في سابقة تاريخية، اللاعبون الإيرانيون يلتزمون الصمت أثناء النشيد الوطني لإظهار دعمهم للمحتجين في الوطن، وفي هذا السياق تحدث إحسان حجصفي، قائد المنتخب الإيراني، عن الاحتجاجات حيث قال: "نحن معهم ونحن ندعمهم ونتعاطف معهم". بالرغم من ذلك، وبكل صفاقة تتجاهل الحكومات الغربية والإعلام الغربي ما يحدث في إيران، الأمر الذي مهد الطريق للحكومة الإيرانية، ومكنها من نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق حول معاناة الشعب الإيراني، وحجم المطالبات في الشارع، حتى أن هذه الفجوة التي خلفها هذا التجاهل، مكنت علي خامنئي من التقليل في عدة مناسبات من أهمية الانتفاضة، وادعى كذبًا وزورًا أن الاحتجاجات قد توقفت، في بداية شهر أكتوبر الماضي على سبيل الاستشهاد لا الحصر، وصف علي خامنئي الانتفاضة على أنها "حادثة" وتعمد استخدام صيغة الماضي، كما لو أن الاحتجاجات قد انتهت. كذلك في الثاني عشر من شهر أكتوبر، أثناء اجتماعه مع رئيس وأعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، وصف خامنئي الانتفاضة بأنها "اضطرابات متفرقة" و"حوادث غير ذات صلة"، مضيفًا أنه يجب على المسؤولين ألا يفقدوا تركيزهم، أما في يوم التاسع عشر من شهر أكتوبر: قال علي خامنئي: "بعد وفاة مؤسس النظام "الخميني" في عام 1989، كان هناك من يعتقد أن الدولة على حافة الهاوية، لكننا لم نستسلم وما زلنا صامدين! واليوم نحن في حال أفضل بكثير من تلك المرحلة". وفي الثاني من نوفمبر قال خامنئي: في تجمع لأطفال المدارس: "لقد وجهت الأمة حقًا صفعة في وجه المسيئين، وتركتهم في حالة فاشلة" ولجأ مرة أخرى إلى استخدام الزمن الماضي للادعاء بأن الانتفاضة قد وصلت إلى نهاية، لكن الوضع على الأرض يرسم صورة مختلفة تمامًا، عما يحاول علي خامنئي تمريره عبر وسائل الإعلام، حيث رأينا احتجاجات كبيرة تندلع في مدينة كرج غرب طهران، بعد يوم واحد فقط من تصريحات خامنئي الأخيرة، لتستمر مع موجة احتجاجات كبيرة أخرى في خاش ومقاطعة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران. هذه الاحتجاجات لم تجد طريقها إلى الإعلام الغربي، الذي كان يقود المشهد أيام الربيع العربي، ويسكب الزيت على النار بمساعدة بعض القنوات داخل النسيج العربي، كذلك أين القيادة في البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي، أم أن إحياء اتفاق أوباما النووي الإيراني أهم من ملف حقوق الإنسان! هذا دون شك قمة النفاق السياسي وازدواجية المعايير! لذلك يجب أن تدرك الشعوب أن هذه القوى لن تتحرك من أجل أحد، ولن تغير طالما أن هذا التغيير لا يخدم أجنداتها، التي تتمحور حول زرع أتباع لا يمثلون شعوبهم ليتحقق الولاء المطلق.
مشاركة :