«المنبعث» و«ماد ماكس: طريق الغضب» في مقدمة ترشيحات الأوسكار

  • 1/17/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في حفل جمع ألوف المتابعين مباشرة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع بعض أهم المواقع الإعلامية، تم يوم أمس الخميس إعلان الترشيحات الرسمية لجوائز الأوسكار الأميركية في النسخة الثامنة والثمانين التي ستوزع في الثالث والعشرين من الشهر المقبل. المسافة بين اليوم وذلك التاريخ تزيد عن شهر وأسبوع، لكن الحديث إذ بدأ الآن، لن يتوقف خصوصًا وأن هناك أسماء فاجأت الأكاديمية الجميع بإدراجها، وأخرى فاجأتهم بتجاهلها. كذلك هناك حقيقة أن الأفلام التي تم استيعابها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم (ثمانية) ليست متساوية في كل الأحوال. كالعادة سيتم التحيّـز لأفلام ضد أخرى ما يثير التساؤل حول دوافع ضمها عنوة عن أفلام أخرى غائبة. * غياب الأقليات بداية، وعلى سبيل المثال، نجد أن المخرج ريدلي سكوت الذي فاز فيلمه «المريخي» بجائزة غولدن غلوب كأفضل فيلم درامي ليس مطروحًا في عداد المتسابقين لأوسكار أفضل مخرج. الممثل جوني دَب الذي قدّم هذا العام أحد أفضل أداءاته منذ سنوات بعيدة عبر فيلم «قداس أسود»، اكتشف أنه لم يستطع جمع أصوات كافية لضمّـه إلى ترشيحات أفضل الممثلين في الأدوار الرئيسية. وفيلم «غرفة»، الذي شغل بال عدد كبير من المهتمّـين بشؤون السينما لفوز بطلته بري لارسون بتقدير النقاد وبجائزة غولدن غلوب أخرى عن دورها البطولي هناك، تم تجاهله تمامًا هنا. لكن إذا ما كان كل ذلك وسواه من الأمور المتوقعة، إذ لا بد أن يتم تغييب البعض لصالح البعض الآخر في نطاق عملية مشهود لها أن انتخابية سليمة الإجراءات تستجيب لقرارات وأصوات نحو 6000 عضو في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، مانحة الأوسكار، على نحو ديمقراطي حقيقي، فإنه من الصعب قبول حقيقة أن كل الذين فازوا بالترشيحات من ممثلين وممثلات ومخرجين ومديري تصوير أو كتاب سيناريو هم من البيض وحدهم. الكثير في آخر نظرة على مواقع المؤسسات السينمائية تساءل عن أين غابت القوّة السوداء التي منحت قبل عامين ترشيحات سخية للسود تمثلت بوجود شيتوتيل إيفيجور، بطل فيلم «12 سنة عبدًا» وبالممثلة المساندة في الفيلم ذاته لوبيتا نيونغ بين المرشحين. إيفيجور لم ينل الأوسكار (إذ خطف الجائزة ماثيو ماكونهي عن «دالاس بايرز كلوب») لكن نيونغ نالت أوسكار أفضل ممثلة مساندة عنوة عن كل الأسماء الشهيرة التي خاضت السباق معها ومن بينها البريطانية سالي هوكينز والأميركيتان جوليا روبرتس وجنيفر لورنس. أكثر من ذلك، نال «12 سنة عبدًا» أوسكاري أفضل فيلم وأفضل سيناريو، في حين نال المكسيكي ألفونسو كوارون أوسكار أفضل مخرج عن «جاذبية». ولا يُـخفى أن الممثل الصومالي بارخاد عبدي كان من ضمن المرشحين في فئة أفضل تمثيل رجالي مساند عن دوره في «كابتن فيليبس». هذا العام كان هناك عدد لا بأس به من الأفلام التي أخرجها أو قام بالتمثيل فيها لاتينيون وأفارقة من بينهم إدريس ألبا الذي اُحتفي بدوره، في فيلم «وحوش بلا أمّـة»، في مناسبات