اتّهم نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر  سلطات الاحتلال بشن “حربا واسعة النطاق” على العاملين في وسائل الإعلام الفلسطينية، واعتبر أمام محقّقين أمميين أن استشهاد المراسلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة يشكل دليلا على ذلك. وقال أبو بكر إن “إسرائيل تستهدف الصحفيين الفلسطينيين كجزء من سياسة منهجية لخنق الأصوات الفلسطينية وإسكاتنا”. وقال “نحن كصحفيين فلسطينيين لا نتعرض فقط للاعتداءات والانتهاكات، بل لحرب واسعة النطاق تشنها دولة الاحتلال”. وأمام وفد رفيع المستوى من محقّقي الأمم المتحدة، قال أبو بكر إن نحو 50 صحافيا فلسطينيا استشهدوا خلال أداء عملهم منذ العام 2000 “ولم يحاسَب أحد”. وأشار إلى قضية أبو عاقلة، المراسلة المخضرمة والتي كانت تضع خوذة وترتدي سترة واقية من الرصاص مكتوبا عليها بوضوح “صحافة” عندما أصيبت برصاصة في الرأس خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة في 11 مايو. ووصف أبو بكر ما تعرّضت له أبو عاقلة بأنه “قتل خارج نطاق القانون” و”جريمة حرب”، وقال “إلى الآن انقضت ستة أشهر من دون أي محاسبة”. في سبتمبر أقر الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى بأن هناك “احتمالا كبيرا بأن تكون أبو عاقلة أصيبت عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي الذي كان يستهدف مشتبها بهم من المسلحين الفلسطينيين”. وجاء الإقرار بعدما أصر الجيش الإسرائيلي مدى أشهر على استحالة تحديد مصدر الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، مشيرا إلى أن العيار الناري قد يكون أطلقه مسلّحون فلسطينيون. وفي يونيو خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى “عدم وجود دليل على نشاط لمسلحين فلسطينيين بالقرب من” أبو عاقلة عندما تعرضت لإطلاق الرصاص. ستركز سلسلة الجلسات الأولى للجنة التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي تُذاع على الهواء مباشرة وتنتقدها إسرائيل بشدة، على حيثيات استشهاد أبو عاقلة. وشكّلت اللجنة العام الماضي للنظر في الأسباب الجذرية للنزاع المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط. وقالت رئيسة اللجنة نافي بيلاي، المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن الهدف من الجلسات “السماح للضحايا والناجين من كل الأطراف بالتعبير عن أنفسهم”. وشددت بيلاي على أن لجنة التحقيق منفتحة على “كل الأطراف والدول” و”مستعدة لسماع كل الآراء”. وندّدت إسرائيل بنتائج التحقيق الذي رفضت التعاون معه واتّهمت بيلاي وغيرها من المفوضين بمناهضة إسرائيل.