لوحظ في سوق العقارات في لندن الاهتمام المتزايد من قبل المشترين الخليجيين بعد أن شجّعتهم نسب تحويل العملة التي تلعب لصالحهم على اقتناء العقارات، حيث يشكّلون 7% من نسبة المستثمرين الأجانب في العقارات الفاخرة في لندن وفقًا لشركة «هامبتونز» للعقارات. كما أن بعض دول الخليج انضمّت إلى نظام المملكة المتحدة الجديد «تصريح السفر الإلكتروني (ETA)» مما رفع قيود الحصول على التأشيرة وسهّل التنقّل بين دول الخليج والمملكة المتحدة. لماذا الاتجاه إلى الشراء في لندن؟ مدينة حيوية ومركز اقتصادي وثقافي وترفيهي عالمي، ومقصد أكاديمي مع عمارة خلّابة ومساحات خضراء – تلك هي مدينة لندن، حيث تجمع شوارع المدينة وضواحيها الناس من شتى بقاع الأرض للعمل أو الدراسة. وكنتيجة لذلك، لطالما كان الطلب مرتفعًا على سوقها العقاري. وتتمتع المدينة وقطاعها العقاري بعلاقات وطيدة مع المستثمرين، حيث يقدّم هذا السوق القوي إمكانية ارتفاع قيمة رأس المال وتأجير العقارات بإيجارات عالية، وتضمن التنظيمات المعنية بكل نواحي القطاع راحة البال للمستثمرين الدوليين في الخارج. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية الكلية على الصعيد الدولي، فإن الإيجارات في لندن شهدت ارتفاعًا يكاد يعادل أربعة أضعاف خلال العقدين الماضيين، وفقًا لسجل الأراضي في المملكة المتحدة. ويظهر موقع «رايت موف» لتأجير العقارات ارتفاع الإيجارات بمعدل 16.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما وصرّح الموقع بأن الطلب على الإيجارات شهد ارتفاعًا بمعدل 20%، في حين شهدت المنازل المعروضة للإيجار تراجعًا بمعدل 9%. وستبقى لندن وعقاراتها محط أنظار المستثمرين، خاصةً الآن بعد انجلاء الجائحة وعودة الناس إليها تدريجيًا. غدت التطوراتُ المواكبة للعصر الفيصلَ في ضوء الانتشار المتزايد لنظام العمل الهجين، صار الناس يرغبون بالتمركز في مكان واحد للعمل والدراسة وأيضًا العيش والاختلاط بالآخرين بذات الوقت لتعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية. وانسجامًا مع هذا التوجّه، يبحث ملّاك العقارات في لندن عن المجتمعات المركزية التي تملك صلات مع شبكات مواصلات واسعة المدى ومقوّمات الحياة الرغيدة. ويعرّف تقرير لندن الصادر عن شركة الاستشارات العقارية «نايت فرانك» مبدأ حي «الخمس عشرة دقيقة» بأنّه الحي، حيث لا تبعد مرافق السكن والعمل والتسوق وتناول الطعام عن بعضها مسافة تزيد على 15 دقيقة مشيًا على الأقدام. وتلبي هذه الأحياء رغبة المشترين من دول الخليج، حيث يشير تقرير الثروة الصادر عن شركة الاستشارات العقارية «نايت فرانك» لعام 2022 إلى أن أبرز عوامل جذب المشترين الخليجيّين الأثرياء تشمل توافر المساحات المفتوحة والقرب من شبكات النقل والمرافق الترفيهية. يُعدّ مشروع «باترسي باور ستيشن» أكبر برهان على ما ذكر؛ حيث لقي هذا المشروع القائم على ضفة نهر التايمز في قلب مدينة لندن إقبالًا كبيرًا من المشترين البريطانيين إلّا أنّه جذب كذلك الكثير من المشترين الخليجيّين على مرّ السنين بسبب مقوّماته المميّزة. فهو يمتاز بشقق عصرية تلبّي احتياجات المعيشة العصرية من مرونة وتكيّف. على سبيل المثال، يتضمّن الحي منتزه «باور ستيشن» المطل على نهر التايمز بمساحة 6 أفدنة، وحدائق باترسي المعلقة التي تتضمن شقق «كوا»، والتي تمتاز بأنها من أكبر الحدائق السكنية الموجودة على سطح مبنى سكني في لندن. كما يبعد منتزه باترسي الشاسع الذي تصل مساحته إلى 200 فدان أقل من خمس دقائق سيرًا على الأقدام. ويستطيع السكان والزوار على حد سواء التسوق من أشهر العلامات التجارية العالمية التي افتتحت متاجرها في الحي. ولا ننسى محطات النقل التي تشكّل عامل جذب مهم، حيث ينقل مترو الأنفاق الركاب من محطة باترسي في المنطقة (1) إلى وست أند ووسط المدينة في غضون 15 دقيقة فقط. تجتمع كل تلك الأسباب لتجعل من لندن مغناطيسًا للمشترين الخليجيّين الذين يرغبون في الانتفاع من مزايا لندن الحضرية وفي الوقت ذاته تمتيع أنظارهم بالطبيعة الأخّاذة بمحاذاة النهر والمساحات الخضراء أمام بيوتهم. الاستثمار في المستقبل وتواصل عقارات لندن جذب المشترين الخليجيّين، سواءً لشراء العقارات لأبنائهم الذي يتعلّمون في جامعات لندن العريقة، أم لاقتناء بيتٍ ثانٍ في واحدة من أرقى مدن العالم، في حين يسعى البعض وراء تحقيق إيرادات عالية على المدى القصير وأرباح رأسمالية كبيرة على المدى الطويل. في جميع الحالات، فإنّ الوقت الحالي ممتاز لشراء عقارك.
مشاركة :