عدّة خلال الأشهر القليلة الماضية لكنه لم يجد لنفسه موطئ قدم في الترشيحات الرسمية. المخرج ف. غاري غراي الذي قدّم فيلمًا جيّـدًا اعتلى نجاحات على مستويات متعددة عنوانه «مباشرة من كومبتون» اختفى ذكره كذلك المخرج رايان كوغلر مخرج الفيلم الجيد «كريد». كذلك وجد بطل الفيلم مايكل ب. جوردان نفسه منفيًا من الاحتمالات في الوقت الذي اختفى تمامًا أيضًا الممثل بينيثيو دل تورو عن الترشيحات عن «سيكاريو» بين مرشحي مسابقة أفضل فيلم مساند، هو المرشّـح لجائزة «بافتا» عن دوره هذا. ما سبق دفع، حتى الآن، السياسي الاجتماعي آل شاربتون، لإصدار تصريح انتقد فيه غياب المواهب الأفرو-أميركية منددًا بما اعتبر أنه كشف «للوجه الليبرالي والتقدمي المزيف» لهوليوود وذلك على الرغم من قيام الأكاديمية المسؤولة بدعوة 322 شخصًا من غير البيض للانضمام إلى عضويتها الأمر الذي أثار قبولاً حسنًا بين جهات ومؤسسات حقوقية ومدنية مختلفة. إذ تكبر كرة الثلج هذه لتصل، على الأرجح، إلى إحداث مزيد من ردود الفعل والتجاذب بين أطراف مختلفة، تبقى الأفلام التي أعلن عن دخولها الترشيحات الرسمية، والمواهب التي تم إطلاق أسمائها لتواكب الحفل في الثالث والعشرين من فبراير (شباط)، المثار الحقيقي للاهتمام حول العالم. هذه الترشيحات تصب في كيانات مختلفة تبعًا للفئات التي تنتمي إليها بالطبع. وهناك ما يكفي من الحلوى لكي تنتشر على 29 فئة مختلفة من الأفلام الروائية الطويلة إلى تلك القصيرة ومن التمثيل إلى الكتابة والتصوير مرورًا بالجوائز الفنية المتعددة (توليف وتوليف صوتي وموسيقا) وبأفلام تسجيلية وأعمال أجنبية. * غزو غير أميركي «سبوتلايت»، الفيلم الذي يدور في عالم الصحافة من ناحية والمؤسسة الكاثوليكية من ناحية أخرى مبنيًا على وقائع حقيقية خلال أواخر التسعينات ومطلع القرن الحالي، وجد لنفسه مكانًا في ترشيحات أفضل فيلم، كذلك ثلاثة أفلام عن السعي من أجل البقاء على قيد الحياة متمثلة بأفلام «المريخي» و«المنبعث» و«ماد ماكس: طريق الغضب». الفيلم التشويقي «جسر الجواسيس» حول إطلاق سجين سوفياتي مقابل سجينين أميركيين (وهو بدوره مأخوذ عن وقائع حقيقية) يقابله «غرفة» حول هروب سجينة وابنها من معتقل وحش آدمي، وهو من بطولة نسائية (لبري لارسون) كذلك حال «بروكلين» فهو أيضًا من بطولة نسائية لساويريس رونان. الفيلم الثامن بين تلك المرشّـحة عبارة عن ذلك الفيلم الكوميدي النبرة الذي يدور في إطار الوضع الاقتصادي للعام 2008 وعنوانه «ذا بيغ شورت». على الجانب الكرتوني من الأفلام هناك ثلاثة أفلام غير أميركية هي «الولد والعالم» للبرازيلي ألي أبريو و«عندما كان مارني ثلاثة» للياباني هيروماسا يونيباياشا والفيلم الفرنسي التمويل (من قِـبل «استوديو كانال») «شون ذا شيب موفي» للمخرجين رتشارد ستارزاك ومارك بورتون. الفيلمان الباقيان واحد منهما لجميع الأعمار وهو «إنسايد آوت» والثاني للراشدين وهو «أنوماليزا» من رسم دوك جونسون وكتابة تشارلي كوفمن. على صعيد الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية نجد «ذيب» للأردني ناجي أبو نوار في قائمة من خمسة أفلام تدخل أتون هذا السباق المهم. الفيلم يبدو الآن آيلاً إلى أصعب مراحل فوزه وهو العمل الذي يستحق التقدير فعلاً كونه أحد أبدع الأفلام العربية التي تم إنتاجها في العامين الماضيين والوحيد الذي غزا الأسواق الدولية على نحو واسع، كما كان الحال بالنسبة لفيلم «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور قبل ثلاثة أعوام. في المقابل هنا «ابن شاوول» من المجر و«موستانغ» الفرنسي و«حرب» الدنماركي و«أحضن الأفعى» القادم بثلاث رايات لاتينية هي كولومبيا وفنزويلا وأرجنتينا. وهناك دول أخرى متعددة في سباق أوسكار أفضل تسجيلي طويل ولو أنها جميعًا ناطقة بالإنجليزية. من بريطانيا «آمي» لعاصف قبضايا و«ماذا حدث مس سايمون؟» لليز غاربوز. كلا هذين الفيلمين، للملاحظة، عن فنانتين موسيقيّـتين شهيرتين فالأول عن حياة آمي واينهاوس، المغنية البريطانية التي توفيت نتيجة الإفراط في الشرب في العام 2011 عن 27 سنة فقط، والثاني عن المغنية الرائعة نينا سيمون (1933 - 2003) التي غنّـت الصول والبلوز للعشاق كما لهواة الأغنية السياسية. الفيلم الأوكراني عن الثورة التي أطاحت، تدريجيًا بالرئيس السابق وأدت إلى نشوب نزاع روسي - أوكراني حالي «شتاء على نار» هو ثالث هذه الأفلام التسجيلية الساعية للأوسكار في هذا النطاق. الفيلمان الآخران هما «نظرة الصمت» لجوشوا أوبنهايمر، سياسي آخر حول إعدامات السُـلطة الإندونيسية في ستينات القرن الماضي و«كارتل لاند» لماثيو هاينمان عن الحرب ضد عصابات الكارتل المكسيكية على الحدود الأميركية وفي داخل المكسيك ذاتها. * ممثلون وممثلات خمسة فقط من مخرجي الأفلام الثمانية المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم موجود في سباق الإخراج وهم اليخاندرو غونزاليز إيناريتو عن «المنبعث» وتوم ماكارثي عن «سبوتلايت» وجورج ميلر عن «ماد ماكس: طريق الغضب» وآدام ماكاي عن «ذا بيغ شورت». المخرج الخامس هو ليني أبرامسون عن فيلم «غرفة». على صعيد التمثيل يعاود إيدي ردماين عن «الفتاة الدنماركية» وليوناردو ديكابريو عن «المنبعث» وبرايان كرانستون ومات دامون عن «المريخي» التنافس وجهًا لوجه بعد منافستهم على جوائز الغولدن غلوبس. الوحيد الجديد في هذا الإطار هو مايكل فاسبيندر الذي غاب في تلك الجوائز ويظهر هنا عن دوره في «ستيف جوبز». نسائيًا لدينا شارلوت رامبلينغ عن «45 سنة» وجنيفر لورنس عن «جوي» وساويريس رونان عن «بروكلين» وبري لارسون عن «غرفة» وكايت بلانشيت عن «كارول» وكلهن، باستثناء رامبلينغ، ينافسن على جائزة غولدن غلوب. في فئة الممثلين المساندين لدينا مارك ريلانس عن «جسر الجواسيس» وسلفستر ستالون عن «كريد» (نال حظه بغولدن غلوب عن الفئة ذاتها) وتوم هاردي عن «المنبعث» ثم الجيد مارك روفالو عن «سبوتلايت» وكريستيان بايل عن «ذا بيغ شورت». نسائيًا في هذا الإطار نجد البريطانيتين كيت ونلست عن «ستيف جوبز» (وهي نالت الغولدن غلوب عن هذا الفيلم أيضًا) وإليسا فيكاندر عن «الفتاة الدنماركية». باقي المتسابقات هن جنيفر جاسون لي عن «الكارهون الثمانية» وراتشل ماكادامز عن «سبوتلايت» وروني مارا عن «كارول».

مشاركة :