جربة - (أ ف ب): دخلت قمة رؤساء دول وحكومات الفرنكوفونية مرحلتها النهائية أمس الأحد في جزيرة جربة في تونس باجتماع مرتقب يخصص للتداول في الأزمات السياسية التي هزت مؤخرًا دولا إفريقية ناطقة بالفرنسية والتي تغذي غياب ثقة لدى المواطن. وخُصّص اليوم الأول لطرح مسألة الرقمنة كمحرّك أساسي للتنمية، بالإضافة إلى نقاشات حول مطالب 88 عضوًا في المنظمة الدولية للفرنكوفونية لتدعيم دورها الدولي. والأحد اجتمع القادة ورؤساء البعثات، بما في ذلك ضمن لقاءات مغلقة لطرح موضوع «غياب ثقة المواطن». وقالت الأمينة العامّة للمنظّمة، الروانديّة لويز موشيكيوابو، لوكالة فرانس برس قبل القمة إنها ستحاول اثارة هذا الموضوع لتحفيز قادة دول القارة. وفي تقديرها «التمرد الذي نراه لدى الشباب الناطق بالفرنسية في إفريقيا سببه خيبة الأمل من السياسة» و«احباط» تجاه «الطبقة الحاكمة». وأضافت الأمينة العامة للمنظمة «هذا ليس رفضًا للغة الفرنسية على الإطلاق» وذلك يؤثر على فرنسا. وتخصص ورش عمل أخرى لريادة الأعمال التي تخص الشباب والمرأة، قبل افتتاح المنتدى الاقتصادي. للمنظمة ومنذ تأسيسها في العام 1970، ثلاثة أهداف رئيسية وهي دعم انتشار اللغة الفرنسية عبر برامج ومناهج تعليمية وتطوير التعاون الاقتصادي داخل فضاء فرنكوفوني يضم 321 مليون ناطق بالفرنسية، فضلا عن المشاركة ولعب دور الوساطة خلال الأزمات والصراعات الدولية. والسبت شددت الأمينة العامّة على أنّ المنظّمة قادرة على امتلاك «تأثير في عالم ممزّق» بأزمات متعدّدة. وتابعت في كلمة الافتتاح «يجب أن تظلّ الفرنكوفونيّة حلقة وصل للحدّ من تحوّل التوتّرات إلى نزاعات». غير أن صدى التوتر بين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية كان حاضرا خلال افتتاح القمة عندما رفض رئيس وزراء جمهورية الكونجو الديموقراطية جان ميشيل ساما لوكوندي المشاركة في الصورة الجماعية بجانب بول كاجامي رئيس رواندا والذي تتهمه كينشاسا بدعم متمردي حركة «23 مارس» في شرق البلاد. على طاولة النقاشات ملف آخر حارق هو الحرب الروسية على أوكرانيا الدولة التي تحمل صفة مراقب في المنظمة الدولية للفرنكوفونية التي تضم دولا أخرى غير ناطقة بالفرنسية على غرار صربيا والامارات العربية المتحدة. من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مساء السبت: «تمكّنّا من التوصل إلى بيان من جميع الأعضاء فيه موقف واضح جدًا من الحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا»، من دون أن يُعطي مزيدًا من التفاصيل. من المرتقب اعتماد «إعلان جربة» مساء الأحد لاختتام أعمال القمة التي ستكون أيضًا مناسبة لإعادة انتخاب الأمينة العامة لولاية جديدة مدتها أربع سنوات وهي الوحيدة المرشحة لهذا المنصب. وأعلن الرئيس الفرنسي قبل مغادرته جزيرة جربة حيث تنظم عائدا إلى باريس مساء السبت، أنّ فرنسا تقدّمت بطلب كي تُنظّم قمّة الفرنكوفونيّة عام 2024.
مشاركة :