'كوب 27' ينتهي بتسويات تبقي قضايا أساسية عالقة

  • 11/20/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شرم الشيخ (مصر) - اختتم المشاركون في قمة المناخ (كوب27) في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد مناقشات شاقة أفضت في نهايتها إلى اعتماد قرار اعتبر "تاريخيا" يتعلق بإنشاء صندوق مالي لتعويض الأضرار الناجمة عن التغير المناخي التي تتعرض لها أفقر دول العالم، وهو المحور الذي كاد أن يفشل المؤتمر برمته لولا حصول تسويات بشأنه في اللحظات الأخيرة، لكن تلك التسويات لم تكن مرضية للجميع وأبقت الكثير من المسائل عالقة. وأقر الإعلان الختامي بعد مفاوضات صعبة تجاوزت السقف الزمني للموعد المحدد للمؤتمر، الدعوة إلى خفض سريع لانبعاثات الغازات الدفيئة، إلا أنه لم  يحدد أهداف جديدة مقارنة بـ 'كوب 26' الذي عقد العام الماضي في غلاسكو. وتبنت الدول المشاركة في القمة في وقت مبكر من صباح الأحد اتفاقا نهائيا جاء بعد مفاوضات عسيرة وسيتأسس بموجبه صندوق لمساعدة الدول الفقيرة التي تعاني من كوارث مناخية، لكن الاتفاق لم يعزز جهود معالجة الانبعاثات الضارة التي تتسبب فيها. وبعد مفاوضات شابها التوتر خلال الليل، أصدرت الرئاسة المصرية للمؤتمر النص النهائي للاتفاق ودعت بالتزامن مع ذلك لعقد جلسة عامة للموافقة عليه. وأقرت الجلسة سريعا وفي البداية بندا في النص يؤسس صندوق "الخسائر والأضرار" لمساعدة الدول النامية على تحمل النفقات والتكاليف الفورية لظواهر تحدث بسبب تغير المناخ مثل العواصف والفيضانات. لكنها أرجأت العديد من القرارات الأكثر إثارة للجدل بشأن الصندوق إلى العام المقبل بما في ذلك من سيدفع التكاليف. ولم يبد المفاوضون أي اعتراضات بينما كان سامح شكري رئيس الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، يستعرض بنود الاتفاق النهائي. وبحلول فجر الأحد تم إقرار الاتفاق. وقالت وزيرة المناخ الألمانية جنيفر مورجان وهي مستاءة بشكل واضح، على الرغم من عدم وجود اتفاق على تخفيضات أكثر صرامة للانبعاثات "جاء الاتفاق بالشكل الذي خرج به هنا لأننا نريد الوقوف مع البلدان الأكثر عرضة للخطر". وأشاد المندوبون بالإنجاز الذي تحقق في إنشاء الصندوق وذلك بهدف مساعدة البلدان الضعيفة على مواجهة العواصف والفيضانات والكوارث الأخرى التي تغذيها الانبعاثات الهائلة للكربون التي تسببها الدول الغنية. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن خيبة أمله الأحد من الاتفاق حول الانبعاثات الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطراف حول المناخ. وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس في الجلسة الختامية للمؤتمر "ما لدينا ليس كافيا كخطوة للأمام ولا يأتي بجهود إضافية من كبار الملوثين لزياد خفض انبعاثاتهم وتسريعه"، مضيفا "خاب أملنا لعدم تحقيق ذلك". وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لأن مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ فشل في وضع خطة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بشكل جذري. وقال غوتيريش "كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ، نحتاج إلى خفض جذري للانبعاثات الآن، وهذه مسألة لم يعالجها مؤتمر المناخ هذا". واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش مشاركته في قمّة الفرنكوفونية في تونس أنّ إنشاء صندوق لتعويض الدول النامية عن "الخسائر والأضرار" التي تتكبّدها من جرّاء التغيّر المناخي هو حلّ "غير كاف إلى حدّ بعيد". وقال في مؤتمر صحافي إنّ "فكرة إنشاء صندوق فقط هي في أسوأ الأحوال غير مناسبة، وفي أحسن الأحوال غير كافية إلى حدّ بعيد"، مضيفا "حالما نواجه مشكلة نستحدث صندوقا.. ماذا عن الحوكمة؟ من سيساهم بالأموال؟". وبات موضوع الأضرار الناجمة عن التغير المناخي أكثر من أي وقت مضى في صلب النقاشات بعد الفيضانات غير المسبوقة التي شهدتها باكستان ونيجيريا. وتشدد دول الجنوب منذ بداية هذا المؤتمر على إنشاء صندوق خاص مكرس لتعويض هذه الأضرار. وفي المقابل، تتحفّظ الدول الغنية منذ سنوات عن فكرة إنشاء آلية خاصة لتمويل هذه الأضرار خشية أن تواجه مسؤولية قانونية قد تفتح الباب أمام تعويضات لا تنتهي.

مشاركة :