من أجل بناء رأس المال البشري وضمان اكتساب الناس المهارات اللازمة للازدهار في اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية، تعمل مجموعة البنك الدولي مع الشركاء لتقديم المساندة من خلال ثلاث قنوات رئيسة: أولا: أنظمة أقوى للرعاية الصحية تساعد أنظمة الرعاية الصحية الأقوى مختلف الدول على الاستجابة بشكل أفضل للتلوث والأحوال الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية. ويحدد تقييم مواطن الضعف في مجال الصحة المناخية وأدوات تقييم المناخ والصحة والتقييم الاقتصادي للبنك الدولي، الصدمات الصحية المحتملة المرتبطة بالمناخ، ويحدد تكاليفها، ويوضح كيف يمكن للدول تدعيم الأنظمة للاستجابة لها. ثانيا: أنظمة تعليمية مراعية للمناخ يمكن لأنظمة التعليم المراعية للمناخ أن تساعد الناس على تنمية المهارات اللازمة للتخفيف من آثار تغير المناخ. ويمكن أن يساعد التدريب الفني والمهني المناسب أيضا على المساهمة في التحول الاقتصادي وفي استهلاك الطاقة الأنظف. ففي نيبال وباكستان، على سبيل المثال، يساند البنك عدة مبادرات لتعليم مزيد من الفتيات والنساء في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإعدادهن لشغل وظائف خضراء. ومن خلال برامج مثل Energy2Equal في إفريقيا وتساندها النساء في آسيا والمحيط الهادئ، تساند مؤسسة التمويل الدولية - ذراع مجموعة البنك الدولي المعنية بالتعامل مع القطاع الخاص - النساء في الوظائف والقيادة الخضراء. وتساعد الاستثمارات في البنية التحتية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ أيضا على الحد من الاضطرابات التي لها تأثير كبير في التعليم المدرسي. ثالثا: برامج جيدة التوجيه للحماية الاجتماعية ودعم سبل كسب العيش لا تساعد برامج الحماية الاجتماعية جيدة التوجيه على حماية الناس في أوقات الأزمات فحسب، بل تشجع أيضا الناس على التنويع في سبل كسب العيش الأقل عرضة لتغير المناخ. ففي مختلف أنحاء مناطق أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وإفريقيا جنوب الصحراء، وشرق آسيا والمحيط الهادئ، يساند البنك الأسر المعيشية الفقيرة من خلال 157 برنامجا للشمول الاقتصادي القادر على الصمود في وجه تغير المناخ، تتجاوز المنافع النقدية، ما يساعد في بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل من خلال تحسين إدارة الموارد، ومهارات ريادة الأعمال، وتوفير سبل كسب العيش وفرص العمل الخضراء. وفي استجابتنا الحالية لأزمة الغذاء، تقترن المساعدة المقدمة للمزارعين للحصول على مستلزمات الإنتاج بالممارسات الزراعية المستدامة، بما في ذلك استخدام الأسمدة. ويجب على المجتمع الدولي أن يتكاتف لوضع الناس في صميم أجندة تغير المناخ. وسيتخذ إجراءات منسقة على جميع المستويات وفيما بين القطاعات لمنع الآثار الطويلة الأجل على رأس المال البشري التي يمكن أن تضيع مكاسب رأس المال البشري التي تحققت على مدى عقود. وفي المرحلة المقبلة، سيتيح التحول نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات الكربونية فرصا جديدة. وسيتطلب ذلك وجود أشخاص أصحاء على استعداد للاضطلاع بوظائف المستقبل بالمهارات المناسبة، والإسهام في زيادة الإنتاجية والنمو. ويجب أن نضع الناس في صميم الاستجابة العالمية لتغير المناخ، حتى يتسنى للناس وعائلاتهم الاستفادة من التنمية الخضراء والقادرة على الصمود والشاملة للجميع.
مشاركة :