محللون: تخفيف قيود الإغلاق في الصين إشارة إلى قرب تعافي الطلب على النفط

  • 11/13/2022
  • 22:15
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعدما أنهت الأسبوع الماضي على ارتفاع عقب أنباء عن تخفيف قيود الإغلاق في الصين في إشارة لقرب تعافي الطلب العالمي على النفط الخام. وذكر محللون لـ"الاقتصادية"، أن بيانات التضخم الأمريكية، التي جاءت أفضل من المتوقع والتيسير الصيني الذي طال انتظاره لقواعد كوفيد ساعدا على تجنب حدوث انخفاض كبير في أسعار النفط هذا الأسبوع، مشيرين إلى أنه إذا استمرت الصين في الانفتاح، فمن المؤكد أن الأسعار ستستمر في الارتفاع. وتوقعوا انخفاض نمو النفط الخام في الولايات المتحدة في العام المقبل بسبب قيود التضخم وسلسلة التوريد، بالتزامن مع تخفيض إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو إنتاج النفط الخام الأمريكي بنسبة هائلة بلغت 21 في المائة لـ2023. وأوضح المحللون أن الحظر الأوروبي على النفط الروسي مطلع الشهر المقبل به عديد من الثغرات التي تدعم استمرارية الصادرات الروسية ومثال على ذلك عندما يخرج النفط الخام الروسي المنشأ من مصاف غير روسية بعد أن تم تحويله إلى وقود مثل الديزل ووقود الطائرات يمكن بعد ذلك تسليمه بشكل شرعي إلى الاتحاد الأوروبي لافتين إلى تأكيد شركة شل، أن الديزل الخارج من مصفاة هندية تم تغذيتها بالخام الروسي يعد ديزلا هنديا. وفى هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش إيه لخدمات الطاقة، إن أسواق النفط الخام أقرب إلى الصعود مجددا هذا الأسبوع بدعم من تخفيف قيود الصين وتباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي، علاوة على تخفيضات إنتاج "أوبك +" وقرب فرض الحظر الأوروبي على النفط الروسي المنقول بحرا بدءا من 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأشار إلى أن المناقشات في قمة المناخ في شرم الشيخ نبهت إلى الحاجة إلى كل موارد الطاقة في مزيج الطاقة العالمي على الرغم من دعم جهود تنمية الطاقة الجديدة، لكن إفريقيا تصر على الحاجة إلى تنمية الوقود الأحفوري بسبب الفجوة التنموية الكبيرة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والدول الإفريقية حيث طالبت الدول الإفريقية بتطوير إنتاج النفط والغاز لمساعدة شعوبها على الخروج من الفقر وأيضا صعوبة تخفيضات الانبعاثات. من جانبه، يرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية أن الأسعار أقرب إلى الصعود في موسم الشتاء في نصف الكرة الشمالي بسبب الحاجة إلى وقود التدفئة بكميات كبيرة في ظل أزمة الطاقة العالمية الراهنة خاصة مع خفض إنتاج المنتجين التقليديين واتساع نطاق العقوبات على موارد الطاقة الروسية بسبب الحرب الراهنة في أوكرانيا. وأشار إلى أن مؤتمر شرم الشيخ أسفر عن خطوة مهمة لتقديم مساعدات من الدول المتقدمة إلى النامية لدعم برامج تحول الطاقة ومثال على ذلك ستقدم الولايات المتحدة واليابان 15 مليار دولار إلى إندونيسيا لمساعدة الحكومة هناك على الوصول إلى هدفها المتمثل في رفع حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى 23 في المائة بحلول 2025. أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيرى أن السوق يترقب احتمال حدوث أي انفراجة تدعم المعروض النفطي، مشيرا إلى استمرار ارتفاع الطلب الأمريكي على النفط الخام، حيث لم يكن استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة بهذا الارتفاع من قبل ووفقا لإدارة معلومات الطاقة سيرتفع استهلاك الطاقة في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي في العام الجاري بزيادة 3 في المائة مقارنة بالعام الماضي حيث يستمر النشاط الاقتصادي المتزايد في دفع استهلاك الطاقة إلى أعلى. وأكد إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية أن الجميع يترقب عقوبات الاتحاد الأوروبي على واردات النفط من روسيا بعد أقل من شهر، لكن تقارير دولية تقول إن العقوبات لن تمنع صادرات النفط الروسي نهائيا إلى أوروبا حيث سيكون التركيز فقط على حظر جميع الواردات البحرية المباشرة تقريبا من الخام والمنتجات البترولية المكررة بحلول أوائل العام المقبل. ولفتت إلى بقاء إمكانية دخول بعض الإمدادات من النفط الروسي إلى الاتحاد الأوروبي بشكل شرعي وهو الأمر الذي ستحدده مصافي النفط بشكل كبير التي ستكون قادرة على شراء النفط الخام الروسي ربما بسعر أرخص بكثير من معايير الخام العالمية، فيما ستظل الشركات الأوروبية قادرة على الشحن والتأمين عليها شريطة أن تكون مشترياتها أقل من الحد الأقصى للسعر وذلك بافتراض تطبيق قرار مجموعة السبع في هذا الشأن. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة ‏قبل أن تتقلص بعض المكاسب بعد أن خففت السلطات الصحية في الصين بعض ‏القيود الصارمة المتعلقة بجائحة كورونا البلاد، ما عزز الآمال في تحسن النشاط ‏الاقتصادي والطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.‏ وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 2.49 دولار أو بنسبة ‏2.88‏ في المائة إلى ‏‏88.96 دولار للبرميل عند التسوية، لكنه تكبد خسارة هذا الأسبوع بنحو 4 في المائة، فيما ارتفعت عقود برنت 1.1 ‏ أو بنحو 2.32 دولار إلى 95.99 دولار ‏للبرميل عند التسوية، لكن الخام سجل خسائر أسبوعية بنسبة ‏2.6 ‏ في المائة.‏ وتكبد كل من الخام الأمريكي وخام برنت خسائر أسبوعية بسبب ارتفاع ‏مخزونات النفط الأمريكية واستمرار المخاوف بشأن الحد من الطلب على الوقود ‏في الصين، لكن مكاسب نهاية الأسبوع حدت من الخسائر.‏ ويعزز ضعف الدولار الطلب على النفط، لأنه يجعله أرخص للمشترين ‏من حائزي العملات الأخرى.‏ كما ارتفعت الأسعار أيضا الجمعة بعد أن عزز ارتفاع التضخم الأمريكي ‏على نحو أقل من المتوقع الآمال في أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي حجم ‏الزيادات المقبلة في أسعار الفائدة. من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 9 هذا الأسبوع في أكبر زيادة لمدة أسبوع واحد منذ نهاية تموز (يوليو). وذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات ارتفع إلى 779 هذا الأسبوع - 223 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021، و296 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019، قبل انتشار الوباء. ولفت التقرير إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة 9 هذا الأسبوع، إلى 622، بينما بقيت منصات الغاز على حالها عند 155، كما بقيت منصات متنوعة على حالها عند 2، منوها التقرير إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 4 هذا الأسبوع إلى 350، وارتفع عدد الحفارات في النسر من 1 إلى 71. وأشار إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في الرابع من نوفمبر إلى 12.1 مليون برميل يوميا، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، وزادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 400 ألف برميل يوميا حتى الآن هذا العام، و600 ألف برميل يوميا فقط مقارنة بالعام الماضي.

مشاركة :