اتسمت سياسة المملكة بالحكمة وضبط النفس حيال سياسة ايران العدوانية ضد العرب بشكل عام والمملكة بشكل خاص. سنوات من البلطجة وأعمال القتل والخطف والتفجير، والشحن الطائفي، وزرع الخلايا الإرهابية في أكثر من موقع عربي. ممارسات ايرانية عدوانية أثناء فريضة الحج، واعتداءات متكررة على السفارة السعودية في ايران، وتمويل ودعم للمنظمات الارهابية. وحين تمادت ايران في عدوانها ومطامعها، وبدأت في إذكاء الفتنة الطائفية داخل الدول العربية، ثم تمادت أكثر وأصبحت تزرع الخلايا الإرهابية وتحولها الى أذرع عسكرية تخدم مطامعها وسياستها التخريبية، ثم تمادت أكثر وحاولت استنساخ حزب الله في اليمن، ثم تمادت أكثر وأكثر وحاولت استنساخ حسن نصرالله من خلال نمر النمر. حين وصل الأمر الى هذا المستوى من الممارسات العدوانية اتخذت المملكة القرار الحاسم المناسب الذي يعبر عن مسؤوليتها تجاه حماية أمن الوطن والمواطنين، وأمن الدول العربية والاسلامية بشكل عام. لقد كانت آخر ممارسات البلطجة الايرانية الاعتداء على السفارة السعودية في ايران واقتحامها رغم اتصال القائم بأعمال السفارة بوزارة الخارجية الايرانية وإبلاغها بما حدث لكنها لم تتجاوب. وحصل اعتداء آخر على القنصلية السعودية في مدينة مشهد، ولم تقم الأجهزة الأمنية بحماية بعثة المملكة، أو معاقبة المعتدين. وهذه ممارسات تنتهك المواثيق الدولية، وايران لها سجل حافل بهذه الممارسات. أما أعلى مستويات البلطجة فهو الإرهاب وإيران دولة حاضنة ومصدرة للإرهاب ولذلك تدافع عن الارهابيين لأنها هي التي صنعتهم ووزعتهم لتنفيذ القتل ونشر الفوضى، والطائفية. لكن الوقاحة والاهانة والتناقض وصلت الى حالة غير مسبوقة حين تتحدث ايران عن حقوق الانسان! ايران التي تشارك النظام السوري في قتل وتشريد الملايين من أجل شخص واحد، ايران التي تمارس الإرهاب داخل ايران وخارجها، ايران التي تمول الإرهاب، وتشعل نار الطائفية، وتدعم نشر الفوضى، ايران التي تقتحم السفارات، وتعمل على إنشاء مليشيات عسكرية تمارس الرعب والقتل والتفجير وتخريب الأنظمة السياسية، ايران التي تتاجر بقضية الإنسان الفلسطيني، ايران التي تهدد اسرائيل بالفناء ثم تهاجم الدول العربية، هذه الدولة بسجلها الحافل بالإرهاب والبلطجة تتحدث عن حقوق الإنسان، ومصالح الأمة الإسلامية!! أمام هذه السياسة الإيرانية العدوانية المستمرة جاء قرار المملكة الحازم بقطع العلاقات مع ايران انتصارا للوطن والكرامة، وخطوة عملية قوية في مشروع مكافحة الإرهاب تعلن للعالم أن مكافحة الإرهاب لا تتحقق أهدافها بالمواقف الرمادية، وأن عصر التنديد والشجب والاستنكار والتعبير عن القلق تجاه أعمال الإرهاب- سواء أكانت فردية أم دولية- قد انتهى بقرار من المملكة العربية السعودية.
مشاركة :