وتأتي هذه التصريحات في وقت تجد واشنطن وأبوظبي نفسيهما على طرفي نقيض بشأن قرار منظمة "أوبك+" خفض إنتاج النفط والموقف من العلاقات مع موسكو. وقال قرقاش لخبراء ومحللين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي لمناظرات أبوظبي الاستراتيجية الذي ينظّمه مركز الإمارات للسياسات "لا مصلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الاختيار بين القوى العظمى". وأضاف "لن نضحّي تحت أي ظرف من الظروف بسيادتنا لأحد". وأثارت منظمة أوبك المكونة من 13 دولة والتي تعتبر الإمارات عضوا رئيسياً فيها، وحلفاؤها العشرة برئاسة روسيا، غضب واشنطن بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا مؤخرا بعدما كانت إدارة جو بايدن تأمل في انخفاض الأسعار. واتهمت واشنطن الدول المنتجة للنفط بمنح موسكو شريان حياة اقتصادي، لكن الإمارات التي شهدت علاقاتها السياسية والاقتصادية نموا مع موسكو في وقت تسعى واشنطن الى خنق الاقتصاد الروسي، أصرّت على أن خفض الإنتاج لم يكن لدوافع سياسية ضد الولايات المتحدة. وقال قرقاش الذي شغل في السابق منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية "نرحّب بالمشاركة البناءة للقوى العالمية الأخرى في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". وتابع أن بلاده "لا تعتمد على دولة أو دولتين فقط من أجل ازدهارنا الاقتصادي وأمننا. تتجه العلاقات التجارية بشكل متزايد إلى الشرق، بينما تتجه علاقاتنا الأمنية والاستثمارية الأساسية الى الغرب"، مضيفا "هذا الوضع قد يتطور بمرور الوقت". ولطالما كان يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها مصدر الحماية الأهم لدول الخليج الغنية في منطقة الشرق الأوسط التي تمزقّها الصراعات. وتستضيف الإمارات حاليًا قرابة 5000 جندي أميركي في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي وسفنا حربية أميركية في ميناء جبل علي في دبي. و أصرّ قرقاش على أن "العلاقة الأمنية الاستراتيجية الأساسية لأبوظبي تظلّ بشكل لا لبس فيه مع الولايات المتحدة"، لكنه دعا إلى التزامات أوضح من الجانب الأميركي. وقال "هذه الشراكة بين دولتين ذات سيادة (..) يمكننا الاستمرار في تقديرها بشكل كبير، ومع ذلك فمن الضروري أن نجد طريقة لضمان أنه يمكننا الاعتماد على هذه العلاقة لعقود قادمة (..) من خلال التزامات واضحة". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية السبت أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية قاموا بتجميع تقرير سري يفصّل "الجهود المكثفة" للتلاعب بالنظام السياسي الأميركي من جانب دولة الإمارات، مشيرين الى مساهمات في حملات انتخابية ومجموعات ضغط وغيرها من الوسائل لتوجيه السياسة الخارجية الأميركية بشكل مؤات لدولة الإمارات.
مشاركة :