اعتبر خبراء ومتخصصون أن مؤتمر «كوب 27» يعد نقطة انطلاق كبيرة لاستخدام «الهيدروجين الأخضر»، وتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واصفين ذلك بأنه أهم الحلول للتحول للطاقة النظيفة ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية، والتخلص من الطاقة الأحفورية. وأوضحوا أن المنطقة العربية ستصبح أهم مصادر إنتاج «الهيدروجين الأخضر» على مستوى العالم، والذي أطلق عليه اسم «وقود المستقبل». نقطة تحول وأكد الدكتور مجدي علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن قمة المناخ في شرم الشيخ تعد نقطة انطلاق كبيرة للاعتماد على الهيدروجين الأخضر، ونقطة تحول في مواقف الدول الكبرى، حيث أعلنت 20 دولة صناعية موافقتها على جدولة تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وأعلنت قمة المناخ بوضوح أنه يجب التخلص من الوقود الأحفوري والاعتماد على الطاقة النظيفة. وأشار علام، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة الصديقة للبيئة، شهدت إقبالاً كبيراً، وظهر هذا في القمة الحالية، لخفض الانبعاثات الحرارية والكربون، مشيراً إلى أن العالم يبحث عن الوقود النظيف والنقي الذي يعتمد على المساقط المائية والرياح والشمس. ويحتوي «الهيدروجين الأخضر» على ما يقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة التي يحتويها الوقود الأحفوري، مما يجعله أكثر كفاءة، حيث لا تنبعث منه غازات ملوثة أثناء الاحتراق أو الإنتاج، ومن السهل تخزينه، مما يسمح باستخدامه لاحقاً. اتفاقيات دولية وأشار علام في تصريحاته إلى أن مؤتمر «كوب 27» شهد اهتماماً كبيراً بالهيدروجين الأخضر وتم توقيع عدة اتفاقيات دولية بشأنه، لافتاً إلى مذكرة التفاهم التي وقعت بين مصر والإمارات لإنتاجه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط. أخبار ذات صلة بايدن: الأزمة المناخية تهدد الحياة على كوكب الأرض 23 تريليون دولار فاتورة التغير المناخي في 2050 طاقة نظيفة من جانبه، أوضح الدكتور إبراهيم عبدالجليل رئيس جهاز شؤون البيئة الأسبق في مصر، أن «الهيدروجين الأخضر» ينتج من تحلية المياه باستخدام كهرباء من مصادر طاقة متجددة، بحيث يتم فصل الهيدروجين عن الأكسجين من الماء. ولفت عبدالجليل، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إلى أن الهيدروجين الأخضر لا تنتج عنه أي انبعاثات، وبالتالي يمكن أن يحل محل مصادر الوقود الأخرى، وأحد الحلول للحد من ظاهرة التغير المناخي، مشيراً إلى أن الكثير من دول العالم الآن تجد لها مكاناً في سوق الهيدروجين الأخضر، ومنها الدول العربية. الإنتاج العالمي ووفق تقرير عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن حجم الإنتاج الحالي في العالم من الهيدروجين الأخضر، يقدر بنحو 120 مليون طن سنوياً. ووجدت عدة استخدامات تجارية للهيدروجين كمصدر للوقود، بما في ذلك السيارات والحافلات والمراكب الفضائية، ومن المتوقع أن تصل قيمة تلك السوق بحلول عام 2050 إلى 600 مليار دولار. فرص استثمارية وطالب خبير شؤون البيئة بوضع «الهيدروجين الأخضر» في استثمارات كبيرة خلال الفترة القادمة، للحد من الانبعاثات، خاصة أن معظم الدول العربية لديها إمكانات كبيرة للطاقة المتجددة، وبالتالي لديها فرصة كبيرة لإنتاجه بتكلفة قليلة، ومهيأة لأن تصبح أهم مصادره على مستوى العالم. استخدامات واسعة وأصبح للهيدروجين الأخضر استخدامات واسعة في العديد من الدول، والأمر في تزايد مع تطور طرق استخراجه، ودخل في تشغيل سفن الحاويات، وتوربينات كهربائية تعمل بالهيدروجين يمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب للمساعدة في تثبيت شبكات الكهرباء، وهناك دول بدأت استخدامه بديلاً للغاز الطبيعي في المنازل.
مشاركة :