إيران تعلن في استعراض قوة عن تشييد صاروخ فرط صوتي

  • 11/10/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - أعلنت إيران اليوم الخميس عن تشييد ما قالت إنه صاروخ باليستي فرط صوتي، في إعلان يأتي في خضم توترات مع إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، لكن ليس ثمة ما يشير ما إذا كانت اختبرته في الوقت الذي يرى فيه محللون عسكريون أن الإعلانات الإيرانية عن منتجات الأسلحة استعراضية وكثيرا ما تعمد طهران إلى تضخيم قدراتها العسكرية في إطار الحرب النفسية. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية عن أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجو فضائية بالحرس الثوري قوله إن طهران شيدت صاروخا باليستيا تفوق سرعته سرعة الصوت، في تصريحات من المرجح أن تزيد المخاوف المتعلقة بقدرات طهران الصاروخية. وتابع "هذا الصاروخ له سرعة عالية ويمكنه المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي. سيستهدف منظومات العدو المتطورة المضادة للصواريخ وهو قفزة كبيرة في مجال الصواريخ". ويمكن للصواريخ فرط صوتية الطيران خمس مرات أسرع من سرعة الصوت وفي مسار معقد يجعل من الصعب اعتراضها. لكن لم ترد أي تقارير عن اختبار إيران لمثل هذا الصاروخ، بينما تستمر طهران في تطوير صناعة محلية كبيرة للأسلحة في مواجهة العقوبات الدولية والحظر. إلا أن المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية ساهمت في قرار أميركي في عام 2018 أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015. وفي مطلع الأسبوع قالت طهران إنها اختبرت الصاروخ قائم 100، وهو أول مركبة إيرانية يتم إطلاقها على ثلاث مراحل، وسيكون قادرا على وضع أقمار صناعية تزن 80 كيلوغراما في مدار على بعد 500 كيلومتر من سطح الأرض. ووصفت الولايات المتحدة مثل هذه التحركات بأنها "مزعزعة للاستقرار"، إذ ترى أن المركبات التي تطلق في الفضاء يمكن استخدامها لنقل رأس حربي نووي، بينما تنفي إيران أنها تسعى لتطوير سلاح نووي. وتأتي هذه التطورات فيما صعدت إيران من تهديداتها للسعودية في الفترة الأخيرة زاعمة أن لها دور في تمويل وتأجيج الاحتجاجات التي تفجرت في الأقاليم النائية تسكنها أقلية سنّية على اثر مظاهرات حاشدة انطلقت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق. وكانت قد وجهت أمس الأربعاء تحذيرات للسعودية، معلنة أنه لا يوجد ما يضمن استمرارها في ما سمته "إستراتيجية الصبر"، في تطور يأتي بعد أيام قليلة من نفيها صحة معلومات أوردتها الولايات المتحدة وتحدثت فيها عن تنسيق بين الرياض وواشنطن لمواجهة تهديد إيراني جدّي للمملكة. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن وزير المخابرات الإيراني إسماعيل خطيب قوله "تبنت إيران حتى الآن إستراتيجية الصبر بعقلانية ثابتة، لكن ليس بوسعها أن تضمن عدم نفاده إذا استمرت الأعمال العدائية"، مضيفا "إذا قررت إيران الرد والعقاب، فسوف تتداعى القصور الزجاجية ولن تشهد هذه الدول استقرارا بعد الآن"، في خطاب شديد اللهجة يسلط بوضوح الضوء على نوايا عدوانية إيرانية مبيتة. كما تتهم طهران جهات أجنبية بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وفرنسا بالوقوف وراء ما تصفها بأعمال الشغب والتخريب ترافقت مع الاحتجاجات الشعبية، بينما تعلن هذه الدول وغيرها من القوى الغربية دعمها للحراك الاحتجاجي وتطالب الحكومة الإيرانية بالتوقف عن القمع الوحشي للمحتجين. ومن شأن إعلان إيران عن تشييد صاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت بخمسة أضعاف، أن يعقد جهود إحياء الاتفاق النووي للعام 2015، بينما أصاب الجمود بالفعل مفاوضات فيينا غير المباشرة وسط غياب أي مؤشر على استئنافها قريبا. ودفعت اشتراطات إيرانية منها مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتوقف عن تحقيقات تجريها حول اثار يورانيوم مخصب عثر عليها في منشآت نووية، فيما تمنع مفتشي الوكالة من زيارة منشآتها. وتؤكد التجارب الصاروخية الإيرانية أو ما تعلنه من حين إلى آخر عن صناعة وتطوير صواريخ باليستية، صواب الرأي القائل بأن برامج طهران الصاروخية تشكل تهديد للأمن الإقليمي والعالمي وأنه لا يمكن فصل التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي بمعزل عن برامج الصواريخ الباليستية. ولا يمكن النظر لأحدث إعلان إيراني عن تشييد صاروخ فرط صوتي بمعزل عن التطورات السياسية في إسرائيل مع عودة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو للسلطة وبروز ملامح حكومة يمينية ستكون الأكثر تطرفا في تاريخ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. وكان نتنياهو قد هدد مرارا بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية وعارض بشدة جهود إحياء الاتفاق النووي ووصل حد التهديد باستهداف منشآت نووية إيرانية. ويتوقع أن تكون التهديدات الإيرانية على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية الجديدة وضمن تصعيد محتمل في الفترة القادمة. وهددت إيران بدورها وفي أكثر من مناسبة بردّ ساحق على إسرائيل إن هي أقدمت على أي مغامرة عسكرية تستهدف أمنها ومصالحها.    

مشاركة :