من يد غالية أمينة، وبأبوة صادقة وحانية، سلَّم نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد الأمين، كأسه الغالية لقائدي فريق الاتحاد لكرة القدم، بعد رعايته المباراة النهائية، وبعد الفوز الصريح والمستحق على فريق النصر في مهرجان كروي قدمه الفريقان بحضور جماهيري كبير لمختلف أطياف الوطن. البطولة الاتحادية الجديدة تحمل الرقم (55) في سجل بطولات النادي، وهي بطولة كبيرة، بل (تاريخية)، تحمل الكثير من الدلالات والمعاني، ولها الكثير من العناوين العميقة والمؤثرة.. من حيث الدلالات فهي تأكيد لمقولة الاتحاديين إن النمر يجمح دومًا من عمق الإحباط، ومن شرنقة الضغوط، ويتنفس من رحم المعاناة، ويقفز من ركام السقوط، ويقف قويًّا في عز الوهن والضعف، وفي لحظة اعتقد المنافسون والخصوم الألداء أنه لن يعود، بل لن يقف، فإذا به ينهض قائمًا، وينتشي قويًّا، ويستمر مفترسًا.. وليس أبلغ دليل على كل هذا من حالته اليوم وهو يتوج بطلاً، ويحمل كأسًا من حالته قبل عام، بل قبل تسعة أشهر فقط، وكانت حالة لا تسر العدو قبل الحبيب.. ويكفي أن أحد أقرب رجالاته قال قبل عام إن (الاتحاد لن يعود قبل أقل من خمسة أعوام)، لكنه عاد خلال أشهر قليلة بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفعل المخلصين من أبنائه ورجالاته. من حيث العناوين فهذه البطولة تاريخية (وأصر على أنها تاريخية، شاء من شاء وأبى من أبى)، تحمل العديد من العناوين البراقة؛ فهي بطولة الوفاء، وفاء (الصادقين)، وقد جسدوه في تسابقهم نحو إهداء الكأس إلى (روح الفقيد) الغالي، فخامة الرئيس أحمد عمر مسعود - يرحمه الله -. وهي بطولة الأوفياء، أوفياء الدرب للمرحوم من أعضاء مجلس إدارته الذين أكملوا المسيرة التي بدأها متسلمًا النادي وهو يعاني من (دمار شامل)؛ ليعلن بداية (حقبة تاريخية) جديدة متسلحًا - بعد الله - بأوفياء دربه بداية بأبنائه اللاعبين، الذين أعاد زراعة (روح الاتحاد) فيهم، ومنها استمدوا العزيمة والقوة والإصرار.. ومن أوفياء الدرب جماهير النادي الغفيرة (جماهير الكيان)، وليس الشخصيات أو الأسماء، الأوفياء لمبادئه وتاريخه وشخصياته الوفية، التي تخدمه وتقدمه وتبذل من أجله ومن أجل استمرار مسيرته. ومن أوفياء المسيرة أعضاء الشرف الرموز والكبار والمعروفين، وبشكل خاص (التكتل) الذي شارك في صنع البداية وانطلاقتها ودعمها، وتمسك باستمرارها، و(راهن) عليها، وكان صاحب يد طولى وقوية في نجاحها. ومن أوفياء المسيرة (من الإعلاميين الشرفاء) حملة القلم النظيف بأمانة وإخلاص، وتقديم وتقدير للكيان، للنادي وليس الأشخاص أو الأسماء. ولو أردت أن أكتب عن دور (أوفياء المسيرة) للمسعود ـ يرحمه الله ـ فلن تكفي مساحة المقال، ولا ضعفه، ولكنها (إشارات) ضرورية، ووقفات مهمة، لا بد من طرحها في (عجالة) من أجل التاريخ، وأيضًا من أجل الوفاء للأوفياء. كلام مشفر * «ألف مبروووك» من جديد لكل الاتحاديين، وألف شكر لإدارة النادي بقيادة ربانها الماهر الوفي (التلميذ النجيب) المهندس حاتم باعشن رئيس النادي، ونائبه (الابن البار) عمر أحمد مسعود، وبقية زملائهم أعضاء المجلس والجهاز الإداري لفريق كرة القدم. * وتهنئة من القلب للجهاز الفني بقيادة التشيلي والداهية الجديد (خوزيه سييرا) ومساعديه، وجهازه الإداري المساعد (عاطف طاشكندي وسلطان ينبعاوي والدولي كمال أبشر ولقمان)، وقد كوّنوا جميعًا (فريقًا) يعمل بإخلاص وجهد، وعلى مدار الساعة. * تهنئة خاصة لمساعد سييرا المدرب الوطني الكابتن حسن خليفة، الذي كان أول من لبى نداء (الوفاء)، وبدأ لبنات إعداد الفريق، وواصل المسيرة حتى النهاية، رغم كل ما تعرض له من أكاذيب واتهامات باطلة، وتحريض وإسقاطات، وكان رده دومًا المزيد من الحضور والعمل. * شكرًا له على تحمله الكبير، وقد كان واحدًا من رموز الوفاء والصبر والتقدير والإصرار على صناعة مجد جديد وصفحات إضافية للنادي ولتاريخه ومسيرته العملية. * وبالمناسبة، غالبية الذين كانوا يهاجمون حسن خليفة ويتهمونه زورًا وبهتانًا كانوا إما أذنابًا أو (مخربين) أو أصحاب مصالح.. وجوده يعطلها ويبعدهم عنها لمعرفته بالأشخاص والأسرار، أو (وكلاء) لاعبين فاشلين لم يتمكنوا من إقناع المدرب فاختفوا خلف الإسقاطات وكذبة محاربتهم؛ والدليل أن الذين (أقنعوا) المدرب شاركوا واستمروا وتألقوا، مثل المزيعل والسميري والواعد الجديد عماد النجار. * ولا يمكن أن أنسى الوطني الآخر الكابتن علاء رواس مدرب الحراس، وجهده وعمله واضحان جدًّا في مستوى وأداء حارسي المرمى فواز وعساف، وهما (شهادة) نجاح موثقة لمن يفهمون ويقدرون.. و.. كل بطولة والاتحاد عميد.
مشاركة :