هل تلجأ روسيا لـ القنابل الكهرومغناطيسية بديلاً عن الخيار النووي؟

  • 11/11/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا يستبعد عدد من الخبراء والمحللين العسكريين، لجوء القوات الروسية الخاصة "سبيتسناز" في أوكرانيا، إلى استخدام قنابل مدمرة، قادرة على تعطيل جميع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، على مسافة تصل إلى عشرات الكيلومترات. ويتعلق الأمر بأسلحة "النبض الكهرومغناطيسي"، وهي أسلحة مصممة لخلق نبضات قوية من الطاقة، من شأنها أن تشل بشكل كامل عمل المعدات الكهربائية مثل أجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية وأجهزة استقبال الرادار. ومع تصاعد الإحباط بسبب توالي هزائمها في ساحات المعركة ومخاوفها من استعمال أسلحة نووية، قد تفكر روسيا في اعتماد ضربات بالقنابل الكهرومغناطيسية، بحسب تقرير لجريدة "تايمز"، التي تشر إلى أن هذه الأسلحة إذا استعملت "ستستهدف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا وستوجه ضربة قوية لقدرتها على الدفاع عن نفسها". وحسب تقرير لصحيفة "تايمز"، يتم تنفيذ مثل هذه الضربات باستخدام تفجير منخفض القوة في الفضاء، لإنشاء نبضة كهرومغناطيسية تدمر الأجهزة الإلكترونية غير المحمية، مشيرا إلى أن حجم الاستهداف يتناسب مع مدى ارتفاعها في الجو. في هذا السياق، قال الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "Rusi"، جاستن برونك، إن هذه الذخائر اكثر تأثيرا ولها قدرات كبيرة في الاستهداف، حيث يتم اطلاقها باستخدام قذائف متخصصة، مضيفا أن بعض وحدات سبيتسناز في أوكرانيا تحمل هذه الأسلحة. وتكمن القوة التدميرية للقنبلة الكهرومغناطيسية في أن تأثيرها، يحدث طاقة كهرومغناطيسية هائلة تنتشر في نطاق واسع، خلال جزء من الثانية بصورة غير مرئية. وأشار برونك، إلى أن "ضربات النبضات الكهرومغناطيسية، تترك أثرا مرئيا ضئيلا جدا، لذلك يبقى من الصعب معرفة ما إذا كان قد تم استخدامها من قبل في الحرب الروسية على أوكرانيا. واعتبر المتحدث ذاته، أن استعمال هذه الذخائر "لا يعد هجوما نوويا"، بالتالي يمكن لروسيا استخدامه "دون أن تخاطر بتصعيد من الدول الغربية". وفي يوليو، نشرت وسائل الإعلام الروسية الحكومية، بأن موسكو طورت المدافع التي تطلق هذه النبضات الكهرومغناطيسية في الجو، بزيادة تصل إلى 10 كيلومترات بعد سلسلة من الاختبارات خلال الصيف. وركزت روسيا على ضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الشهر الماضي مما تسبب في نقص الكهرباء وحدوث انقطاعات متكررة في جميع أنحاء البلاد. المحلل عسكري والضابط السابق في المدفعية النووية، فرانسيس توسا، قال إن ضربة بالقذائف الكهرومغناطيسية، ستهدف أيضا إلى ضرب البنية التحتية الطاقية لأوكرانيا، ولكن على نطاق أوسع بكثير. وأورد المحلل العسكري، بأن روسيا تحاول "جعل أوكرانيا، أرضا غير صالحة للسكن"، بالتالي يقول إنه لا يستبعد احتمال توجيهها ضربة كهرومغناطيسية كجزء مما يبدو سياسة "الأرض المحروقة". ولا تسجل الضربات الكهرومغناطيسية، خسائر في الأرواح، كما في حالة الهجومات النووية، ولكن اللجوء إليها، قد يقرأ على أنه "تصعيد كبير سيثير ردا من الناتو"، بحسب الخبير ذاته. ومن الصعب احتواء الآثار الكارثية لاستعمال هذا السلاح، وفق التايمز، التي تشير إلى أن من المحتمل أن تتأثر البنية التحتية للدول المجاورة، بما في ذلك أعضاء الناتو، إذا تم استخدامه. من جانبه، يرى خبير الحرب الإلكترونية في معهد "Rusi"، توماس ويثينجتون، أن الغرب يرى منذ فترة طويلة أن ضربة كهرومغناطيسية ستكون مقدمة لهجوم نووي، مضيفا أن استخدامها قد يجبر الناتو على التدخل. وتابع ويثينجتون: "أعتقد أن الخطر الأكبر بالنسبة للحكومة الروسية هو أنه بمجرد قيامها باستخدام هذا السلاج، فإنها تخاطر بفقدان السيطرة الإستراتيجية على الموقف، لأنها لا تستطيع أن تعرف على وجه اليقين كيف يمكن أن يتصرف المجتمع الدولي، والأهم من ذلك الناتو". ولفتت الجريدة البريطانية، إلى أنه بالتزامن مع معاناة روسيا من نكسات في ساحة المعركة، تصاعدت دعوات اللجوء إلى استعمال السلاح النووي، موردة أن قادة عسكريين روس تدارسوا خلال الآونة الأخيرة كيفية وسبل استخدام أسلحة نووية تكتيكية في ساحة المعركة في أوكرانيا. وتمتلك روسيا ما يصل إلى 2000 سلاح نووي تكتيكي، وهي أجهزة منخفضة القوة مصممة لهزيمة القوات التقليدية في ساحة المعركة.

مشاركة :