مع اجتياح الاحتجاجات المناهضة للحكومة جميع أنحاء إيران، وجّه كبار قادتها نداء سريا إلى اثنتين من العائلات المؤسسة للجمهورية الإسلامية، وهما عشيرتا رفسنجاني والخميني المعتدلتان اللتان أطاح بهما المتشددون من السلطة، بحسب ما قاله أشخاص مطلعون على المحادثات لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية. وبحسب الصحيفة، طلب رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني من ممثلي هاتين العائلتين التحدث علانية لتهدئة الاضطرابات. وقالت المصادر إنه إذا حدث هذا الأمر فمن الممكن أن يتبعه اتخاذ إجراءات إصلاحية يسعى إليها المتظاهرون، لكنّ العائلتين رفضتا هذا التوجه. ويشير التواصل مع عائلات الخميني ورفسنجاني إلى أن الحكومة تبحث عن إجراءات أخرى لإخماد المظاهرات وتنظر في تنازلات كانت تعتبر قبل أشهر فقط غير واردة. وفي أواخر أكتوبر الماضي، دعا شمخاني ماجد أنصاري، المقرب من عائلة الخميني، وحسين مرعشي، أحد أقارب زوجة رفسنجاني، إلى اجتماع في مكتبه في طهران. وكان من بين الحضور أيضاً بهزاد نبوي الذي أسس جهاز استخبارات الجمهورية الإسلامية، وهو الآن مقرب من الرئيس الإصلاحي السابق علي خاتمي، وفقاً للمصادر. وأعرب شمخاني في الاجتماع عن ثقته بمرونة الجمهورية الإسلامية، قائلاً إنه تلقى معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام، بحسب ما قال الأشخاص الذين تم إطلاعهم على فحوى الاجتماع. وقالت المصادر إنه إذا كانت هاتان العائلتان قد وافقتا على الطلب من المتظاهرين التوقف عن الاحتجاج، فإن إجراءات إصلاحية كان يمكن أن تلي هذا الأمر مباشرة. لكن منذ هذا الاجتماع، دعم بعض أفراد العائلتين المتظاهرين علناً. كما أصدر حسن الخميني وهو رجل دين إصلاحي بارز وحفيد مؤسس الجمهورية، دعوة عامة إلى تغيير سياسي شامل.
مشاركة :