حمود بن علي الطوقي سعدتُ بدعوة قنوات تلفزيون أبوظبي، للمشاركة في التغطية الإعلامية المتميزة لهذه القناة لاحتفالات العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد لسلطنة عُمان؛ حيث استقطعت 4 ساعات من برامجها لتغطية احتفالاتنا بعيدنا الوطني لهذا العام، وأنتجت القناة مجموعة من التقارير الإعلامية عن المنجزات التي تحققت في سلطنة عمان، منذ بدايات النهضة المباركة بقيادة باني النهضة العمانية المجيدة السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وعلاقته بمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله-. أفردت القناة الفضائية الإماراتية تقاريرها للحديث عن النهضة العمانية المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وجهوده المخلصة في الانتقال بعُمان إلى دولة مؤثرة وقادرة على الريادة في المنظومة الدولية بفضل علاقاتها المتميزة والممتازة على كافة الأصعدة مع مختلف شعوب العالم. ومنذ الوهلة الأولى من وصولنا إلى مدينة أبوظبي لمست ذلك البعد الإنساني في مشاركة أشقائنا في دولة الإمارات وأيضا المقيمين هناك من أبناء السلطنة بالعيد الوطني المجيد. عبارات التهاني القلبية كنا نتلقاها من كل من قابلناه؛ بدءًا من المطار وصولًا إلى العاملين في الفندق، وفي المسجد، وحتى سائقي مركبات الأجرة. مشهد العيد الوطني العماني حاضر وبقوة في مختلف وسائل الإعلام الإماراتية، ولعل اقتباسهم للمقولة الشهيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبي عندما تحدث عن سلطنة عمان قائلا: "عُمان منا ونحن منهم". أثناء تواجدي في ضيافة قنوات تلفزيون الإمارات خلال تغطيتهم لاحتفالية السلطنة بعيدها الوطني المجيد، لمستُ مدى الاهتمام من جانب الإشقاء في دولة الإمارات بمشاركتنا هذه الفرحة الوطنية؛ حيث ركز الإعلام الإماراتي في تغطيته عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين، خاصة بعد الزيارة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للسلطنة في سبتمبر الماضي. ووصف الإعلام الإماراتي والعماني على حد سواء تلك الزيارة بأنها ستساهم في ترسيخ وتمكين تلك العلاقات الضاربة في أعماق التاريخ، ووصفها صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد بالأخوة المتجذرة، وأنها علاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخًا وقوة ومحبة. هذه الحقيقة الصادقة التي يحملها سُّموه لا شك أنه تقابلها حقيقة المحبة والأخوة التي يكنها الشعب العماني لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبًا. العمانيون والإماراتيون جسدٌ واحدٌ، ودم يجري في وريد واحد، وهذا الشعور المتبادل يحمله أيضاً العمانيون تجاه إخوتهم وأشقائهم في الجارة الشقيقة الإمارات. اليوم عُمان والإمارات تجنيان ثمار هذه العلاقات المتجذرة برؤية مستقبلية عميقة من شأنها أن تساهم في دعم المزيد من التقارب بين البلدين الشقيقين، وسوف تكون الرؤية المستقبلية بعد هذه الزيارة التاريخية مختلفة وسوف تخدم مصالح البلدين على مختلف الأصعدة، وتساهم في تعميق التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، ودفعها إلى الأمام بما يُلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما إلى التنمية المستدامة. ولا شك أن العلاقات بين البلدين ستعمل على رسم خارطة طريق جديدة وستوجه البوصلة نحو أهداف تعزز من مكانة أبناء البلدين الشقيقين وستنقل تلك العلاقات الأخوية الصادقة إلى مرحلة جديدة تتشابك فيها الأيدي وتلوح إلى آفاق أرحب من الرقي في تنمية علاقات الأخوة المتميزة. الكل يدرك حجم العلاقات العمانية الإماراتية والتي تتميز بخصوصيتها الفريدة، نسجتها صلة الأرحام والقربى والمصاهرة، والموروث الثقافي، وجعلتها راسخة على مر العقود، ولا شك أنها تزداد رسوخا ونموًا سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية. عندما كان الإعلام الإماراتي ينقل بالصوت والصورة الإنجازات العمانية أعاد للأذهان تلك الزيارة التاريخية للوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- إلى سلطنة عُمان في عام 1991، والتي ظلت راسخة في وجدان العمانيين؛ حيث شكلت وقتها منعطفًا مهمًا في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تمَّ على إثرها تشكيل لجنة عُليا مشتركة بين البلدين. وما زالت هذه اللجنة قائمة تؤدي دورها، ويتطلع الشعبان لتفعيل أعمال هذه اللجنة واللجان الأخرى والاتفاقيات الموقعة بين البلدين، خاصة تلك الاتفاقيات الداعمة للتكامل الاقتصادي الذي يعمل من أجله البلدان، من خلال تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما، وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية بما فيها قطاع الطاقة، والطاقة المتجددة وحلول المياه والخدمات المالية والدعم اللوجستي والإنشاءات والعقارات وريادة الأعمال. أُجزم كمتابع، بأن أعمال اللجنة العليا المشتركة بين الإمارات وسلطنة عمان والتي أنشئت في مايو 1991، ستنتعش خلال المرحلة المقبلة، كما سنشهد تطورًا ملحوظًا في دعم العلاقات الاقتصادية في مجالات: الخدمات الجوية، واتفاقية النقل البري الدولي للركاب والبضائع، والاتفاقية الثنائية للربط الكهربائي والتجارة غير النفطية إلى مستويات أفضل. وأخيرًا.. إنَّ نمو العلاقات التجارية والاستثمارية سوف يفتح آفاقًا جديدة لتشغيل مواطني البلدين في المشاريع المشتركة.. والله نسأل أن يوفق القيادتين الحكيمتين لما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، وشكرًا للزملاء في قنوات أبوظبي على تغطيتهم المتميزة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة.
مشاركة :