السياسات المالية العامة وتغير المناخ «2 من 2»

  • 10/24/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إذا اتخذت البلدان إجراءات فردية، فقد تتردد في التعهد بفرض رسوم أعلى على الكربون، لاستشعارها القلق، مثلا، من أثر ارتفاع تكلفة الطاقة على تنافسية صناعاتها. ويمكن للحكومات معالجة هذه المشكلات بالاتفاق على حد أدنى لسعر الكربون للبلدان ذات المستويات العالية من الانبعاثات. ويمكن تحقيق ذلك بصورة منصفة مع فرض حد أدنى سعري أكثر تشددا للاقتصادات المتقدمة. فعلى سبيل المثال، إذا فرض حد أدنى لسعر الكربون قدره 50 دولارا و25 دولارا للطن في عام 2030 لبلدان مجموعة العشرين المتقدمة والنامية، على الترتيب، يمكن خفض الانبعاثات بأكثر من 100 في المائة، مقارنة بمستوى التعهدات الحالية للبلدان في إطار اتفاق باريس المعني بتغيير المناخ لعام 2015. ويمكن للبلدان التي ترغب في استخدام سياسات مختلفة، على غرار القواعد التنظيمية لتخفيض معدلات الانبعاثات أو الحد من استهلاك الفحم، أن تنضم إلى اتفاق الحد الأدنى السعري إذا قامت بحساب سعر الكربون المعادل في سياساتها. إن نظام الرسوم والتخفيضات feebates خيار آخر متاح لصناع السياسات. وكما هو ظاهر من الاسم، تقوم الحكومات وفقا لهذا النظام بفرض رسم على المتسببين في التلوث، ومنح تخفيض لمن يتبعون ممارسات مواتية للبيئة وكفؤة في استهلاك الطاقة. وتشجع نظم الرسوم والتخفيضات الناس على تخفيض الانبعاثات باختيار مركبات هجينة بدلا من المركبات عالية الاستهلاك للوقود، أو استخدام أنواع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بدلا من الفحم. وينبغي أن تذهب السياسات إلى أبعد من مجرد رفع سعر الانبعاثات الناتجة عن توليد الكهرباء أو النقل المحلي. ومن الضروري أيضا تطبيق نظم لتسعير أنواع أخرى من الغازات الدفيئة، كالتي تنشأ عن أنشطة الحراجة والزراعة والصناعات الاستخراجية، وإنتاج الأسمنت والنقل الدولي. وتحتاج الحكومات إلى اعتماد إجراءات لدعم الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة. ويشمل هذا تحديث شبكة الكهرباء لتتلاءم مع الطاقة المتجددة، والقيام بأعمال البحوث والتطوير، وإيجاد حوافز للتغلب على الحواجز أمام التكنولوجيات الجديدة، كالوقت الذي تحتاج إليه الشركات لإنتاج الطاقة النظيفة بكفاءة. ويبحث العالم الآن عن سبل لتعزيز الاستثمار والنمو المؤديين إلى توفير وظائف جديدة. ولا توجد وسيلة للقيام بذلك أفضل من الاستثمار في الطاقة النظيفة، لإبطاء وتيرة تغير المناخ والتكيف مع آثاره. وقد يبدو التحول إلى الطاقة النظيفة مهمة صعبة، ولكن صناع السياسات يمكنهم العمل على إحداث تحول في المسار الحالي لتغيير المناخ. وكما قال نيلسون مانديلا ذات مرة: "دائما ما يبدو الأمر مستحيلا إلى أن يتم".

مشاركة :