سـلوك مستخدمي الطريق (2-2)

  • 1/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الاسبوع الماضي ناقشنا الممارسات الخاطئة التي يقوم بها فئة من سائقي السيارات، التي تعرف بسلوك القيادة العدائية، واليوم نستكمل تحديد بعض أبرز السلوكيات الخاطئة في القيادة: يدفع استهتار العديد من السائقين إلى تناول الطعام، وحتى الشراب، أثناء القيادة، ما يضع السائق تحت عامل التشتيت الذهني، وفقدان التركيز، رافعاً بذلك احتمال وقوع حوادث خطرة. يعمد بعض السائقين إلى الانتقال بين المسارب المتعددة للطريق بشكل مفاجئ، من دون استخدامهم مفاتيح تنبيه الانعطاف الجانبي. أو ما يعرف بتغيير الاتجاه، وهذا السلوك من أنماط القيادة الخطرة. يعتقد بعض السائقين أن وقوع حادث على الطريق يمنحهم الحق للتوقف، أو إبطاء حركة السير لمشاهدة ما يحدث فيتسبب في عرقلة الحركة المرورية، والتي عادة ما يكون لها أثر سلبي في تأخر وصول سيارات الشرطة والإسعاف، أو عرقلة عمليات الإنقاذ. يتجاهل سائقون حاجز السرعة القصوى للمسرب الأيسر، خصوصاً على صعيد الطرق الخارجية السريعة، ما يرفع من نسب زيادة الحوادث بنحو 4.5% وفقاً لتقديرات مراكز السلامة العامة في كل من اوروبا والولايات المتحدة، إلا أنه في الوقت ذاته قد ترتفع تلك النسبة مجدداً في حال قيادة السائق على سرعات أبطأ من الحد المسموح به، ما يدفع سائقين آخرين للتجاوز من الجهة اليمنى. يعمد سائقون إلى زيادة سرعتهم لتفادي التوقف عند الإشارة الضوئية، خصوصاً مع بدء الضوء الأخضر بإعطاء الإشارات الثلاث المتلاحقة، إيذاناً بالتحول إلى الضوء البرتقالي، فالأحمر. يتسبب الكبح المبكر لسائقين، لاسيما عند الإشارات المرورية، أو وجود عوائق مختلفة، بحالات انزعاج لبقية مستخدمي الطريق، تصل في بعض الأحيان إلى اضطرار السائق في الخلف لأخذ رد فعل عكسي، عبر تغيير مسرب السير بصورة مفاجئة، ما قد ينجم عنه حوادث اصطدام بسيارات أخرى، وصولاً إلى حالات ازدحام وتكدسات مرورية ناجمة عن تلك الحوادث. والمطلوب هو تطوير المنظومة المرورية بأكملها من أجل تلافي أي سلوكيات خاطئة، عن طريق زيادة عدد كاميرات المراقبة المرورية والتي يتم من خلالها تسجيل المخالفات في غرفة التحكم مباشرة وزيادة عدد الدوريات ونشرها على مدار الساعة في الطرق الرئيسية، بالاضافة الى الجهد لزيادة جرعة التوعية المرورية عبر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. وهذا الجهد يتطلب دعما من جانب الأسرة والمؤسسات التربوية وجمعيات النفع العام حتى يحقق ثماره المرجوة.

مشاركة :