كلنا للوطن سنة وشيعة

  • 1/18/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكره ما أكره التزايد على وطنية الناس وتفريقهم إلى جماعات يحكم بعضهم على بعض، خاصة حين يكون هناك ما يلم بالوطن أو يعكر صفوه. يتبارى القوم أيهم يكون أقسى وأعنف في مخاطبة الآخر وإلغاء حقه في المواطنة والانتماء. وهذا، بطبيعة الحال، ما تستغله الأجندات المعادية مثل الأجندة الإيرانية لتنفخ فيه وتبني عليه إستراتيجياتها وخططها لهدم حصوننا وتفكيك لحمتنا. حدث من قبل في أكثر من مجتمع عربي، في ظل النفخ الإيراني في رماد الطائفية، أن تفرق الناس وتنابزوا وتعاركوا وكل منهم يسحب بساط الوطن إلى حياضه ملغيا إخوته وأنسابه وجيرانه باعتبارهم غير وطنيين أو منتمين كمواطنته وكانتمائه. وبينما طالت حالة الإلغاء واستشرت أصبح الثمن هو الوطن بأكمله بوجوده ذاته وبكل أطيافه ومكوناته المجتمعية. لم يجن من مارسوا الطائفية وأصروا عليها سوى الدمار والعار الذي سيلاحق أجيالهم من بعدهم، باعتبار أن ما ترتكبه اليوم يظهر حتما في حسابات الغد حين تصوب المسارات الوطنية ويعود الوطن إلى كل أهله وليس إلى طائفة أو فصيل منهم. لقد أخلص كثيرون هنا في المملكة، منذ أطل المد الطائفي برأسه، لنداء واحد لا يتغير وهو أن وطننا للجميع سنة وشيعة. كلنا منتمون إليه ومسؤولون عن سلامته وحفظ أمنه واستقراره ورغده. ومن يخرج عن ذلك من أي طائفة أو جماعة فهو خارج على إجماع الوطن الذي يسعى الجميع ويستوعب مشاركة الجميع في بنائه وضمان بقائه حضنا يكفينا الشرور التي تتطاير من حولنا وعلى حدودنا. من هنا وجب أن نسمي الأشياء بأسمائها ووجب أن نكف عن (التعميم) الذي يزر وازرة وزر أخرى، فمن الشيعة كما أن من السنة وطنيون ومنتمون ومخلصون. ومنهم، كما هي الحال في الطيف السني، محرضون وإرهابيون يتهددون وجودنا وسلامتنا. وهؤلاء من الطرفين هم الذين يجب أن نقف لهم بالمرصاد على أساس مشترك من المواقف الوطنية التي لا تقبل اللبس أو التأويل. وإذا كان قد حدث تقصير من الشيعة في إبداء الرأي حيال قضايا سائدة كما يجادل البعض فقد حدث مثل هذا التقصير من الجانب السني في قضايا سابقة متعددة وسيحدث في مواقف لاحقة، حيث لا يمكن أن تجمع الناس على رأي واحد في نفس اللحظة وإلا حكمت عليهم بالنفي من الصف الوطني. لنتجادل بالحسنى ولنعمل على رص صفوفنا الوطنية كلها لكي نفوت على المتربصين أهدافهم في النيل منا ومن وطننا. لا أستثني أحدا ولا أعفيه من مسؤوليته تجاه ذلك.

مشاركة :