبات الأطفال والبالغين، فالألياف الطبيعية غنية بالكثير من الفوائد وخصوصاً للجهاز الهضمي والميكروبات الحيوية في الجهاز الهضمي. التقليل من استخدام المضادات الحيوية إلا في الضرورة القصوى حيث إنها تقلل من الميكروبات النافعة التقليل من الوجبات الغنية بالدهون والسعرات الحرارية. الإكثار من الرياضة البدنية، حيث إنها تعزز من نشاط وتكاثر الميكروبات النافعة تناول بعض المحفزات لزيادة ميكروبات الأمعاء النافعة التي تسمى “بروبيوتيكس” أو “بريبيوتكس”، وتساعد على المحافظة على تركيبة الميكروبات المعوية النافعة، وهذه التدخلات الغذائية لها أثر واعد بإذن الله في الحماية من الكثير من الأمراض المزمنة.
مشاركة :