حكم بسجن رئيس جزر القمر السابق مدى الحياة بتهمة «الخيانة العظمى»

  • 11/29/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

موروني‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬حكم‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭ ‬السابق‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالله‭ ‬سامبي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحاكم‭ ‬بتهمة‭ ‬الخيانة‭ ‬العظمى‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭. ‬وقرارات‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬الخاصة‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للطعن‭. ‬وظهر‭ ‬سامبي‭ ‬البالغ‭ ‬64‭ ‬عاما‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬محاكمته‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬للتنديد‭ ‬بإجراء‭ ‬يعتبره‭ ‬غير‭ ‬عادل،‭ ‬ثم‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الجلسات‭. ‬ وقال‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬خلال‭ ‬تلاوة‭ ‬الحكم‭: ‬‮«‬حكم‭ ‬عليه‭ (‬سامبي‭) ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬وبتجريده‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬وتقلد‭ ‬مناصب‭ ‬عامة،‭ ‬مضيفا‭: ‬‮«‬تأمر‭ ‬المحكمة‭ ‬بمصادرة‭ ‬ممتلكاته‭ ‬وأصوله‭ ‬لصالح‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‮»‬‭. ‬وظهر‭ ‬سامبي‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬محاكمته‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬للتنديد‭ ‬بالإجراء‭. ‬وصرّح‭ ‬وقتها‭: ‬‮«‬تشكيل‭ ‬المحكمة‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أحاكم‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‮»‬‭.‬ من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬جنيد‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬خان‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬كلفه‭ ‬بها‭ ‬مواطنو‭ ‬جزر‭ ‬القمر‮»‬،‭ ‬مطالبا‭ ‬بعقوبة‭ ‬السجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬للرئيس‭ ‬السابق‭. ‬وسامبي،‭ ‬المعارض‭ ‬الأبرز‭ ‬للرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬غزالي‭ ‬عثماني،‭ ‬متّهم‭ ‬بالتورط‭ ‬في‭ ‬فضيحة‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬المواطنة‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ (‬2006-2011‭) ‬أصدر‭ ‬قانونا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬يتيح‭ ‬بيع‭ ‬جوازات‭ ‬السفر‭ ‬بسعر‭ ‬مرتفع‭ ‬لمن‭ ‬يسعون‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭. ‬ وتم‭ ‬استخدام‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬يُستقبل‭ ‬بموجبه‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬‮«‬البدون‮»‬‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وقالت‭ ‬تيسلام‭ ‬سامبي‭ ‬ابنة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬العقوبة‭ ‬تتماشى‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مسرحية‭ ‬قانونية‭ ‬قادها‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬انتهت‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬لأكبر‭ ‬معارض‭ ‬سياسي‭ ‬للنظام‭ ‬الحالي‮»‬‭. ‬ وأكد‭ ‬محاميه‭ ‬محمود‭ ‬أحمده‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬للصحافة‭ ‬من‭ ‬مكتبه‭ ‬أنه‭ ‬توقّع‭ ‬أن‭ ‬تتبع‭ ‬المحكمة‭ ‬توصيات‭ (‬النيابة‭ ‬العامة‭) ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أستغربه‭ ‬هو‭ ‬تجريد‭ ‬السيد‭ ‬سامبي‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬المدنية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لم‭ ‬تطلبه‭ ‬النيابة‮»‬‭. ‬واتُهم‭ ‬سامبي‭ ‬باختلاس‭ ‬ثروة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭. ‬وبلغت‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالحكومة‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭,‬8‭ ‬مليار‭ ‬يورو،‭ ‬وفقا‭ ‬للمدعي‭ ‬العام،‭ ‬أي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للأرخبيل‭ ‬الصغير‭ ‬الفقير‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭. ‬ وقال‭ ‬أحد‭ ‬محامي‭ ‬الطرف‭ ‬المدني‭ ‬إريك‭ ‬إيمانويل‭ ‬سوسا‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬منحوا‭ ‬فاسقين‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬جنسية‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭ ‬كما‭ ‬نبيع‭ ‬الفول‭ ‬السوداني‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬محامي‭ ‬الدفاع‭ ‬الفرنسي‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬جان‭-‬جيل‭ ‬حليمي‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يعثر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬لهذه‭ ‬الأموال‭ ‬ولم‭ ‬يكتشف‭ ‬أي‭ ‬حساب‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬سامبي‭ ‬يُحاكم‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬بتهمة‭ ‬الفساد‭. ‬وفي‭ ‬سبتمبر،‭ ‬أعيد‭ ‬تصنيف‭ ‬الوقائع‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬خيانة‭ ‬عظمى،‭ ‬وهي‭ ‬جريمة،‭ ‬وفق‭ ‬حليمي،‭ ‬‮«‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬جزر‭ ‬القمر‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬تحديد‭ ‬مفهوم‭ ‬قانوني‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬التهمة‭. ‬ وقال‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬دانيال‭ ‬علي‭ ‬بندر‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬راض‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬المحاكمة‭ ‬مضت‭ ‬‮«‬بسلام‮»‬‭. ‬لكنه‭ ‬ينتظر‭ ‬‮«‬المتابعة‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬لأنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬بالسجن،‭ ‬يريد‭ ‬أبناء‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭ ‬معرفة‭ ‬مصير‭ ‬ملايين‭ ‬اليورو‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اختلاسها‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المتّهمين‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الفرنسي‭ ‬السوري‭ ‬بشار‭ ‬كيوان‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬عليه‭ ‬بالسجن‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭. ‬وأصدر‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬جزر‭ ‬القمر‭ ‬مذكرة‭ ‬توقيف‭ ‬دولية‭ ‬بحقه‭. ‬ كذلك،‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬صويلحي‭ ‬بالسجن‭ ‬20‭ ‬عاما‭. ‬وبفضل‭ ‬تغيّبه‭ ‬عن‭ ‬المحاكمة،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬بالسفر‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭. ‬ودرس‭ ‬سامبي،‭ ‬وهو‭ ‬إسلامي‭ ‬شهير‭ ‬يرتدي‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬لباسا‭ ‬تقليديا‭ ‬شبيها‭ ‬بملابس‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬ما‭ ‬أكسبه‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬آية‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والسودان‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬دينية‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬

مشاركة :