القاهرة - يواصل الفيروس المخلوي التنفسي توسيع رقعة انتشاره في مصر والولايات المتحدة الأميركية، وخارجهما مع ابلاغ دول أخرى عن اصابات. ويحذر الخبراء من ظهور حالات أكثر في بلدان عدة مع انخفاض درجات الحرارة وانطلاق العام الدراسي حضوريا ما يزيد من حالات العدوى بين التلاميذ. والاثنين نبه وزير الصحة والسكان المصري من سرعة انتشار، وقال الدكتور خالد عبدالغفارإن طفلا واحدا مصابا بالفيروس المخلوي، قد يتسبب في عدوى لفصل بالكامل في المدرسة سواء عن طريق الرذاز أو التلامس. ويشير المتخصص بالأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور ناجي عون إلى أن هذه العدوى التي لا يوجد لها أي دواء أو لقاح انتشرت في دول عدة، من الولايات المتحدة الأميركية وصولا إلى مصر ولبنان. ويشدد عون على أنه " لا يجوز أن يأخذ المصاب بالفيروس المخلوي التنفسي أدوية من دون استشارة طبيب، لأن الكثير من المرضى وصفوا لأنفسهم أدوية فيها كورتيزون ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية". والفيروس المخلوي التنفسي ليس جديدا، وهو موسمي، ويرى الخبراء انه خلال السنتين الماضيتين كان الفيروس الطاغي هو كورونا، لكن مع تراجع حدة الوباء تظهر جميع الفيروسات التقليدية مثل الإنفلوانزا والفيروس المخلوي، باشكال اكثر حدة ضعف قدرات أجهزتنا المناعية في التعرف عليها لغيابها طويلا بسبب التدابير الصحية المشددة. ويهاجم الفايروس المخلوي التنفسي الجهاز التنفسي للأطفال في الشتاء، لاسيما الأطفال الذين يقل عمرهم عن 6 أشهر، والأطفال الذين ولدوا بشكل مبكر، وكذلك الأطفال الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة أو عيوب خلقية في القلب أو ضعف المناعة أو سوء التغذية، بالإضافة إلى الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي، وفق الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين. والفيروس هو السبب الأكثر شيوعا لالتهاب المجاري الهوائية الصغيرة في الرئتين والالتهاب الرئوي عند الأطفال وهو ثاني سبب للوفاة خلال السنة الأولى من حياة الطفل بعد الملاريا. ويموت ما بين 100 ألف و200 ألف طفل يموتون حول العالم بسبب الفيروس كل عام. وأوضحت الرابطة أن أعراض الإصابة بالفايروس المخلوي التنفسي تتمثل في الزكام والسعال الجاف أو المصحوب ببلغم والعطس وآلام الحلق وصدور صوت أزيز أثناء التنفس وجفاف وشحوب الجلد والتنفس السريع والحمى. وشددت الرابطة على ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض لأن المرض قد يتخذ مسارا شديدا يهدد حياة الطفل. وتتم معالجة ذلك من خلال الأدوية الخافضة للحرارة وبخاخ الأنف المزيل للاحتقان والأدوية الموسعة للشعب الهوائية، بالإضافة إلى شرب السوائل بشكل كاف والالتزام بالراحة. وللوقاية من العدوى بالفايروس المخلوي التنفسي ينبغي الالتزام باشتراطات النظافة الصحية مثل غسل اليدين بانتظام وتنظيف الأسطح بانتظام أيضا وتلقي التطعيم، لاسيما بالنسبة إلى الأطفال الأكثر عرضة للإصابة. ويسبب الفايروس المخلوي التنفسي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي. وهو شائعٌ جدا إلى حدِّ أن معظم الأطفال يكونون قد أُصِيبوا به قبل بلوغهم العامين. ويمكن أن يصيب الفايروس المخلوي التنفسي البالغين أيضًا. وبالنسبة إلى البالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنًا فإن أعراض الفايروس المخلوي التنفسي تكون خفيفة، وتشبه أعراض الزكام. وعادةً ما تكون تدابير الرعاية الذاتية هي كل ما يلزم لتخفيف الشعور بالمرض. ولا يوجد لقاح للفايروس المخلوي التنفسي. لكن يمكن للعادات الحياتية التالية أن تساعد في منع انتشار العدوى: غسل اليدين بشكل متكرر. وتعليم الأطفال أهمية غسل اليدين، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. ويجب الحد من مخالطة الطفل للأشخاص المصابين بالحُمّى أو الزكام. كما يتوجب الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والمقتنيات، ومن المهم أيضا الحفاظ على نظافة المطبخ والحمام وأسطح الطاولات ومقابض الأبواب وغيرها من الأسطح التي تُلمَس باستمرار. ويجب التخلص من المناديل المستعملة فورًا. عدم مشاركة الآخرين الشرب في نفس الأكواب ضروري كما ويجب استخدام كوب شرب خاص بكل شخص أو أكواب أحادية الاستخدام في حال مرض أي شخص. ويُنصح بوضع ملصق على كل كوب لتحديد صاحبه. وينصح ايضا بغسل الألعاب بانتظام، ومن الضروري فعل ذلك في حال مرض الطفل أو رفيقه في اللعب.
مشاركة :