اختصاصي نفسي: إدمان التفكير والاضطرابات النفسية متلازمان

  • 12/21/2022
  • 18:15
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

المثالية الزائدة صفة سلبية بشكل عام، لأنها نسبية لدى كل البشر، تحدّدها المزاجية والمواقف، فالبعض يسعى لأن تكون أفعاله وردود فعله بالطريقة المثالية الكاملة، لذلك يشغله التفكير الزائد في كيفية التعامل مع الآخرين، وكيفية التصرف حيال الأحداث والمواقف، وهنا يخرج عن الإطار الطبيعي، مما يزيد من حدة القلق والتوتر والخوف، بشكل يعرّضه غالبًا للوقوع في الخطأ. ذكر الاختصاصي النفسي العيادي د.عبد الله الوايلي، أن رفع سقف الطموحات عن طريق وضع توقعات عالية للمستقبل، والبحث عن أقصر الطرق للوصول إلى طموحاته وأهدافه بشكل سريع. وتابع: هذا الأمر حتمًا سيقود الفرد إلى الاعتماد الذهني ومن ثمّ إدمان التفكير، وأن الاضطرابات النفسية، وهي النتيجة الحتمية لمعاناة الفرد من الأحباء، والقلق والتوتر والخوف، أو الاكتئاب والوسواس القهري، وغير ذلك يزيد من معدل تفكيره وبشكل غير إرادي. بيَّن د.الوايلي أن دحض الأفكار السلبية يكون من خلال إظهار عدم منطقية الأفكار السلبية بالأدلة الجامعة المانعة، التي تتركّز على المناقشة والاستبدال بما هو منطقي وإيجابي، فمثلًا، المدير الذي يرى أن الموظف يجب أن ينفذ أوامره، حتى لو كانت مخالفة للنظام. وتابع: الدحض هنا بأن مخالفة النظام أمر غير عقلاني، وهذا يعني أن وجوب تنفيذ أوامر المدير غير النظامية أمر غير عقلاني، فالنظام عادل ويطبق على الجميع، في حين أن الاستبدال يكون بالهدوء والمناقشة المبنية على الحجة والإقناع، إذ إن الأدلة هنا تتضح عن طريق المسؤولية المشتركة. وقال الوايلي: من هذا المنطلق فإن تلك الأفكار لها دور متأصل في إثارة (القلق الاجتماعي) لدى الإنسان، إذ إن ما (يعتقده الفرد يشعر به ثم يسلكه) أي: اعتقاد + شعور + سلوك، وللتوضيح: إذا واجه شخص ما أفكارًا تلقائية سلبية، مثل التحدث معه نفسه بقوله: "أنا غبي" أو "إنهم سوف يسخرون مني عندما أقدم المحاضرة"؟!، فإنه هنا حتمًا سوف يصاب بالقلق والتوتر والخوف. فالأفكار التلقائية عبارة عن رسائل شفوية، يذكرها الفرد لذاته، ويتعامل بها بشكل مستمر، بحيث يستطيع تمييزها والوصول إليها فهي الجزء المرئي فوق الأرض، كالأزهار والأعشاب وغيرها، إلا أن تلك الأفكار في حقيقة الأمر متجذرة بشكل عميق جدًا كجذور الشجرة تحت سطح الأرض. وبين د.الوايلي أنه في حين أن المعتقدات المتجذرة، وهي المعتقدات الأساسية تعتبر أعمق مستوى للتفكير والمعرفة، فهي عبارات مطلقة نحو الذات والآخرين والعالم. فمثلاً عندما يقول الفرد "أنا مكروه وغير محبوب" أو يقول "الآخرون عدوانيون" فهذه معتقدات خاطئة وغير مبررة، وتعتبر مسلمات مطلقة لدى الفرد. وبسبب ما سبق تظهر الافتراضات السلبية لدى الشخص، ويبدأ الاستنتاج السلبي من سلوكياته وأفعاله، فمثلًا إذا وضعنا الافتراضات على شكل كلمات، فإنها تأتي على شكل استنتاج وتوقع للنتيجة، فمثلًا (عندما يقول الفرد لنفسه بأنه إذا لم يحضر الاجتماع، فإنهم سيرون بأنه مهمل وغير مبالٍ، وأنهم لن يتقبلوه وسوف يحرجونه) فإن الافتراضات هنا تعمل كقواعد عامة تتحكم في سلوكيات الفرد وتوقعاته اليومية. - توجيه عملية التفكير بين (هنا والآن) وذلك بالتدريب عليها وبشكل مستمر، أي أن الفرد كلما وجد نفسه يفرط في التفكير فإن عليه أن يوجه انتباهه وتركيزه لما يفعله الآن.- البحث عن الإيجابية في الحياة الشخصية، سواءً في الذكريات الجميلة والمفرحة، أو في التطلعات الممكنة والقريبة مع الابتعاد كليًا عن السلبيات.- التدريب على تقنيات الاسترخاء والتأمل والكتابة، كنوع من أساليب التفريغ الانفعالي التي تحرر العقل من اللا منطقي والأفكار السلبية.

مشاركة :