المثالية الزائدة صفه سلبية تحددها المزاجية والمواقف، إذ أن البعض يسعى لأن تكون ردود أفعاله بالطريقة المثالية الكاملة، لذلك يشغله التفكير الزائد في كيفية التعامل مع الآخرين، وكيفية التصرف، وهنا يخرج عن الإطار الطبيعي، ما يزيد من حدة القلق والتوتر والخوف بشكل يعرضه غالبًا للوقوع في الخطأ. قال الأخصائي النفسي العيادي د.عبد الله الوايلي، إن رفع سقف الطموحات ووضع توقعات عالية للمستقبل والبحث عن أقصر الطرق للوصول إلى الأهداف بشكل سريع سيقود الفرد إلى الاعتماد الذهني وبالتالي إدمان التفكير. أضاف "الوايلي"، أن الاضطرابات النفسية النتيجة الحتمية لمعاناة الفرد من القلق والتوتر والخوف وزيادة معدل التفكير بشكل غير إرادي، ما يؤدي إلى الاكتئاب والوسواس القهري. شرح الأخصائي النفسي العيادي د.عبد الله الوايلي، فكرة دحض الأفكار السلبية، بمثال يركز على المناقشة والاستبدال، مثلاً "المدير الذي يرى بأن الموظف يجب أن ينفذ أوامره حتى ولو كانت مخالفة للنظام"، والدحض هنا بأن مخالفة النظام أمر غير عقلاني وهذا يعني أن وجوب تنفيذ أوامر المدير غير النظامية أمر غير عقلاني، فالنظام عادل ويطبق على الجميع، في حين أن الاستبدال يكون بالهدوء والمناقشة المبنية على الحجة والإقناع حيث أن الأدلة تتضح عن طريق المسؤولية المشتركة. لأول مرة في #المملكة و #الشرق_الأوسط.. تدشين جهاز تثقيف نفسي رقميhttps://t.co/MeMqX1d0Ei @SaudiMOH#اليوم pic.twitter.com/FnZeMf7Enx— صحيفة اليوم (@alyaum) October 20, 2022 أوضح أنه من هذا المنطلق فإن تلك الأفكار لها دور متأصل في إثارة "القلق الاجتماعي"، إذ أن ما "يعتقده الفرد يشعر به ثم يسلكه"، شارحا ذلك بأنه إذا واجه شخص ما أفكار سلبية، مثل التحدث مع نفسه: "أنا غبي" أو "أنهم سوف يسخرون مني عندما أُقدم المحاضرة"، فإنه حتماً سوف يصاب بالقلق والتوتر والخوف. تابع الأخصائي النفسي: الأفكار التلقائية عبارة عن رسائل شفوية يذكرها الفرد لذاته ويتعامل بها بشكل مستمر، ويستطيع تمييزها والوصول إليها، فهي الجزء المرئي فوق الأرض كالأزهار والأعشاب وغيرها، إلا أن تلك الأفكار في حقيقة الأمر متجذرة بشكل عميق جدًا كجذور الشجرة تحت الأرض. قال الأخصائي النفسي العيادي د.عبد الله الوايلي، إنه في حين أن المعتقدات المتجذرة وهي المعتقدات الأساسية تعد أعمق مستوى للتفكير والمعرفة فهي عبارات مطلقة نحو الذات والآخرين والعالم. وشرح "الوايلي"، فكرته بمثال قائلا: عندما يقول الفرد "أنا مكروه وغير محبوب" أو يقول "الآخرين عدوانيين" فهذه معتقدات خاطئة وغير مبررة وتعتبر مسلمات مطلقة لدى الفرد. تابع: بسبب ما سبق تظهر الافتراضات السلبية لدى الشخص ويبدأ بالاستنتاج السلبي من سلوكياته وأفعاله، فمثلاً إذا وضعنا الافتراضات على شكل كلمات فإنها تأتي على شكل استنتاج وتوقع للنتيجة، فمثلاً "عندما يقول الفرد لنفسه بأنه إذا لم يحضر الاجتماع فإنهم سيرون بأنه مهمل وغير مبالي وأنهم لن يتقبلونه وسوف يحرجونه"، فإن الافتراضات تعمل كقواعد عامة تتحكم في سلوكيات الفرد وتوقعاته اليومية. أشار الأخصائي النفسي العيادي د.عبد الله الوايلي، إلى توجيه عملية التفكير بين "هنا والآن" وذلك بالتدريب عليها وبشكل مستمر، أي أن الفرد كلما وجد نفسه يفرط بالتفكير فإن عليه أن يوجه انتباهه وتركيزه لما يفعله الآن . تابع: البحث عن الإيجابية في الحياة الشخصية سواءً في الذكريات الجميلة والمفرحة أو في التطلعات الممكنة والقريبة مع الابتعاد كلياً عن السلبيات. وأخيرًا نصح بالتدريب على تقنيات الاسترخاء والتأمل والكتابة كنوع من أساليب التفريغ الانفعالي التي تحرر العقل من اللامنطقي والأفكار السلبية.
مشاركة :