«الهول» في قبضة «الداعشيات» والأطفال يدفعون الثمن

  • 11/26/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يكاد مخيم «الهول» للنازحين، الذي يؤوي عشرات الآلاف من أفراد أسر مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، يغيب عن واجهة الأحداث حتى يعود إليها من جديد، بعدما أصبح أشبه بـ «ثقب أسود»، لا يستطيع أحد التعرف على ما يضطرم في قلبه من أحداث، كثير منها مأساوي. فقد تجددت الدعوات الأممية والحقوقية إلى تكثيف الجهود الرامية لحماية آلاف الأطفال والصغار القابعين في هذا المخيم الواقع في شمال شرقي سوريا ويبلغ عدد قاطنيه أكثر من 65 ألف شخص من عشرات من دول العالم، وذلك عقب العثور على جثتيْ فتاتيْن في حفرة للصرف الصحي بداخله، وعليهما آثار طعنات. وشكلت هذه الواقعة الدموية، التي سارعت الأمم المتحدة ومنظمات إقليمية ودولية لحقوق الإنسان إلى إدانتها، أحدث مؤشر على إحكام تنظيم «داعش» الإرهابي، سيطرته شبه الكاملة، على الأوضاع في ذلك المخيم، الذي تحول بمرور السنوات، إلى مركز للتجنيد وجمع الأموال لصالح قيادات تلك الجماعة الدموية. ويضم المخيم، بحسب التقارير الواردة منه، قسماً خاضعاً لحراسة مشددة، يُعرف باسم «الملحق»، يؤوي 10 آلاف شخص، من بينهم ألفا امرأة وثمانية آلاف طفل وقاصر. ويُخشى من أن يكون هذا القسم قد أصبح مركزاً لتخطيط عمليات التصفية والاغتيال، التي تزايد عددها بوتيرة متسارعة في «الهول» منذ مطلع العام الجاري، وحصدت أرواح ما لا يقل عن 40 شخصاً. ونقل موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، عن واحدة من المحتجزات في المخيم، وتُدعى «أم مريم» قولها عبر تطبيق «واتس آب» للتراسل الفوري: إن الفتاتين قتلتا لرفضهما ارتداء النقاب على الأرجح، وأنهما ربما تكونان قد تعرضتا لاعتداء جنسي، قبل قتلهما بوحشية، وبسلاح أبيض في الأغلب. وكشف مقيمون في المخيم، عن أن عمليات التصفية الجسدية، التي يشهدها مخيم «الهول»، تحدث أحياناً للاشتباه في تعاون الضحايا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أو التحالف الدولي المناوئ لـ «داعش»، وتمتد بطبيعة الحال إلى الحراس الأمنيين للمخيم، وبعض العاملين في فرق الإغاثة الدولية. وأعرب المحللون عن مخاوفهم إزاء المصير البائس الذي ينتظر الأطفال والقُصَّر المقيمين في المخيم، إن طالت فترة بقائهم فيه، على ضوء أنهم صاروا الآن عرضة إما للقتل على يد أتباع «داعش»، أو التجنيد للانخراط في صفوف هذا التنظيم الإرهابي. وفي الوقت نفسه، نقل «أل مونيتور» عن مصادر صحفية في مدينة إدل، قولها إن «داعش» بات يعتبر مخيم «الهول» أحد مصادر تمويله، إذ ينخرط عناصره في عمليات لتهريب النساء منه، مقابل الحصول على مبلغ مالي، من هؤلاء النسوة اللواتي حصلن على هذه الأموال قبل ذلك من أقارب لهن خارج المخيم، يتولون تهريب النقود إلى الداخل. وبحسب المصادر ذاتها، يستخدم «داعش» عائدات عمليات التهريب، في شراء سلاح تُزود به النساء التابعات له داخل المخيم، من أجل تمكينهن من مواصلة تنفيذ أي عمليات تعذيب أو قتل لصالحه. كما أن مسلحي التنظيم يَعْمَدون في كل مرة تشن فيها «قسد» عمليات مداهمة أو اعتقال لكبح جماح العناصر في المخيم، إلى تنفيذ هجمات انتقامية ضد هذه القوات.

مشاركة :