خدمة 'تويتر بلو' تطلق العنان للفوضى والاحتيال في تويتر

  • 11/11/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أطلقت خطة إيلون ماسك المالك الجديد لشركة تويتر إحدى أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخداما، بالسماح لمستخدمي المنصة بالدفع مقابل الحصول على توثيق الحسابات بـ"العلامة الزرقاء"، العنان إلى فوضى عارمة مع انتشار تغريدات من حسابات تحمل العلامة التي بدأ تطبيقها أمس الخميس مزيفة منسوبة للرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، قالا فيها إنهما "يفتقدان قتل العراقيين". ولم تندمل جراح العراقيين بعد منذ غزو تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في العام 2003 أفضى إلى إسقاط نظام صدام حسين وقتل آلاف العراقيين فيما تصفها أوساط عراقية ودولية بأكبر جريمة بحق الإنسانية في العصر الحديث. وتأتي هذه الفوضى على نقيض ما صرح به المالك الجديد لتويتر الذي قال الأحد الماضي "تحتاج تويتر إلى أن تصبح إلى حد بعيد المصدر الأكثر دقة للمعلومات حول العالم. هذه هي مهمتنا"، مضيفا أن مستخدمي المنصة الذين يشاركون في انتحال للهوية دون الإشارة بوضوح إلى أنهم يستخدمون أحد حسابات "الساخرين" سيواجهون التعليق بشكل دائم دون سابق إنذار. وأضاف أن المنصة كانت تصدر في السابق تحذيرا قبل التعليق، لكن مع إتاحة تويتر خاصية التحقق على نطاق واسع، فلن يكون هناك تحذير وكذلك "لا استثناءات"، مؤكدا أن هذا سيكون شرطا واضحا عند التسجيل في خدمة 'تويتر بلو'، موضحا أن أي تغيير في الاسم سيؤدي إلى فقدان مؤقت لعلامة التحقق من المستخدم. ومع ذلك فإن ما حدث مساء الخميس يشير بوضوح إلى حالة ارباك كانت متوقعة على نطاق واسع مع خطة ماسك المثيرة للجدل. ويفترض كذلك أن التغريدات التي تحض على العنف والقتل أو تستحضر مفردات من قبيل تلك التي وردت في التغريدات التي أعيد نشرها لحسابات منسوبة لبوش وبلير، محظورة وفق نظام مراقبة المحتوى لمكافحة العنف والتمييز وغيرها من الجرائم. وقالت صحيفة 'ذا ناشيونال' الأسكتلندية، مساء الخميس إن خطة ماسك سرعان ما تحولت إلى فوضى عارمة بينما اتخذ هو إجراءات مثيرة للجدل مع تسريحه لنصف الموظفين. وأمس الخميس تم طرح الميزة الجديدة لتويتر في المملكة المتحدة ودول أخرى والتي تسمح لمستخدمي منصة التواصل الاجتماعي بدفع رسوم اشتراك تبلغ 6.99 جنيها إسترلينيا أو 7.99 دولارا شهريا لتوثيق الحساب ومنحه العلامة الزرقاء. وأدت تلك الميزة إلى ظهور "عدد لا يحصى من عمليات الاحتيال والحسابات المزيفة"، حسب الصحيفة التي أوردت أمثلة على عمليات احتيال منها ما كتبه حساب مزيف يحمل العلامة الزرقاء ويدعي أنه للرئيس جورج دبليو بوش قائلا "أفتقد قتل العراقيين". وتمت مشاركة التغريدة التي لا تزال موجودة على الحساب الموثق، من قبل حساب مزيف آخر يدعي بأنه لتوني بلير قائلا "نفس الشعور بصراحة". وردا على الانتقادات الموجهة لتغريداته، كتب حساب بوش "جميعكم تفوتون الهدف بشأن الثمانية دولارات والتي تعد زهيدة لجعل هذا التطبيق غير قابل للاستخدام تماما"، مضيفا "أعتقد أنه (إيلون ماسك) سيتعلم بسرعة أنه يمكننا استرداد الأموال من بطاقات الائتمان التي استخدمناها إذا قام بتعليقنا قبل مرور شهر". وفي مثال آخر، ظهر حساب يحاول القيام بعمليات احتيال لسرقة العملات المشفرة من خلال حساب مزيف يدعي أنه تابع لشركة تويتر نفسها. وكتب الحساب في تغريدة أن الحصول على العلامة الزرقاء أصبح متاحا "مجانا" لمالكي حسابات في مواقع تداول العملات المشفرة، موضحا أنه يمكنهم الحصول على العلامة من خلال فقط "مصادقة أصول محافظهم" عبر رابط مزيف، مشيرا إلى أنه "قد تكون هناك مفاجأة صغيرة بعد المصادقة". وتمت مشاركة التغريدة عشرات الآلاف من المرات قبل تعليق الحساب، فيما أوردت  الصحيفة أمثلة أخرى مشابهه، تظاهرت فيها الحسابات المزيفة أنها تتبع شركة الألعاب الشهيرة 'نينتندو' ونجم كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس ونجم لعبة هوكي الجليد كونور ماكدافيد. وذكرت الصحيفة أن الفوضى التي عمت تويتر، قد تؤدي إلى نزوح جماعي للمعلنين، بعكس ما يهدف إليه ماسك في تهدئتهم كون الإعلانات هي أكبر مصدر دخل لتويتر. والسبت الماضي، أطلقت شركة تويتر خدمة الاشتراك الشهري بقيمة 8 دولارات، تتضمن منح حسابات المشتركين "العلامة الزرقاء" بعد التحقق منها. وأتم الملياردير الأميركي رئيس شركتي 'تيسلا' و'سبايس إكس' صفقة الاستحواذ على شركة تويتر مقابل 44 مليار دولار. واليوم الجمعة حذر إيلون ماسك موظفي الشركة من خطر "الإفلاس" إذا لم يتمكن من تحقيق عائدات مالية أكبر للشركة. وقال في أول خطاب له لموظفي الشركة بعد استحواذه عليها إن "الإفلاس أمر وارد ما لم تبدأ الشركة تحقيق عائدات مالية أكبر"، بحسب ما نقلت صحيفة "بلومبيرغ الأميركية عن أشخاص مطلعين. ويأتي التحذير وسط بداية مضطربة لماسك في موقع التواصل الاجتماعي والتي أقال خلالها نصف عدد موظفي الشركة، وسرح معظم كبار الموظفين، وأمر الباقي بالتوقف عن العمل من المنزل. وأصدر ماسك تحذيرات صارمة في خطابه للموظفين. وقال "ينبغي على الموظفين أن يستعدوا لنظام عمل 80 ساعة كل أسبوعين". كما ألغى العديد من الامتيازات في المكاتب، على غرار الأكل المجاني، منهيا المرونة المقدمة للموظفين خلال فترة جائحة كورونا والتي سمحت لهم العمل من المنزل. وقال "إذا كنتم لا تريدون القدوم للمكاتب، فاستقالتكم مقبولة".

مشاركة :