في الجلسة الأولى لملتقى المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي نظمته غرفة الشرقية بالشراكة مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) امس الأحد 27 نوفمبر 2022 و التي حملت عنوان (المنشآت الصغيرة والمتوسطة في ظل رؤية المملكة 2030)، قد تم بحث دور الجهات الحكومية في دعم البيئة التشريعية لرواد الأعمال، والتكامل بين الجهات الحكومية وحاضنات ومسرعات الأعمال، ودور الجامعات والمؤسسات التعليمية لرواد الأعمال, وتحدث خلال هذه الجلسة كل من: (مدير عام ثقافة ريادة الأعمال بالهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت“/محمد العمرو، وعميد معهد الريادة في الأعمال بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن/ الدكتور وائل موسى، ورئيس وحدة ريادة الأعمال بجامعة الإمام عبد الرحمن الفيصل/ الدكتور محمد الشيخ، ومدير عام مبادرة فنتك السعودية/ نزار الحيدر، وترأس هذه الجلسة المستثمر والأكاديمي المتخصص في ريادة الأعمال/ الأستاذ علي بن صالح الحميدان). وقد أوضح العمرو بأن المملكة تشهد اهتماما كبيرا بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوجد برامج عديدة لدعم ريادة الأعمال، سواء من الجهات الحكومية المعنية مثل الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) التي تقدم جملة من برامج الدعم الموجودة على تطبيق “نوافذ” التابع للهيئة، إذ لديها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ 120 برنامجا لتنمية القدرات، اما نزار الحيدر فقد أوضح بأن مبادرة فتنك السعودية هي من المبادرات السعودية التي تستهدف بناء قدرات ومواهب رواد الأعمال، من خلال برامج التدريب والإرشاد وتدعمهم لأن يكونوا شركات في السوق المحلي.. لافتا إلى أن كافة الجهات الداعمة للفكر الريادي تسير بمنحى إيجابي تكاملي في السوق المحلية، فدورنا في فتنك السعودية هو تنموي وتعليمي، بينما هناك دور آخر للبنك المركزي، وللهيئات الحكومية الأخرى المعنية، وللقطاع الخاص أيضا، وكل جهة تعطي قيمة مضافة للجهة الأخرى، والمحصلة هي للاقتصاد الوطني، من بوابة تطوير ريادة الأعمال. من جانبه قال الدكتور وائل الموسى بأن الجامعة هي حيز جغرافي صغير لكنه مليء بالطاقة والابتكار، فلديه ثروة بشرية تتمثل ففي الطلاب، وهيئة التدريس، الذين يمكن أن يكونوا رواد أعمال أو يحملون فكرا رياديا، ويمكن ان تتأسس من خلالهم شركات توفر فرصا وظيفية، كما أن لدى الجامعات بنى تحتية، يمكن ان تسهم في أن تكون منظومة ابتكار لريادة الأعمال، وهذا ما تقوم به جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (وباقي الجامعات السعودية) التي قامت بإطلاق وادي الظهران بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، وقامت بتأسيس معهد ريادة الأعمال، وقد قامت بتدريب نسبة كبيرة من طلاب الجامعة، والغرض من كل ذلك هو دعم الفكر الريادي وبناء قدرات محلية، هي موضع ثقة الشركات العملاقة في المملكة. من جانبه قال الدكتور محمد الشيخ إن في المملكة حوالي 44 جامعة، كلها تحمل برامج في ريادة الأعمال، إذ أن 75% من هذه الجامعات لديها برامج محددة، و14% لديها برامج للدبلوم والبكالريوس والماجستير والدكتوراه، و73% منها أيضا تقدم دعما ماليا، بالتالي فإن المنظمة التعليمية في المملكة متطورة في مجال دعم ريادة الأعمال. وبالنسبة لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل فإنها تركز على الدورات التدريبية، والاستضافات، وورش العمل، والتعليم، وقد أطلقت مقررا عام حول ريادة الأعمال، يكون أحد متطلبات التخرج، وهذا البرنامج قد تم إعداده من قبل رواد الأعمال أنفسهم، يتم التركيز فيه على الجوانب العملية. ولفت إلى زيادة عدد حاضنات الأعمال في المملكة، سواء في الجامعات أو لدى القطاع الخاص، إذ يوجد لدينا حوالي 300 حاصنة، نأمل أن تعمل جميعها بكامل طاقتها، وأن تتحول من