هي فتاة العرب ورائدة الشعر النبطي الإماراتي، رمز للمرأة العربية وفخر لأمة يمتزج الشعر بوجدانها ليمثل ركنًا أصيلًا من تراثها العريق. عوشة السويدي أو عوشة الشاعرة التي عُرفت في بداية مسيرتها الشعرية بفتاة الخليج، قبل أن تنتزع لقب فتاة العرب بمسيرة حافلة استطاعت خلالها أن تسطر شعرها بمداد خالد يدوم بعد رحيلها، ولتكون علامة مؤثرة في الشعر النبطي في بلدها الإمارات خاصة وفي كل بلدان الخليج والعرب عامة. يشهد على ذلك تراثها الشعري وما حصدته من جوائز، ففي عام 2009، حصلت على جائزة أبوظبي في دورتها الخامسة، ووصفت فيها بأنها "مرحلة انتقالية مهمة في مسيرة الشعر النبطي"، كما أنشأ المجتمع الشعري جائزة سنوية للشاعرات الإماراتيات باسمها. يحتفي جوجل اليوم بالشاعرة الإماراتية عوشة السويدي (1920 ـ2018) فتتصدر صورتها صفحته الرسمية.. وقد احتفى بها مهرجان العين للكتاب قبل أيام ضمن برنامج "الكلمة المغناة"... "فتاة العرب" فخر شعرية الحب والحكمة بتراثها الإبداعي الثري وحضورها الشعري الفريد pic.twitter.com/uwlBhIWEPk— د. علي بن تميم (@3litamim) November 28, 2022 يا ركن عود الهوى وفنه قال الشيخ زايد في عوشة السويدي: يا ركن عود الهوى وفنه شاقني جيلك بالوصافي وكرمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقلدها وسام إمارة الشعر، كما منحها لقب فتاة العرب، وهو اللقب الذي اشتهرت به بعدها ولا تزال تعرف به إلى وقتنا هذا. واليوم يحتفي "جوجل" بذكراها كامرأة لها أثر تاريخي ملهم لكل نساء العرب. "تُعد عوشة السويدي واحدة من أعظم شعراء الأنباط في القرن العشرين، نشأت منغمسة في الشعر الرائع"، هكذا يصف محرك البحث جوجل شاعرتنا في نبذة مختصرة تظهر إن ضغطت على صورتها الموجودة فوق خانة البحث. ويكمل: "اليوم تُذكر عوشة السويدي لعملها المؤثر الذي مهّد الطريق للشاعرات في العالم العربي". وأحيت أغاني المطربين الإماراتيين والعرب المشهورين ذكرى عدد كبير من قصائدها، ليستمع إليها الناس في كل مكان. "عوشة السويدي" شاعرة متخصصة في الكتابة النبطية، وُلدت في الأول من يناير عام 1920 بمدينة العين الإماراتية. ومُهد الطريق لبزوغ نجمها في الكتابة الشعرية، كونها نشأت في عائلة تحب الأدب، وكان رجال العلم والشيوخ لا يغادرون مجلس أبيها الشيخ خليفة بن الشّيخ أحمد السويدي. فانغمست في الشعر في مرحلة مبكرة من حياتها، ولم يمض وقت حتى بدأت كتاباتها تظهر بقوة، فمنذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها كتبت قصائد شعرية كاملة. وما بين الحب والحكمة والوطنية والحنين إلى الماضي إلى المدح والإسلاميات، تألقت أشعار فتاة العرب شاهدة على موهبة نافذة تأثرت ببيئتها وأثرت فيها، تاركة علامة يُستدل بها عليها في الشعر النبطي العربي. نفتخر ب عوشة (رحمها الله) أيقونة ساطعة في فضاء الوطن ووجدان أهل #الإمارات و #الخليج_العربي. شكراً الدكتورة رفيعة غباش، الحارس الوفي لتراث عوشة، والتي بمجهودها المخلص ننهل من الدراسات في شعر #فتاة_العرب التي القيت أثناء #جائزة_عوشة_بنت_خليفة_السويدي.@drRafeah @OshaAward pic.twitter.com/KfM7f3doXb— Khalaf Ahmad Al Habtoor (@KhalafAlHabtoor) November 21, 2022 غير نشأتها الأدبية أثرت الأحداث والانتقالات التي عاشتها عوشة السويدي في موهبتها مصقلة إياها، فوفاة والدتها في صغرها ثم وفاة زوجها في سن مبكرة كان له ظهور في كتاباتها. كما أن تنقلاتها بين أكثر من مكان خلال حياتها أثراها أدبيًا، فما بين إمارة العين التي ولدت فيها إلى قطر ثم دبي ارتحلت عوشة السويدي أكثر من مرة، وكل مكان كانت تقيم فيه سنوات تتأثر فيها ببيئته التي تجلت في تنوع شعرها، إذ تصف قصائد لها تجاربها الشخصية في الأماكن التي عاشت فيها، فضلًا عن ماضيها وثقافتها الغنية. ثم اعتزلت كتابة أنواع الشعر في أوائل التسعينيات عدا مدح النبي صلى الله عليه وسلم، لتكمل بقية حياتها في رحابه بقصائدها. في صباح يوم 27 يوليو عام 2018، صعدت روح عوشة السويدي إلى بارئها، بعد رحلة طويلة ملهمة في كتابة الشعر، ليفقد بذلك الأدب العربي رمزًا مهمًا بوفاتها. وكانت آخر قصيدة كتبتها بعنوان "الغفران".
مشاركة :