عن المستنفرين للقطيعة في مصر.. | شريف قنديل

  • 7/1/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حين وصلت القاهرة ليلة أمس التي يتحرى الناس فيها ليلة القدر في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار كانت نسمات أو اشارات المصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي قد انبعثت لتسري في نفوس المغتربين روح الأمل.. غير أن رياح القطيعة والدعوة لاستمرار الحال على ماهو عليه كانت عاتية! والمدهش أو قُل المؤسف أن الدعوة أو الاشارة أو قل التلميح أو حتى التلويح جاءت من الجهة الرسمية الممثلة في وزير العدالة الانتقالية فيما كانت الحملة عليه أو الهجمة أو الحرب الشاملة آتية من الجهة الاعلامية التي تعبر في معظم الأحوال عن مصلحة شخصية هنا ورغبة جامحة من هناك!! كان الرجل يقول ان المصالحة آتية آتية لا محالة تحكمها الشروط الواضحة والعدالة الناجزة.. صحيح أن الشروط بديهية وأن الناجزة تأخرت كثيراً بل وكثيراً جدا ناهيك عما يثار في الداخل والخارج عن العدالة نفسها لكن الصحيح أيضا بل الثابت تاريخياً وواقعياً أن وطناً لايمكن أن يعيش متخاصما مع نفسه! قالها الرجل ورجال آخرون قبل أن تنطلق عليهم الأصوات المسعورة فتصف الرجل بلفظ لايمكن نقله وتصف الدعوة للمصالحة المجتمعية بالخيانة الوطنية! قال أحدهم ان الشعب لايريد أن يصالح وقال آخر يبدو انه المتحدث باسمه باسم الشعب إنه لايريد ان يسامح وقال ثالث إنه سمع الشعب يقول انه اذا تجرأ أحد ودعا للصلح فانه -أي الشعب- سيخرج عليه بالقباقيب، وقالت إحداهن انها كانت مع الشعب ليلة أمس وانه قال لها إنه مبسوط جدا بالوضع الحالي وإنه سيذبح كل من يدعو للسلام أو السلم الاجتماعي. وجاء رجل من الاسكندرية وآخر من الصعيد وقالا إنهما كانا في لقاء مع الشعب وإنه اوصاهما بذبح كل من يفكر في المصالحة..لست بحاجة لأن اقسم لكم بالواحد الأحد أن هذه الأقوال وأبشع منها منشورة ومسموعة ومسجلة صحفياً واذاعياً وتلفزيونياً في بلد يصالح بل يعانق فيه الجمعة الأحد! ..إذا نزلتَ مصر هذه الايام ستجدهم في الصحف يتوعدون وفي الفضائيات يهددون ويصرخون خوفا على مصالح الشعب! يمكنك أن تتعرف عليهم بسهولة ومن أول كلمة أو نظرة! وكن على ثقة أنهم يصرخون ويلطمون الخدود وسيصرخون ويلطمون أكثر كلما ازدادت نسمات الهدوء والمصارحة والمصالحة.. كن على ثقة أنهم يصرخون خوفاً على مصالحهم لا مصالح الشعب وعلى أموالهم التي جمعوها لا على أموال الشعب.. كن على ثقة أنه متى ما انفض مولد أو سيرك العنف والبغض ستتوقف رواتب هؤلاء قبل أن تتوقف أصواتهم.. وتلك هي مشكلتهم لا مشكلة الشعب .. تلك هي مأساتهم لا مأساة الشعب.. لقد ترعرعوا وتربوا في المرعى الخرب فكيف يسمحون لعشب الأمل؟. sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :