عقدت أعلى هيئة حقوقية أممية جلسة خاصة لبحث الوضع في إيران، ارتفعت خلالها الأصوات المطالبة بوقف العنف ضد المتظاهرين وبالابتعاد عن "الروايات النموذجية للاستبداد"، إيران ردت على الاتهامات ووجهت انتقادات خاصة لألمانيا. مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إيران بوقف الاستخدام "غير الضروري" للقوة ضدّ المتظاهرين، خلال اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان الخميس (24 تشرين الثاني/نوفمبر 2022). وتعقد أعلى هيئة حقوقية في الأمم المتحدة جلسة خاصة لمناقشة ما إذا كانت ستبدأ تحقيقاً دولياً عالي المستوى بشأن حملة القمع العنيفة للاحتجاجات التي تهزّ إيران. في المقابل، رأت إيران أمام المجلس إن الدول الغربية "تفتقر إلى المصداقية الأخلاقية" لانتقاد طهران في هذا المجال. بيانات حول أعداد القتلى والمعتقلين وقال تورك "يجب وضع حدّ للاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة". وأضاف "الأساليب القديمة وعقلية الحصانة لدى من يمارسون السلطة لا تنجح. في الواقع، هي فقط تجعل الوضع أسوأ. نواجه الآن أزمة حقوق إنسان كاملة". وأضاف أنّ الناس من جميع أطياف المجتمع الإيراني يطالبون بالتغيير، ويُظهرون شجاعة كبيرة جدا. وقال "أحث الحكومة وهؤلاء الموجودين في السلطة على الاصغاء"، مشيراً إلى أنّ "القوات الأمنية... استخدمت الذخيرة الحية والخرطوش وأنواع أخرى من الخردق والغاز المسيل للدموع والهراوات". وتابع "وفقاً لمصادر موثوقة، فإنّ تقديراً متحفّظاً لعدد القتلى يصل إلى الآن إلى نحو 300 قتيل، بينهم 40 طفلاً. هذا غير مقبول". وأوضح أنه "ممّا تمكنّا من جمعه، تمّ حتى الآن اعتقال نحو 14 ألف شخص، بينهم أطفال، في سياق الاحتجاجات. هذا رقم صادم". وقال تورك إنّ تصريحات رسمية سعت إلى نزع الشرعية عن المتظاهرين ووصفهم بأنهم عملاء للأعداء ودول أجنبية. وأضاف "هذه رواية مناسبة للسلطات. فكما رأينا عبر التاريخ، إنها الرواية النموذجية للاستبداد". وأضاف "أدعو السلطات إلى الكف فوراً عن استخدام العنف والمضايقة في حق المتظاهرين السلميين"، وإلى "الإفراج عن جميع المعتقلين بسبب احتجاجهم السلمي، وكذلك إلى تجميد عقوبة الإعدام". وقال "التغيير أمر لا مفر منه. الطريق إلى الأمام يمر عبر إصلاحات ذات مغزى". وقالت معاونة نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة خديجة كريمي أمام المجلس في جنيف، إنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي دفعت لعقد اجتماع الخميس "تفتقر إلى المصداقية الأخلاقية لوعظ الآخرين بشأن حقوق الإنسان وطلب جلسة خاصة بشأن إيران". من جهتها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنه يجب محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف ضد متظاهرين سلميين من الرجال والنساء والأطفال، في إيران. وقالت أمام مجلس حقوق الإنسان إن إيران تنتهك حقوق المواطنين في حرية التعبير عن الرأي وحرية التجمع. وأضافت أمام مئات الدبلوماسيين: "اليوم يتم اختبار شجاعتنا في الأمم المتحدة على رفع أصواتنا"، مشيرة إلى أن المواطنين في إيران يرغبون ببساطة في العيش بكرامة ودون تمييز. ممثلة الحكومة الإيرانية هاجمت ألمانيا بصفة خاصة، وقالت إن ألمانيا تنتهك حقوق الإنسان الخاصة بالإيرانيين، بالتعاون مع دول أخرى من خلال العقوبات التي فرضت على طهران، وأضافت أن وضع النساء في إيران في أفضل حال، وأنهن يتمتعن بالفرص الوظيفية ذاتها في كل مكان. ا.ف/ ع.ج.م (أ.ف.ب، د.ب.أ)
مشاركة :