درس المولد.. تاريخي - عثمان أبوبكر مالي

  • 11/16/2022
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

حالة من الارتباك والتردد الكبير تصيبان بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم عند إصدارها قرارات تتعلق بقضايا أو مخالفات رياضية أو تعاقدية لها علاقة بأطراف أو جهات خارجية سواء كانت منظمات دولية أو اتحادات أهلية، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم أو حتى لجان قضائية وتحديداً، محكمة التحكيم الرياضي الدولية (كاس) سواء تعلق الأمر بلاعبين محترفين أجانب أو حتى محليين، ويتضح ذلك بالرجوع إلى بعض القضايا والربط بينها، فيظهر فيها التأخر الطويل قبل صدور القرارات التي تتعلق بها، وتمطيط الوقت قبل النطق بالأحكام الابتدائية ومن ثم النهائية، وقد يظهر تناقض في صدور بعض الأحكام وتضاربها مع سابقة لها، قبل الوصول إلى نقضها (أحياناً) من جهات أعلى. هناك أكثر من مثال يدلل على هذا الكلام، وأكده القرار الأخير الذي أصبح حديث الساعة في الوسط الرياضي المحلي، وتم تداوله بشكل موسع عبر وسائل الإعلام القارية والدولية المهتمة بالحدث الرياضي الكبير (نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022م في الدوحة) وهو قرار استبعاد الكابتن فهد المولد من قائمة الأخضر السعودي النهائية بعد إعلانها وتقديمها رسمياً، مما أوجد حالة من الذهول وعلامات الاستفهام حول ما حدث وما كان يجري في المنتخب، خاصة وأن بيان الاستبعاد لم يقدم معلومات فيها مبررات مسكتة، فالبيان ارتكز على أن هناك مشاورات داخلية تمت في المنتخب بعد (مشاركة وجهات النظر مع الإدارة القانونية بالاتحاد السعودي لكرة القدم ومحامي الاتحاد السعودي لكرة القدم ) والسؤال لماذا لم يتم التشاور في نظامية ضم اللاعب من عدمها، بعد صدور قرار تخفيف عقوبته من مركز التحكيم الرياضي للمنتخب وقبل إعلانه رسميا؟ ولماذا تأخر أيضاً التشاور بعد ظهور قرار الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) الاستئناف ضد القرار الذي صدر في منتصف شهر أكتوبر، وكان هناك وقت كافٍ لدراسته والتعامل معه قبل اتخاذ (القرار النهائي) بشأن وجود اللاعب في القائمة، وبالتالي إمكانية خروجه بهدوء مع الأسماء التي استبعدت (فنياً) قبل تسمية وإعلان القائمة النهائية، لا أن يأتي الإبعاد بعد إعلانها بل تسليمها رسمياً. وإذا كان قرار الاستبعاد (مفهوم ومهضوم) كإجراء احترازي - كما قال البيان - يبقى السؤال لماذا تأخركل الوقت الفاصل بين توقيت صدوره وتوقيت صدور قرار تخفيف العقوبة من مركز التحكيم الرياضي؟ أليس في هذا التأخير تأكيد على (ارتعاش القرار) في بعض لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى مستوى عال؟ وهذه ملاحظة ترددت وقيلت كثيراً في مناسبات عديدة، على مستوى الأندية وعلى مستوى المواقف وعلى مستوى بعض الأحكام والقرارات، لكن وصولها إلى مستوى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، بكل ما يحيط به من اهتمام وأجهزة وخبراء ومستشارين يزيد من علامات الاستفهام، قبل أن تزداد وتهتز الثقة أكثر في لجان الاتحاد وبالتالي في مجلس الإدارة برمته. كلام مشفر o أتخيل مستوى الضرر النفسي الشخصي والعائلي الذي حصل للاعب فهد المولد بسبب توقيت خروجه من المشاركة مع منتخب بلاده، وبعد الحماس الكبير الذي كان عليه والجهد الذي بذله ليكون في مستوى الثقة والتواجد والمشاركة مع منتخب بلاده، ومن المنتظر أن يكون للموضوع تبعات قادمة بعد صدور القرار النهائي المتعلق بقضيته. o القرار التاريخي يتحمل اللاعب ولاشك تبعاته، فقد كان الخطأ - أياً كانت المبررات - في الأساس خطئه لوحده، وأخذه (خطوة طبية) دون الرجوع إلى طبيب النادي أمر خاطئ، غير صحيح وغير مقبول من لاعب محترف ودولي. o ومن المهم أن يستوعب كل لاعب بل (كل رياضي) درس المولد الذي حصل فهو درس تاريخي يتجاوزه ليكون (عبرة) وليصل إلى كل من يهتم باسمه وتاريخه وسمعته واحترافيته واستمراريته في مجاله، بغض النظر عن النهاية التي ستكتب للاعب (وكسبه للاستئناف من عدمه). o اليوم يخوض الأخضر السعودي مباراته الودية الثامنة أمام منتخب كرواتيا، قبل السفر إلى الدوحة من أجل المشاركة في المونديال السادس، وهي المباراة الأخيرة للأخضر في برنامج إعداده (المتدرج) والذي بدأ من نهاية سبتمبر الماضي بلقاء الإكوادور، وبغض النظر عن نتيجة المباراة غير المهمة، فإن الأهم هو (الحالة العامة) للمظهر الذي سيقدمه اللاعبون والذي نأمل أن يكون البداية التي تمتد إلى المباريات الثلاث المنتظرة في المونديال ويا أخضر.. قداااام...

مشاركة :