عندما تزور اليونان، البلد الأوروبي الذي يعاني العديد من المشكلات الاقتصادية والتي في النهاية تصب في مصلحة الزوار، فإنك لن تنفق الكثير من الأموال في حين أنك ستحصل على متعة لا تنتهي في ذلك البلد، أثناء تجولك ومشاهدتك للمناظر الرائعة الموجودة هناك. تتنوع الأماكن والمناطق السياحية في اليونان ولكن نسبة الجمال تزداد كلما تعمقت في رحلتك، فهناك العديد من المغامرات التي تنتظرك والتي من المؤكد أنها ستبعث في نفسك البهجة والمتعة خلال فترة زيارتك التي من المفضل أن تكون طويلة، وذلك لوفرة المواقع التاريخية الرائعة. ميتيورا باعتبار أنها موقع ديني وطبيعي مهم، تحظى مدينة ميتيورا التاريخية والأثرية الرائعة باهتمام خاص من قبل الزوار الذين يستمتعون بالتجول وسط الأديرة والكنائس والمواقع الرائعة الأخرى التي تنتشر في كل مكان. تقع ميتيورا أو مدينة الصخور المعلقة في الهواء، في المنطقة الوسطى والشمالية من اليونان التي تتميز بسهولها الخضر ومنحدراتها الصخرية وأوديتها الرائعة. تعتبر هذه المنطقة إحدى أكبر وأهم تجمعات الأديرة والمعابد الأثرية والكهوف التاريخية في العالم، وتعد من أشهر معالم الجذب السياحي. أدرجت منظمة اليونيسكو هذه المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي منذ عام 1988 نظراً لأهميتها التاريخية وروعة المكان الذي بنيت فيه، حيث شيد معظمها على الصخور العمودية التي تكثر في الحافة الشمالية من سهل ثيسالي قرب نهر وجبال بيندوس التي تقع في وسط اليونان، وأهم تلك الأديرة وأشهرها دير سانت باربرة الذي أذهل الناظرين بسبب جماله وروعة بنائه والكيفية التي بني بها. يقصد عدد كبير من السياح سنوياً تلك المنطقة، وقد فتحت الحكومة اليونانية الباب أما الزوار وسمحت لهم بالتجول داخل أشهر الأديرة هناك. ويبدأ الزوار رحلتهم الاستكشافية وصولاً إلى القرى المجاورة التي تشتهر بجوها وهوائها النقي وأشهرها قريتي كاستراكي وكالامباكا. بالرغم من أن تاريخ بناء الأديرة في ميتيورا غير معروف، إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الرهبان سكنوا الكهوف الموجودة في ميتيورا قبل القرن الحادي عشر، وفي أوائل القرن الثاني عشر تشكلت في ميتيورا دويلة رهبانية تسمى سكيتي وتمحورت حول كنيسة ثيوتوكوس التي تعني (مريم العذراء) في اللغة اليوناينة والتي لا تزال قائمة حتى اليوم. وتعود فكرة إنشاء الأديرة على رؤوس الجبال والمرتفعات الصخرية المعلقة وداخل الكهوف الجبلية إلى مجموعة من الرهبان ورجال الدين اليونانيين الذين وجدوا من هذه الأمكنة ملاذاً لهم يصعب الوصول إليه من قبل المحتل التركي. ولم يكن بالإمكان الوصول إلى أعالي تلك الصخور بسهولة لذلك فقد شيد الرهبان الأوائل سلالم بسيطة من الخشب لتمكنهم من الصعود إلى هناك، وعندما نأخذ نظرة من بعيد لتلك الأديرة والسلالم الخشبية فإنها تبدو وكأنها أعشاش ضخمة للطيور. كان نظام البكرة والحبل يستخدم لحمل الطعام والشراب لرجال الدين، حيث كانت تلك الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن يحصلوا على طعامهم وشرابهم.
مشاركة :