أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. أسامة خياط المسلمين بتقوى الله في السر والعلن وفي الخلوة والجلوة فهي وصية للأولين والآخرين. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام إنه جاء في بسط قول الله تعالى: (إن مع العسر يسرى) قول بعض أهل العلم في التفسير هذه بشارة عظيمة بأنه كل ما وجد عسر وصعوبة فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فاخرجه وهي بشارة عظيمة لمن أصابه العسر ونزل به الضر وأحاط به البلاء واشتد عليه الكرب من أهل الإسلام قاطبة ومن أهل فلسطين والشام وخاصة من أهل مضايا الذين سيموا سوء العذاب ونالهم الجوع والبرد والعطش ونقص الأنفس والأموال والثمرات بسبب الحصار الظالم بغيا وظلما واستكبارا في الأرض والمكر السيئ ولا يحيط المكر السيئ إلا بأهله. وأضاف الشيخ خياط بأن يتأكدوا من اقتراب النصر وتنفيس الكرب وتفريج الشدة وكشف الغمة ورفع البلاء والعاقبة والعافية من البأساء والضراء إن شاء الله تعالى، وبمعونة إخوانهم في الدين في كل أنصار الاسلام. داعيا الى حسن الظن بالله والثقة بوعده الحق الصادق الذي لا يتخلف ولا يتبدل بان مع العسر يسرى. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله سبحانه وتعالى يتصف بصفات الكمال وأنه كما قال ابن القيم رحمه الله يجازي عبده بحسب هذه الصفات فهو رحيم يحب الرحماء، وهو ستير يحب من عباده الستر، وعفو يحب من يعفو عنه، وغفور يحب من يغفر له، ولطيف يحب اللطف من عباده، ويبغض اللفظ الغليظ القاسي الجعبري الجبار، رفيق يحب الرفق، حليم يحب الحلم، برٌ يحب البِر وأهله، وعدلٌ يحب العدل، قابل المعاذير يحب من يقبل معاذير عباده، وهو يجازي عبده بحسب هذه الصفات وجودا وعدما، فمن عفا عفا عنه ومن غفر غفر له ومن رفق بعباده رفق به ومن رحم خلقه رحمه ومن أحسن إليهم أحسن إليه. وأشار الشيخ الخياط إلى أن من هذا التيسير التيسير على المعسر إما بانضاره الى ميسرة وإما بالحط عنه كما جاء في الحديث (من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة) فإذا جمع بذلك التضرع إلى خالقه ودعاءه بما كان يدعو به الصفوة من خلقه كدعاء نبيه موسى عليه أفضل الصلاة والسلام قال (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) وبدعاء نبينا -صلى الله عليه وسلم- عند تعسر الامور وذلك قوله (اللهم لا سهل ألا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا) ملتزما في ذلك آداب الدعاء وسننه من إخلاصه لله وابتدائه بحمده سبحانه والثناء عليه والصلاة والسلام على نبيه -صلى الله عليه وسلم- واستقبال للقبلة وإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال فيه بأن يقول دعوت فلم يستجب لي ومع سؤال الله وحده واعتراف بالذنب واقرار بالنعمة والتوسل إليه باسمائه الحسنى وصفاته العلى أو بعمل صالح سلف له أو بدعاء رجل صالح حي حاضر وبرفع اليدين والوضوء ان تيسر وإقامة مطعمه بالحلال الطيب واجتناب الحرام الخبيث وباجتناب الاعتداء في الدعاء بأن لا يدعو بإثم ولا قطيعته رحم وبان لا يدعو على نفسه ولا على أهله أو ماله أو ولده وبعدم رفع الصوت فوق المعتاد والحاجة فهنالك ترجى الاجابة وتستمطر الرحمة الربانية ويرتقب اليسر ويفرح بفضل الله ورحمته.
مشاركة :