تجسد التقارب بين إيران والولايات المتحدة السبت بالإفراج عن سجناء من البلدين في إطار عملية تبادل تتزامن مع الاستعداد لاعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران، وأفرجت ايران عن اربعة ايرانيين يحملون الجنسية الاميركية بينهم رضائيان، في حين «عفت» الولايات المتحدة عن سبعة ايرانيين، كما قال مسؤول اميركي مؤكدا معلومات نشرتها في وقت سابق وسائل اعلام ايرانية رسمية ومدعي عام طهران. وإعلان البلدين الافراج عن سجناء يتزامن مع لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنظيره الايراني جواد ظريف في فيينا لإعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى والذي سترفع بموجبه العقوبات الدولية المفروضة على طهران حيث لم يتبق عليه سوى مسائل فنية قليلة، وأكد مسؤول ايراني ان عملية الافراج «قائمة» مساء امس السبت. وأوضح السفير الايراني لدى الامم المتحدة ان سويسرا التي تمثل مصالح الولايات المتحدة في ايران سهلت هذا الاتفاق، لافتا الى ان المفاوضات استمرت عاما. كذلك أفرجت السلطات الايرانية عن اميركي خامس هو ماثيو تريفيتيك الذي لم يسبق ان أعلنت معلومات عن اسمه ومصيره، ولكن في اطار آلية دبلوماسية لا صلة لها بتبادل السجناء. وكان مدعي عام طهران عباس جعفري دولت ابادي اول من احدث مفاجأة السبت بإعلانه انه «في اطار المصلحة الوطنية وطبقا لقرار المجلس الاعلى للامن القومي افرج عن اربعة سجناء ايرانيين يحملون جنسية مزدوجة في اطار تبادل السجناء». وأشهر السجناء مراسل الواشنطن بوست جايسون رضائيان. والمدان بتهمة «التجسس» و»التعاون مع حكومات معادية». وزوجته الصحافية ايضا اعتقلت قبل ان يفرج عنها. وإضافة الى رضائيان افرج عن القس سعيد عابديني وامير حكمتي ونصرة الله خسروي بحسب الواشنطن بوست ووسائل اعلام ايرانية. والقس عابديني المسجون منذ سبتمبر 2012 متهم بـ«بالاخلال بالامن القومي» لأنشطته الدينية، وحكمتي الذي اعتقل في اغسطس 2011 البالغ الثلاثين من العمر أدين بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) رغم نفي واشنطن، وأعلنت واشنطن ان طهران «التزمت ايضا مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة لتحديد مصير روبرت ليفنسون»، العنصر السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الذي فقد في ايران قبل أعوام. وكان الايرانيون السبعة الذين افرجت عنهم واشنطن، وبينهم ستة يحملون جنسية مزدوجة، ملاحقين او صدرت بحقهم أحكام في الولايات المتحدة لبيع ايران معدات صناعية خصوصا للاقمار الاصطناعية، ومعدات الكترونية وأجهزة ملاحة في انتهاك للعقوبات الدولية ضد طهران. وقال الإعلام الايراني ان السجناء السبعة هم نادر مدانلو وبهرام مكانيك وخسرو افقهي وآرش قهرمان وتورج فريدي ونيما كلستانة وعلي صابونجي. وفي نهاية سبتمبر اعلن الرئيس الايراني ان بلاده مستعدة لعملية تبادل سجناء مع واشنطن، وقطعت إيران والولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية في 1980 لكن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ ابرام الاتفاق النووي في 14يوليو في فيينا الذي ينص على رفع العقوبات الدولية لقاء تعهد طهران بالعدول عن السعي لحيازة السلاح الذري. كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية السبت إنها اسقطت طلبا دوليا لاعتقال 14 إيرانيا بشأن انتهاكات تجارية وأسقطت الاتهامات الموجهة لهم في الوقت الذي يستعد فيه الدبلوماسيون لتخفيف العقوبات عن طهران. وأضافت الوزارة في بيان «الولايات المتحدة... ألغت أي مذكرة اعتقال حمراء صادرة من الانتربول وأسقطت أي اتهامات ضد 14 إيرانيا بعد أن خلصت إلى أن طلبات تسليمهم لن تكلل بالنجاح على الأرجح.»
مشاركة :