دمشق - قُتل عقيد في الحرس الثوري الإيراني الإثنين قرب دمشق بانفجار عبوة ناسفة اتُّهمت إسرائيل بالوقوف وراءه، وفق ما أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء الأربعاء فيما يمثل الهجوم حلقة جديدة من الصراع المخابراتي بين تل أبيب وطهران. ونقلت "تسنيم" عن بيان للحرس الثوري "استشهاد العقيد داود جعفري، أحد مستشاري قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري في سوريا على يد عملاء الكيان الصهيوني صباح الاثنين بانفجار عبوة ناسفة على الطريق قرب دمشق". وأكد البيان أنّ "الكيان الصهيوني المزيف والمجرم سيتلقى الرد بلا شك"، في رسالة على ما يبدو انها تهدف لمزيد من التصعيد ومواصلة هجمات تطال المصالح الإسرائيلية في عدد من المناطق في العالم. وتأتي عملية الاغتيال بعد أكثر من أسبوع من هجوم نفذته طائرة مسيرة يعتقد انها إيرانية استهدفت ناقلة نفط على ملك رجل أعمال إسرائيلي في مياه عمان كما انها تأتي بعد إحباط محاولة لاغتيال إسرائيليين في جورجيا. وتعد إيران حليفا أساسيا للرئيس السوري بشار الأسد وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 2011، دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لدمشق فيما تؤكد طهران تواجد عناصر من قواتها المسلحة في سوريا بمهام استشارية. وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الجمهورية الإسلامية سقوط أفراد من قواتها العسكرية بضربات إسرائيلية في سوريا. وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني المقرّب من طهران ما جعل سوريا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر استهدف قصف جوي ليلي قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة لمقاتلين موالين لإيران بعد عبورها من العراق إلى شرق سوريا، ما أودى بحياة 14 شخصاً، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي 8 آذار/مارس أعلن الحرس الثوري مقتل اثنين من ضباطه في قصف اسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق ، متوعدا الدولة العبرية بدفع "ثمن جريمتها". ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل التصدّي لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ومثلت الساحة السورية نزيفا لعدد من قيادات والخبراء العسكريين للحرس الثوري فيما تعاني الحكومة الإيرانية من ضغوط داخلية بسبب الاحتجاجات الشعبية على مقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني او نتيجة عقوبات دولية على خلفية تزويد روسيا بطائرات مسيرة في الحرب ضد أوكرانيا. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ العام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان.
مشاركة :