في طريق الوطن - يوسف القبلان

  • 10/1/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

هناك من يخلط بين مفهوم الوطن ومفهوم الوطنية، من يتحدث عن المشكلات والاحتياجات في المجتمع ويربطها بالوطنية والانتماء وهي في حقيقة الأمر قضايا موجودة في كل مجتمع وترتبط بالإدارة ولكنها لا تؤثر في العلاقة بين الوطن والمواطن. الوطن لنا ونحن للوطن سواء كان فيه مشكلات أو بدون مشكلات وهل يوجد مجتمع بلا مشكلات؟! الوطن هو الإنسان، هو أنا وأنت، وأبوك وأمك، وعمك وصديقك وجارك وابن عمك وزميلك، هو كل إنسان، هو الطالب والمعلم والطبيب والمهندس وعامل النظافة والتاجر، الوطن ثقافة وتاريخ وحضارة أما المشكلات فهي قضايا عابرة لا علاقة لها بالحب والانتماء والعطاء. العائلة يحدث داخلها وبين أفرادها خلافات ومشكلات لكن الانتماء موجود. الاحتفاء والاحتفال بالتاريخ والمنجزات الوطنية لا يعني عدم وجود أخطاء وتقصير، وفضاء واسع ينتظر التطوير والإصلاح، والمواطن يستطيع بل من حقه المساهمة في الإصلاح والتطوير، ومن حقة أن ينتقد، ولكن هذا شيء والاحتفال باليوم الوطني شيء آخر فالمسيرة مستمرة في طريق الوطن وليس من الموضوعية أو المنطق أن أؤجل حبي لوطني حتى يصبح مثالياً وهل من المنطق أن يتوقف الابن عن حب والده لأنه لم يوفر له كل شيء. حين نحتفل بالوطن نذكر أنفسنا أن لنا وطناً موحداً وأهمية أن نحافظ عليه، وطن يحتضن الحرمين الشريفين، وطن له مكانته الدينية والاقتصادية والسياسية، وطن يسير في طريق التنمية، طريق طويل وشاق وفيه المحفزات والإنجازات والعقبات ولن نتوقف أمام أي عقبة لنقول إننا لا نستحق اليوم الوطني بسبب تلك العقبات. المواطن هو الوطن والوطن هو المواطن، ولذلك ليس من الضروري أن نكرر مسألة الحقوق والواجبات فالقارب واحد ورفيقك في القارب لا يمكن أن يثقب فيه ثقباً. الوطن لا يحتاج إلى تعريف والوطنية تجتمع فيها قيم الإخلاص والانتماء والعطاء، هي ألا تنتظر من يدعوك للمشاركة بل تكون أنت المبادر، هي أن تسعى للإصلاح بالنقد البناء، هي السلوك الإيجابي، والعمل المنتج، هي التكافل والتعاون والمصلحة العامة، هي النظام والعدالة ورفض التعصب والعنصرية، هي المحافظة على الأمن والدفع بعجلة التنمية. وعندما تجتمع تلك الصفات في أفراد المجتمع فهذا هو الوطن، فهو مسؤولية الجميع بصرف النظر عن المناصب الوظيفية والمراكز الاجتماعية.

مشاركة :