المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية.. رسائل الداخل والخارج

  • 11/21/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كغيري‭ ‬من‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الشقيقة‭ ‬تابعت‭ ‬الأجواء‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬وكذلك‭ ‬السلوك‭ ‬التصويتي‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬ونزاهة‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬وهي‭ ‬عديدة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬محدودية‭ ‬مساحة‭ ‬المقال‭ ‬فسوف‭ ‬يكون‭ ‬جل‭ ‬تركيزي‭ ‬على‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات،‭ ‬أولها‭: ‬حرص‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬على‭ ‬اصطحاب‭ ‬أطفالهم‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬التصويت،‭ ‬إذ‭ ‬تصادف‭ ‬مروري‭ ‬بجوار‭ ‬إحدى‭ ‬لجان‭ ‬الاقتراع‭ ‬وشاهدت‭ ‬أطفالا‭ ‬صغارا‭ ‬يحملون‭ ‬علم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يدركون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العمر‭ ‬الصغير‭ ‬ماهية‭ ‬تلك‭ ‬المناسبة‭ ‬تحديداً‭ ‬ولكن‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬لديهم‭ ‬إحساس‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬تحتفل‭ ‬بحدث‭ ‬سار‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يشارك‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬كبارًا‭ ‬وصغارًا،‭ ‬وستظل‭ ‬تلك‭ ‬الذكرى‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصغار‭ ‬لأعوام‭ ‬قادمة‭ ‬ليست‭ ‬بالقليلة،‭ ‬وثانيها‭: ‬قناعة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬فئاته‭ ‬بأن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬بمرجعيتها‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬ودستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الصادر‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬وتعديلاته‭ ‬اللاحقة‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لتحسين‭ ‬الأداء‭ ‬النيابي‭ ‬والبلدي‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬طموحات‭ ‬وآمال‭ ‬المواطنين‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬ذلك‭ ‬صداه‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بلغت‭ ‬73,18%‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬حسم‭ ‬6‭ ‬مقاعد‭ ‬نيابية‭ ‬و7‭ ‬مقاعد‭ ‬بلدية‭ ‬والإعادة‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬المقاعد‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬احتدام‭ ‬المنافسة‭ ‬وحرص‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬الاختيار‭ ‬الصحيح،‭ ‬وثالثها‭: ‬وجود‭ ‬تمايز‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬نسبي‭ ‬بين‭ ‬برامج‭ ‬المرشحين،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬اللافتات‭ ‬الانتخابية‭ ‬حملت‭ ‬عبارات‭ ‬عامة‭ ‬ولكن‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المرشحين‭ ‬أشاروا‭ ‬صراحة‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬برامجهم‭ ‬الانتخابية‭ ‬والتي‭ ‬ارتبط‭ ‬بعضها‭ ‬بما‭ ‬رأوه‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬وهي‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬حرص‭ ‬زملائي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬بمركز‭ ‬دراسات‭ ‬تضمينها‭ ‬ضمن‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬تم‭ ‬إجراؤه‭ ‬قبيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬واستهدف‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬النواب‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناخبين‭ ‬للعلاقة‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج،‭ ‬ولعل‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الإعداد‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬الأسئلة‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬عينة‭ ‬الاستطلاع‭ ‬هو‭ ‬تقارب‭ ‬التوقعات‭ ‬مع‭ ‬النتائج‭ ‬وخاصة‭ ‬بشأن‭ ‬حرص‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬كواجب‭ ‬وطني‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬مجدداً‭ ‬تنامي‭ ‬أهمية‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬نبض‭ ‬الشارع‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭.‬ وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الرسائل‭ ‬المجتمعية،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬الرسائل‭ ‬الحكومية؟‭ ‬أولى‭ ‬تلك‭ ‬الرسائل‭ ‬هي‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬السادسة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬التكميلية‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬يعني‭ ‬ترسيخ‭ ‬المسار‭ ‬المؤسسي‭ ‬للمشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مغاير‭ ‬لما‭ ‬دأبت‭ ‬عليه‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬تحديات‭ ‬وكان‭ ‬خيارها‭ ‬هو‭ ‬تأجيل‭ ‬الانتخابات‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مضت‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ ‬نحو‭ ‬مسيرة‭ ‬التحديث‭ ‬والتنمية،‭ ‬والرسالة‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الأجواء‭ ‬اللازمة‭ ‬لنجاح‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬لضمان‭ ‬حياديتها‭ ‬وتعبيرها‭ ‬عن‭ ‬خيارات‭ ‬وقناعات‭ ‬الناخب‭ ‬البحريني،‭ ‬أما‭ ‬الرسالة‭ ‬الثالثة‭ ‬فهي‭ ‬القناعة‭ ‬بأهمية‭ ‬العمل‭ ‬التشريعي‭ ‬المنوط‭ ‬به‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬التشريعات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬الخطط‭ ‬التنموية‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬والتغيرات‭ ‬المتلاحقة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكامل‭ ‬العمل‭ ‬التنفيذي‭ ‬والتشريعي‭.