مركز كلفة إلى مركز ربح، ولا تكون عبئا على الجهات التي تعود لها كالجامعات، وأن تركز هذه الحاضنات على رائد الأعمال كتركيزها على المشاريع الريادية. وأعرب عن أمله في إيجاد وحدة ريادة الأعمال تقوم بعملية ربط كافة الوحدات الداعمة في الجامعات، وأن يتم الاستفادة من مشاريع التخرج التي ينتجها الطلاب في الجامعات، لذلك أطلقت الحكومة الرشيدة جامعية ريادية، فالفكر الريادي تغير، والتشريعات القادمة داعمة. وفي الجلسة الثانية التي أدارتها مديرة التسويق في شركة الفلك للمعدات التقنية، أيلا الشدوي، وجاءت بعنوان (تنوع مصادر التمويل والاستثمار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة) وتحدث فيها كل من مستشار الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية، المهندس عبد العزيز الشعيبي، ومدير عام برنامج كفالة، المهندس همام هاشم، والمدير الإداري لمركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال، المهندس فهد العيدي، والمدير الإقليمي المكلف لمصرفية المنشآت الصغيرة والمتوسطة في بنك الرياض، محمد آل سالم، وتناولت أربعة محاور ذات الشأن بالتمويل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة كالجهات الداعمة ودور التقنية المالية في تسريع عمليات النمو والتمويل وأبرز التحديات ومسارات الحلول للتمويل، وأكد المتحدثون على أن نجاح جزء كبير نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة يتوقف على مدى التشخيص الدقيق من قبل رائد الأعمال للسوق وأوضاعه، وأن ثمة تغيرات كبيرة في مجالات التمويل وآلياته وإجراءاته ومبادراته خلال الفترات الأخيرة وفرت بيئة تنظيمية وتشريعية متطورة، تمثل فرصًا مثمرة أمام رواد الأعمال للانطلاق بمشروعاتهم. ولفتوا إلى أن نجاح رائد الأعمال في تحقيق المستهدفات يدعم مسارات التمويل المتكرر أو ما يُعرف بجولات تمويلية أُخرى، فوصول رائد الأعمال إلى تحقيق مستهدفاته الاستراتيجية بمراحل نمو مشروعه الأولية والمبكرة، يفتح المجال واسعًا للتمويل المتكرر، مشددين على أهمية الخبرة والتفرغ من قبل رواد الأعمال لإدارة مشروعاتهم الناشئة، كونهما شرطان أساسيان لنجاح المشروعات وتحقيق نموها، فالإلمام بكامل مفردات المشروع والتعرف على احتياجات السوق بجانب التفرغ للتنفيذ يدعم الاستمرارية وتحقيق الأرباح ويجذب جهات التمويل الاستثماري. وأشاروا إلى أن مشاركة المرأة كرائدة أعمال شهد الآونة الأخيرة ازديادًا كبيرًا، وأن المرأة تحظى اليوم بفرص تمويلية عدة تدعم دخولها في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن برامج ومبادرات بناء القدرات في مختلف القطاعات، مؤكدين على الجهود الحكومية لمنظومة ريادة الأعمال لا تفرق بن المرأة والرجل فإنها تصب جميعها في تسهيل إجراءات وتشجيع بدء وتطوير المشروعات للجنسين. وفي الجلسة الثالثة التي أدارها الشريك الاداري بشركة تركيز نايف الملحم وجاءت بعنوان: مستقبل قطاع التقنية المالية في دعم المنشات الصغيرة والمتوسطة، وتحدث فيها كل من الرئيس التنفيذي لشركة اصيل المالية ماجد ابا الخيل، ومدير تطوير الاعمال لشركة لين تكنولوجي صالح الغامدي، اكد المشاركون بان القرار الاستراتيجي والذي يختص بدخول المستثمرين لدعم المشروع او الحصول على تمويل لابد ان يأتي بعد دراسة وافية ويجب ان لايكون متسرعا فالحصول على تمويل حل سريع وقد لايكون مناسبا في فترة من الفترات. وأشار المتحدثون الى ان لكل قرار معطياته وخياراته وأيضا اليات معينة فدخول الشريك يختلف عن طلب التمويل، لافتين الى ان طلب التمويل في السابق اذا لم يكون هناك أرباح تتوافق مع الملبلغ الذي تم تحديده من قبل جهة التمويل فانه يرفض، ولكن الان اختلف الموضوع كليا فطلب التمويل يمر عبر إجراءات الكترونية محمية تتشارك من خلالها البيانات والمعلومات بكل امان وموثوقية وقريبا سيكون هناك برامج بسيطة ومختصرة لمشاركة البيانات.
مشاركة :