بلا تردُّد ولا مواربة أقول: إن القرار المصري بتمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة في مهمة قتالية خارج الحدود «للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي» في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب.. هو قرار يثلج الصدر.. ولعل أجمل ما في القرار ربط الأمن القومي المصري بالعربي، أو العربي بالمصري. * قريباً من ذلك، وفي ميدان الجسارة المصرية والأصالة العربية، صدر أمس توجيه خادم الحرمين بصرف مليون ريال، ووسام الملك عبدالعزيز، لورثة الشهيد إبراهيم القللي الذي أنقذ 10 مرضى في مستشفى جازان قبل استشهاده. المثير والجميل في الأمر أن أحدًا لم يُرشِّح القللي، حيثُ لا يعرفه أحد، لأنه مجرد زائر لمريض «عظام»، وكل ما حدث أن كاميرات الدفاع المدني رصدت تحرُّكات الرجل الشهم وهو ينقل المريض تلو الآخر، قبل أن يُحاصره الدخان ويموت، إبراهيم اشتهر بين الناس في جازان بخطِّه الجميل، حيث كان خطَّاطًا ماهراً، علَّه كان ينقش اسمه في سجل التاريخ السعودي والعربي الأصيل. سلاماً لإبراهيم ولآل إبراهيم، ولكل عربي جسور، ولكل معنىً نبيل! * بفرحٍ غامر، استقبلتُ كذلك خبر قيام جمهورية القمر الاتحادية بقطع علاقاتها مع إيران، تضامنًا مع السعودية.. ليس لمضاعفة عدد المقاطعين، وإنما لخصوصية العلاقة بين طهران و»موروني». لقد ظن كثيرون أن دراسة الرئيس «ظنين» في إيران؛ قد تنسي الأرخبيل العربي الأبي هويته العربية الإسلامية النقية، فيزحف صوب إيران، لكن «إكليل» كان له رأيٌ آخر، وهو يؤكد نقاء عروبته، ووسطية إسلامه، معلنًا انضمامه إلى البحرين والسودان وجيبوتي في قطار المقاطعة. تحية للرئيس «إكليل» ولقرار بلاده الذي جاء تاجًا بحق على رأس جزر القمر. * نقلًا عن «الشرق الأوسط» السعودية: «حماس تحسم موقفها وترفض الوقوف في معسكر إيران ضد السعودية».. هكذا تكون المواقف، وهكذا تكون العروبة، وهكذا تكون المقاومة الإسلامية. بالحسابات العربية الحقة، والإسلامية الحقة، والنضالية الحقة، والجهادية الحقة.. وبالحسابات المادية والمعنوية، والجغرافية والتاريخية، والواقعية والمستقبلية.. كلما ابتعدت حماس عن إيران؛ كلما عادت لصدر العرب، الذي ينبض بحُب القدس، وحُب المسجد الأقصى، وحُب فلسطين. * بجسارة وجدارة فازت «خديجة عريب» برئاسة مجلس النواب الهولندي.. على أن مكمن الفرح ليس في هويتها، وجنسيتها المغربية «الأصل»، وإنما لأن هذا الفوز جاء لطمة على وجه العنصريين في هولندا والغرب، وعلى رأسهم النائب «فيلدرز»، الذي دأب على مهاجمة العرب والمسلمين في كل مناسبة. الأكثر روعة وجمالًا هو تعليق «مارك روته» -رئيس وزراء هولندا- على هذا الفوز الكاسح.. ففيما قال فيلدرز: إنه يوم أسود في تاريخ البرلمان، ردّ رئيس الوزراء قائلًا: سأرسل إليها باقة ورد وتهنئة قلبية للفوز بالمنصب، وأتطلَّع للعمل المشترك وبشكل جيد معها». تحية لـ»خديجة العربية»، ولنواب هولندا الذين لم يتردَّدوا في إعطاء أصواتهم لـ»مغربية الأصل والجنسية».. حتى الآن. sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :