تفضّل العديد من النساء نقل لقاءات الاصدقاء وحتى الأقارب خارج المنازل، وتحديداً في المقاهي، حيث تسعى المضيفة إلى حجز غرفة في أحد المقاهي وتدعو ضيوفها، لتتولى عاملات المقهى واجب الضيافة على شرفها. ولم يؤثر الزحام الشديد على تزايد عملاء المقاهي، حيث تراهم يصطفون في طوابير انتظاراً لموعد حجزهم، والاستمتاع بما لذ وطاب من القهوة والحلويات وبعض المأكولات الخفيفة، كذلك استثمار التنوع الكبير في المقاهي من إيطالي، وتركي، وفرنسي، وشرق آسيوي، وغيرها. وتصدرت المقاهي الإيطالية رضى معظم النساء، خاصة تلك التي تقدم "السوفلية" و"الفوندو"، كما تختلف عدد الزيارات للمقاهي من امرأة لأخرى، فهناك من تكرر حضورها مرتين إلى ثلاث في الشهر، فيما بالغ البعض بالتردد شبه اليومي؛ مما أفرز أسلوب حياة جديد في عالم ترفيه المرأة السعودية، إذ لاقت هذه المقاهي إقبالاً منقطع النظير، وأصبحت متنفساً جديداً لقضاء أوقات الفراغ مع الأهل والأصدقاء، أو ملجأ للإستذكار بعيداً عن صخب البيوت. الفترة الصباحية وذكرت "سمر البقمي" أنّ الأوقات الصباحية هي أفضل الأوقات للخروج، بسبب أنّ الفترة المسائية تكتظ بزحام كبير، مما يفقد الخروج متعته، حيث يتطلب الأمر انتظاراً قد يطول، مشيرةً إلى أنّ الفترة المسائية يكثر بها اصطحاب الأطفال بخلاف الفترة الصباحية، التى يكونوا فيها بمدارسهم، مما يخفف الضوضاء، ويزيد من فرصة الاستمتاع بالأجواء. وأوضحت "غريبة محمد" أنّ الفترة الصباحية تكون الطرق أقل زحاماً، والوصول إلى المكان المحدد يكون في أقل وقت، مقارنة بالفترة المسائية التى يحتاج فيها الشخص إلى قرابة الساعة وأكثر للوصول إلى المكان المقصود، معتبرةً أنّ ديكور المقهى أكثر ما يجذبها، وأول مميزات المكان عن غيره، فهي ليست من عشاق القهوة ولا متذوقى الحلويات، مبيّنةً أنّ مؤشر الأسعار يتراوح بين المتوسط والغالي. عملاء من الجنسين وكشف "إبراهيم عوّاد" - مدير مقهى - أنّ الإقبال على المقهى يكون أكثر في الفترة الصباحية من المسائية؛ بسبب تنوع وجبة الإفطار، وهدوء المقهى، لافتاً إلى أنّ عملائهم من الجنسين، ولكن (80%) منهم نساء، مبيّناً أنّ (40%) من دخل المقهى للوجبات، و(60%) للمشروبات. وبيّن "شربل مشنتف" -مدير مقهى- أنّ الفترة المسائية هي الأكثر زحاماً خلال أيام الاسبوع والإجازات، موضحاً أنّ لإسم المقهى دور في جذب العملاء بشكل عام، مشيراً إلى أنّ (20%) من العملاء يطلبون وجود حاجز بين طاولة وأخرى، موضحاً أنّ هناك تباين في أراء العملاء حول الأسعار، وقد تختلف من زائر الى آخر بحسب تنوع إختياره، لافتاً إلى أنّ العديد من العملاء يكررون زياراتهم للمقهى، وأحياناً تكون الزيارة يومية أو أسبوعية. تكاليف منخفضة ولفتت "وسام السيف" إلى أنّ اللقاء بالأصدقاء خارج المنزل يخفف الكثير من العبء على المضيف، حيث كل شي متوافر وجاهز، مما يجعل الجميع يستمتع بالوقت، إلى جانب قلة التكلفة مقارنة بالاستقبال في البيت، إذ يحتاج الى تجهيز مسبق للضيافة؛ مما قد يرهق المضيف -نوعا ما -، ويجعله مشتتاً وقت الاستقبال، معتبرةً ذلك نوعّ من كسر الروتين. ورأت "عبير المطيري" أنّ الحلويات هي التي تجذب العملاء، وتميّز المحل عن غيره، مشددةً على ضرورة وجود حجز في المقاهي، نظراً لوجود العديد من الأخرى المفتوحة للجميع، منوهةً بأنّ الأسعار متاحة في متناول الجميع، واختلافها مرتبط بمعايير الجودة والمذاق من مقهى لآخر. متغيرات مجتمعية وقالت "ريم عبدالمحسن الإبراهيم" - اخصائية اجتماعية -: "هناك عدة أسباب مختلفة لإرتفاع نسبة إقبال النساء على المقاهي، ومن أهمها تلك التغيرات التي طرأت على المجتمع في السنوات الأخيرة، فتغيرت تبعاً لذلك الكثير من العادات، فقد كانت المقاهي في العقود الماضيه حكراً على الرجال فقط دون النساء، اللاتى ليس لهن خيار إلا تبادل الزيارات داخل المنازل"، موضحةً أنّ الوضع الآن قد تغيّر تماماً، فقد خصصت أماكن خاصة بالنساء، وأخرى خاصة بالعوائل، التى قد تجد فيها النساء جزء من خصوصيتهن عند اللقاء. وأضافت أنّ النساء أصبحن يفضلن لقاء الأصدقاء خارج المنزل؛ للإبتعاد قليلاً عن المسؤوليات الواقعه على عاتقهن، وأخذ جزء من الراحة للعودة مرة أخرى لإكمال مسؤوليتهن بطاقات إيجابية أكثر، لافتةً إلى حاجة ربة الأسرة -إن لم تكن موظفة- في الغالب إلى كسر روتينها اليومي، وتجديد نشاطها والابتعاد عن البيت قليلاً. وأشارت إلى أنّ المقاهي قد تتميز عن غيرها من الأماكن، حيث أنّ اللقاء قد ينتهي في تمام الساعة الحادية عشر كحد أقصي وقت إغلاق المقاهي العائلية، موضحةً أنّ لقاء الأصدقاء خارج المنزل له تأثير كبير نفسياً على الأغلبية العظمي من النساء، قد لا تجدها في حال استقابلها لهم في المنزل، فالبعض منهن قد لا تهتم بالمكان بقدر اهتمامها بلقاء الأصدقاء خارج المنزل، منوهةً بأنّ خروج النساء المتكرر والزائد إلى المقاهي قد ينتج عنه آثار سلبية، منها: إهمال البيت والأطفال، أو التقصير في الواجبات الأسرية.
مشاركة :