الصقور الخضر: إنهم يكتبون التاريخ

  • 11/26/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ما حققه المنتخب السعودي لكرة القدم في مونديال كأس العالم 2022 في قطر، والذي يتأهل للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي، من فوز تاريخي على المنتخب الأرجنتيني، بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي، هو دليل ساطع على أن قوة الإرادة والعزم، إذا ما اقترنت بالثقة العالية بالنفس والروح القتالية، تصنع أكثر مما يراه البعض مستحيلا. وهذا ما علينا تعلمه عربا، ليس فقط في ساحات الألعاب الرياضية، بل في مختلف مناحي الحياة، إن أردنا أن نستعيد دورنا في بناء الحضارة الإنسانية، وقد كان لنا باع طويل في ذلك فيما مضى من أزمان. ورغم أن الحديث هنا عن لعبة وهي كرة القدم، الأشهر في العالم بين جميع الألعاب، إلا أن الإنجاز السعودي الأسطوري قدم دروسا عديدة نستفيد منها في حاضرنا والأهم في مستقبلنا من السنين. ومنها أن الانتصار يتطلب المبادرة والندية والثبات أمام الخصوم. وهو ما قام به المنتخب السعودي عبر تقديم نفسه خصما عنيدا لا يلين أمام لاعبي منتخب الأرجنتين، ما أذهلهم ووضعهم في دائرة ما هو غير متوقع حتى آخر لحظة من عمر المباراة، وما سببه ذلك من حيرة وتشتت وإرباك، وبالتالي خسارة أحد المؤهلين بقوة لنيل اللقب لمباراته الأولى في المونديال. ومنها أن الاحترافية تتطلب تنظيم الصفوف والعمل بروح الجماعة، بعيدا عن ذات الأنا. وهو ما رأيناه من أوركسترا الأداء بين لاعبي المنتخب السعودي، حتى أن بعض المعلقين يتوقعون أن يشكل الهدف الثاني لمنتخب الصقور الخضر في مرمى الأرجنتين أجمل أهداف المونديال. ومنها أن حصد الاحترام والتقدير، سواء كان محليا أم عربيا أم عالميا، لا ينال بالتمني بل بتحقيق الإنجاز على الأرض، والذي لا يتأتى إلا بالعمل والمثابرة والصبر، وهو ما كان عندما صفت الشبكات الإخبارية العالمية، في تقارير لها، فوز السعودية على الأرجنتين بأنه “أعظم مفاجأة في تاريخ كأس العالم”. ومنها أن النجاح يشحذ الهمم ويطلق العنان نحو المعالي، بمعنى أن ما حققه المنتخب السعودي انعكس إيجابا وبقوة على أداء المنتخبات العربية الأخرى، وهي المغرب وتونس تحديدا، واللتان فرضتا تعادلين ثمينين أمام منتخبي كرواتيا والدنمارك، وهما على التوالي وصيف النسخة الماضية من كأس العالم، ومن حققت المركز الثالث في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة. القائمة طويلة لما يقدمه الانتصار السعودي في مونديال كأس العالم من دروس، وقد أضحى المنتخب السعودي على مقربة من بلوغ الدور 16، خصوصا مع تعادل بولندا والمكسيك في مباراتهما الأولى، وحاجة الأرجنتين للفوز عليهما لبلوغ الدور التالي بعيدا عن حسابات النقاط والفارق في الأهداف. ويبقى فوز الصقور الخضر ملهما لنا عربا لما نستطيع تحقيقه من انتصارات، في ميادين الرياضة وغيرها، إن أعددنا النفوس والإمكانات لبلوغ القمم، ولنا خلاصة لكل ذلك في قول شاعر الخضراء أبي القاسم الشابي: “إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ… فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ”. فهل يستجيب القدر وتكون المنتخبات العربية على قدر طموح شعوبها وأكثر؟. إِنّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيب، “وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”. "الغد"

مشاركة :