اختُتمت، مساء أمس الأحد، أعمال المؤتمر السنوي الـ35 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي نظّمه مركز الدعوة الإسلامية بالبرازيل ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة بعنوان "مسلمو أمريكا في مواجهة ظاهرة الكراهية" خلال الفترة من 18 إلى 20 نوفمبر 2022م في مدينة ساوبالو البرازيلية، بمشاركة وزراء وسفراء ووفود رسمية من 30 دولة، وباحثين ومختصين، وعلماء ودعاة وأكاديميين وطلبة العلم من مائة دولة من دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والدول العربية والإسلامية؛ منها السعودية والكويت والإمارات ولبنان ومصر وفلسطين وتركيا والسويد. وقد تم عقد ست جلسات نوقش فيها ٢٨ بحثًا وورقة عمل على خمسة محاور، شملت مفهوم الكراهية، ونشأة ظاهرة الكراهية في الغرب وتطورها، وأسباب الكراهية ومظاهرها، وآثار ظاهرة الكراهية على المجتمعات، وجهود الجهات الحكومية والهيئات والمراكز الإسلامية والجامعات والمؤسسات التعليمية في مواجهة ظاهرة الكراهية، ووضع بعض الاستراتيجيات والبرامج لمواجهة ظاهرة الكراهية. وانتهى المؤتمرون إلى مجموعة من التوصيات تَضَمنت رفع برقية شكر وتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على دعمها واهتمامها ورعايتها للجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ وذلك عبر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وأيضًا تقديم الشكر والتقدير لحكومة جمهورية البرازيل الاتحادية على اهتمامها بالجالية المسلمة في البرازيل، وكذلك تقديم الشكر لجميع المشاركين في المؤتمر من جميع دول العالم. كما اشتملت التوصيات الختامية على الإشادة بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مجال التسامح ونشر خطاب الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والكراهية عبر المراكز المتخصصة والمساهمات الفاعلة في المؤتمرات والمحافل الدولية، وكذلك الإشادة بجهود الهيئات الإسلامية والمجالس ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ للاهتمام بموضوع الحوار الدولي والإعلاء من قيمته، والإيضاح بأنه مطلب أكدت عليه الشرائع السماوية والثقافات والحضارات بوصفه صمام أمان للمجتمع، وأنه من القنوات المناسبة لمواجهة ظاهرة الكراهية. كما تَضمنت التوصيات: التعريف بخطورة خطاب الكراهية، وأنه يتعارض مع قيم التسامح والعيش المشترك بين أبناء البشر جميعًا، وضرورة تضافر الجهود المشتركة من الهيئات والمؤسسات الدعوية والإسلامية والتعليمية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ لمواجهة خطاب ظاهرة الكراهية والتمييز العنصري، وأن الكراهية والتمييز تنال الجانب الأضعف من فئات المجتمع. كما اتفق المشاركون في المؤتمر على أهمية التعريف بظاهرة الكراهية وأنها من الظواهر الخطيرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة نتيجة إلى سرعة التغيرات التي حدثت في العالم، وأدت إلى تصاعد حدة الخطابات المتطرفة؛ مما يستدعي الوقوف أمام هذه الظاهرة، ووضع استراتيجية مناسبة للكشف عن أسباب هذه الظاهرة ووضع العلاج الناجع لها. وشدد المؤتمر على أهمية السعي إلى إقرار التشريعات والقوانين اللازمة لمواجهة ظاهرة الكراهية ومكافحة التمييز والتحريض العنصري في مجتمعات دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وكذلك إنشاء مرصد دولي في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ لرصد الحالات التي تُحَرّض على الكراهية وارتكاب العنف وعمل تقارير شهرية لرصد خطابات الكراهية. وجاء في التوصيات التي خرج بها المؤتمر: إنشاء مرصد دولي في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي؛ لرصد الحالات التي تُحَرّض على الكراهية وارتكاب العنف وعمل تقارير شهرية لرصد خطابات الكراهية، ومنصات إلكترونية دعوية، تُعنى بنشر المقالات والأبحاث التي من شأنها التعريف بالإسلام ووسطيته وتسامحه، وبيان موقف الإسلام من خطاب الكراهية. وكان المؤتمر الذي نَظّمه مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، قد عقد جلساته تحت شعار "مسلمو أمريكا اللاتينية في مواجهة ظاهرة الكراهية"، بمشاركة مميزة من المملكة العربية السعودية؛ ممثلة في وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي، بالنيابة عن وزير الشؤون الإسلامية الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ.
مشاركة :