أزمة كوريا الشمالية والإغراءات الاقتصادية «2 من 2»

  • 11/21/2022
  • 23:13
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ينبغي لقادة العالم أن يصدقوا كيم عندما يقول إن قدرات كوريا الشمالية النووية تشكل "درعها الجديرة بالثقة"، و"سيفها الثمين"، وإنه لن يتخلى عنها أبدا، في إعلانه قانونا جديدا يسمح بتوجيه ضربة نووية إذا حاولت قوة أجنبية إزاحته عن السلطة. أعلن كيم، في الشهر الماضي، أن نظامه "لن يتخلى أبدا" عن أي من أسلحته النووية. قال كيم، "لا مجال على الإطلاق لنزع السلاح النووي، أو المفاوضات، أو أي ورقة مساومة للمقايضة في هذه العملية". يعكس سلوك كيم تصميمه الذي لا يتزعزع على أن يقبل ـ وإن كان على مضض ـ كزعيم لقوة نووية، على غرار الطريقة التي أصبح بها المجتمع الدولي يقبل باكستان أو حتى الهند. لكنه تخلى عن نهج "تحرك مقابل تحرك" الذي تبنته كوريا الشمالية في السابق ـ مقايضة تخفيف العقوبات خطوة بخطوة بتقييد أنشطته النووية. نتيجة لهذا، لم يعترف حتى بالجهود المتكررة التي تبذلها إدارة بايدن لاستئناف محادثات نزع السلاح النووي. بدلا من ذلك، يطالب كيم الولايات المتحدة بسحب قواتها من كوريا الجنوبية وإزالة أصولها الاستراتيجية من المنطقة ـ ومن الواضح أن هذه ليست بداية طيبة. بعد ذلك، ستدعو كوريا الشمالية في الأرجح إلى محادثات خفض الأسلحة النووية مع الولايات المتحددة كدليل على الاعتراف بها أخيرا على أنها نظير نووي وليست دولة مارقة. من المرجح أيضا أن يسعى كيم إلى استغلال مشاجرات أمريكا الدبلوماسية مع روسيا والصين. لقد أتقن نظام آل كيم، منذ فترة طويلة، فن استخدام الخلافات بين القوى الكبرى لمصلحته. لكن بعد نهاية الحرب الباردة، أصبحت الفرص المتاحة للنظام محدودة على هذه الجبهة، نظرا إلى علاقة أمريكا الإيجابية في عموم الأمر مع راعيي كوريا الشمالية الرئيسين ـ الصين وروسيا. لكن التدهور السريع الذي طرأ على العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وبين الولايات المتحدة والصين، عمل على تغيير القواعد. أكد التحالف الاستراتيجي بين الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أن أيا منهما لن ينحاز مع الغرب لتأديب كيم. الواقع أن شي وبوتين يتوددان حاليا إلى خصوم الغرب، ولا يسعيان إلى معاقبتهم. وبينما يحرص رعاته على منع أي تحرك ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يستطيع كيم ملاحقة طموحاته النووية دون معوقات أو عراقيل. من حيث المبدأ، يعارض كل من الصين وروسيا برنامج كوريا الشمالية النووي. فقد ظل قادة الصين مشغولين بهاجس احتمال إخفاق تجربة نووية تجري بالقرب من حدودها. لكن في حين أن كيم لن يجري في الأرجح اختبارا سابعا للقنبلة إلا بعد مرور بعض الوقت من ختام المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، فإنه يعلم أن لا شي جين بينج ولا بوتين يمكنه اتخاذ إجراءات صارمة حقيقية ضد كوريا الشمالية في الوقت الحالي. الواقع أن شي جين بينج وبوتين لديهما مصلحة في نجاح كيم في تحويل انتباه الولايات المتحدة ومواردها عن تايوان وأوكرانيا، على التوالي. وبوضع هذه الحقيقة في الحسبان، يتبين لنا أن الموجة الأخيرة من إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية ربما تكون بداية لدورة تصعيد خطيرة قد تنتهي إلى تحويل خطابه "النيران والغضب" إلى حقيقة واقعة. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2022.

مشاركة :