‬ ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬ففي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬رسائل‭ ‬ثلاث‭ ‬أخرى‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وأولها‭: ‬أن‭ ‬تزامن‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬مع‭ ‬فعاليات‭ ‬أخرى‭ ‬كبرى‭ ‬ابتداءً‭ ‬بزيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬وفضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬للمملكة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‮»‬‭ ‬ومروراً‭ ‬بمعرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للطيران‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬السادسة‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بحوار‭ ‬المنامة‭ ‬الأمني‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬يؤكد‭ ‬مجدداً‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬وإدارة‭ ‬كل‭ ‬الفعاليات‭ ‬بجميع‭ ‬مستوياتها‭ ‬ومشاركيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأداء‭ ‬المتميز‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وثانيها‭: ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إثارة‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الغربية‭ ‬لقضايا‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالتحديث‭ ‬السياسي‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬تعد‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬الغربي‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬للتقييم‭ ‬العلمي‭ ‬ضمن‭ ‬خصوصية‭ ‬خليجية،‭ ‬وأن‭ ‬حق‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬الذي‭ ‬تحرص‭ ‬عليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ضمن‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة،‭ ‬أما‭ ‬الرسالة‭ ‬الثالثة‭ ‬والأخيرة‭ ‬فهي‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قصر‭ ‬عمر‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مقارنة‭ ‬بتاريخ‭ ‬تجارب‭ ‬مماثلة‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬جديرة‭ ‬بالدراسة‭ ‬ضمن‭ ‬خصوصية‭ ‬بحرينية‭ ‬خليجية‭.‬ الحدث‭ ‬مليء‭ ‬بالمشاهد‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬ولكن‭ ‬مجملها‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬الحضارية‭ ‬لعملية‭ ‬التصويت‭ ‬واصطفاف‭ ‬مندوبي‭ ‬المرشحين‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬الطرق‭ ‬المؤدية‭ ‬لمراكز‭ ‬الاقتراع‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬ساعة‭ ‬متصلة‭ ‬وتقديم‭ ‬برامج‭ ‬المرشحين‭ ‬للناخبين‭ ‬بشكل‭ ‬منظم‭ ‬ربما‭ ‬للذين‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديهم‭ ‬الفرصة‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬البرامج،‭ ‬يعكس‭ ‬بعداً‭ ‬مجتمعياً‭ ‬آخراً‭ ‬جديرا‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬الناخب‭ ‬بالأفضل‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬ذاتها‭.‬ ولعل‭ ‬الرسالة‭ ‬الأهم‭ ‬وذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬فيه‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬عملية‭ ‬اختراق‭ ‬إلكتروني‭ ‬تكراراً‭ ‬لرسائل‭ ‬تشكيك‭ ‬مشابهة‭ ‬شهدتها‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬واستهدفت‭ ‬عرقلة‭ ‬إجراء‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬فإن‭ ‬رد‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬كان‭ ‬حاسما‭ ‬بعزم‭ ‬وإصرار‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬وإنما‭ ‬بنسبة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.‬ وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬إجراء‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬وتلك‭ ‬المشاركة‭ ‬المتميزة‭ ‬حدث‭ ‬يتعين‭ ‬استثماره‭ ‬بشكل‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬أهميته‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬أو‭ ‬الفكري‭ ‬استناداً‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬وواقع‭ ‬لا‭ ‬تخطئها‭ ‬العين‭ ‬ضمن‭ ‬مسار‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يعلي‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬ومحورية‭ ‬المؤسسات‭ ‬كآليات‭ ‬تجسد‭ ‬مشاركة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الطموحات‭ ‬المستقبلية‭.‬ أعداد‭ ‬المرشحين‭ ‬وانتماءاتهم‭ ‬وحظوظ‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬ونسب‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الجديد‭ ‬جميعها‭ ‬قضايا‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والدراسة‭ ‬–‭ ‬ربما‭ ‬يتزامن‭ ‬نشر‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬للانتخابات‭- ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وفقاً‭ ‬لنتائج‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬منطلقاً‭ ‬لأفكار‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬المؤشرات‭ ‬وكذلك‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬تتضافر‭ ‬معاً‭ ‬لتعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤداها‭ ‬حيوية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬ممثليه‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أو‭ ‬البلدي‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬الراهنة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬سريع‭ ‬التحول‭.‬ ومجمل‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬حدثًا‭ ‬اعتياديا‭ ‬فإنه‭ ‬تم‭ ‬إجراؤه‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬ذي‭ ‬دلالات‭ ‬مهمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬مجدداً‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬ودعم‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬لتنهض‭ ‬بالدور‭ ‬المنوط‭ ‬بها‭.‬ {‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :